المرأة.. هل يفي اليومُ الواحدُ حقَّها ؟
رئيس التحرير: طارق الجزولي
9 March, 2023
9 March, 2023
الواقع أن المرأة هي أصل الوجود البشري ، ولو لاها لما كان للبشر وجود .
رغم تلك العقلية الذكورية المتسلطة في مجتمعاتنا التي ما انفكت تكرس لامتهانها وجعلها أداة لتفريغ شحن وأقذار المستذكرين من الرجال .. إذ لا بدّ من تغيير تلك النظرة النمطية التي بموجبها تستقبل الأنثى في لحظة ولادتها بالصمت والبرود وشيئ من السخط ، فما ان يبشر أحدهم بولادة مولودة أنثى حتي يحْمَرّ وجهه وهو كظيم .. بينما يستقبل المولود الذكر بالفرح والزغاريد .
مع أن الانثى في مجتمعاتنا الشرق أوسطية هي وحدها من تتفانى في خدمة إخوتها ووالديها منذ نعومة أظافرها، فتنشط كالآلة في إدارة شؤون البيت من طهي وكنس وغسيل ورعاية صحية وترتيب ما يبعثره الذكور ، فتحترق كالشمعة، لتضيئ لأفراد أسرتها ومجتمعها سبل السعادة والراحة النفسية والبطنية .
ثم تبدأ مرحلة أخرى من رحلة كفاحها ، فتضفي بإطلالتها على حياة عشيقها إشراقاً وبريقاً تخضر، وتزدهر بها أغصانه بعد جفاف حارق.. فتنتشله من وحل المجاعة العاطفية إلى عالم بنفسجيٍ يعطيه الشعور بأنه قد ولد لتوه .
وغالباً ما تُفاجأ في هذه المرحلة بمطرقة الأسرة القاتلة تهجم على حين غرة لتحطم ما شيدته من أحلام ، فتتكسر معها زوايا قلبها فيغدوا أشلاء مبعثرة بين مطرقة رغبات أسرتها و سندان عشيقها (المشوكش) .
لتجد نفسها كالسلعة في يد من يروق لأسرتها من الذكور ..
لكنها لم تستسلم، فتنهض مجدداً و تحول أنهر كفاحها بكل صبر لتصب في محيط رجل غريب عنها ، لا يجمعهما سوى رباط الزواج الذي أرادها غيرُها أن يتم ، وهي من أكثر المراحل إثارة ومخاطرة ، لاسيما إذا ما افتقد هذا الرابط لأحد أعمدته الأربعة _ الاهتمام، الاحترام ، الثقة ، الحب _ فتتهاوى خيوط الاستقرار إلي قاع بركان التعاسة والنكد، وتشتعل تلك الخيوط الموصلة المشتعلة لتقضي علي الأخضر واليابس ..
فتتجلد وتكافح لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، بينما يتهرب الرجل في أحايين كثيرة من مسؤولياته ..
فتركِز، و تواجه ما يلقي المحيطون بها من لوم بكل صمود ، وتكافح لتربي أطفالها بلا تبرم أو كلل إلى أن تقوي أعوادهم بجانب رعاية والديها اللذين أكل الدهر عليهما وشرب ..
حتى تصبح هي الأخري الحضن الدافئ لأحفادها فتفرغ مزن عطفها وحبها لتغمر الجميع سعادة و عزة وإباء.
و نحن نعيش اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به العالم في 8 مارس من كل عام، يجدر بنا في كل لحظة وومضة استذكار
أنها العظمة تمشي علي قدمين.
أنها الدفئ في عز الشتاء والظل الظليل حين يحل هجير الصيف الملتهب.
أنها الحب ، و العطف ، والحنان ، و السكينة ، والطمأنينة ، والهدوء ، و السلام ، والتنمية ، والأمن ، والإستقرار .
وقد أخطأ من وصفها بنصف المجتمع .. فهي كل المجتمع وأصله وينبوع استمرارية الوجودالبشري.
لذلك اقول، ان اليوم الواحد لم ولن يفي حقهن ابداً، بل يجب أن يحتفل العالم بالمرأة في جميع أيام السنة ال365 ولياليها.
أحمد محمود كانِم
amom1834@gmail.com
رغم تلك العقلية الذكورية المتسلطة في مجتمعاتنا التي ما انفكت تكرس لامتهانها وجعلها أداة لتفريغ شحن وأقذار المستذكرين من الرجال .. إذ لا بدّ من تغيير تلك النظرة النمطية التي بموجبها تستقبل الأنثى في لحظة ولادتها بالصمت والبرود وشيئ من السخط ، فما ان يبشر أحدهم بولادة مولودة أنثى حتي يحْمَرّ وجهه وهو كظيم .. بينما يستقبل المولود الذكر بالفرح والزغاريد .
مع أن الانثى في مجتمعاتنا الشرق أوسطية هي وحدها من تتفانى في خدمة إخوتها ووالديها منذ نعومة أظافرها، فتنشط كالآلة في إدارة شؤون البيت من طهي وكنس وغسيل ورعاية صحية وترتيب ما يبعثره الذكور ، فتحترق كالشمعة، لتضيئ لأفراد أسرتها ومجتمعها سبل السعادة والراحة النفسية والبطنية .
ثم تبدأ مرحلة أخرى من رحلة كفاحها ، فتضفي بإطلالتها على حياة عشيقها إشراقاً وبريقاً تخضر، وتزدهر بها أغصانه بعد جفاف حارق.. فتنتشله من وحل المجاعة العاطفية إلى عالم بنفسجيٍ يعطيه الشعور بأنه قد ولد لتوه .
وغالباً ما تُفاجأ في هذه المرحلة بمطرقة الأسرة القاتلة تهجم على حين غرة لتحطم ما شيدته من أحلام ، فتتكسر معها زوايا قلبها فيغدوا أشلاء مبعثرة بين مطرقة رغبات أسرتها و سندان عشيقها (المشوكش) .
لتجد نفسها كالسلعة في يد من يروق لأسرتها من الذكور ..
لكنها لم تستسلم، فتنهض مجدداً و تحول أنهر كفاحها بكل صبر لتصب في محيط رجل غريب عنها ، لا يجمعهما سوى رباط الزواج الذي أرادها غيرُها أن يتم ، وهي من أكثر المراحل إثارة ومخاطرة ، لاسيما إذا ما افتقد هذا الرابط لأحد أعمدته الأربعة _ الاهتمام، الاحترام ، الثقة ، الحب _ فتتهاوى خيوط الاستقرار إلي قاع بركان التعاسة والنكد، وتشتعل تلك الخيوط الموصلة المشتعلة لتقضي علي الأخضر واليابس ..
فتتجلد وتكافح لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، بينما يتهرب الرجل في أحايين كثيرة من مسؤولياته ..
فتركِز، و تواجه ما يلقي المحيطون بها من لوم بكل صمود ، وتكافح لتربي أطفالها بلا تبرم أو كلل إلى أن تقوي أعوادهم بجانب رعاية والديها اللذين أكل الدهر عليهما وشرب ..
حتى تصبح هي الأخري الحضن الدافئ لأحفادها فتفرغ مزن عطفها وحبها لتغمر الجميع سعادة و عزة وإباء.
و نحن نعيش اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به العالم في 8 مارس من كل عام، يجدر بنا في كل لحظة وومضة استذكار
أنها العظمة تمشي علي قدمين.
أنها الدفئ في عز الشتاء والظل الظليل حين يحل هجير الصيف الملتهب.
أنها الحب ، و العطف ، والحنان ، و السكينة ، والطمأنينة ، والهدوء ، و السلام ، والتنمية ، والأمن ، والإستقرار .
وقد أخطأ من وصفها بنصف المجتمع .. فهي كل المجتمع وأصله وينبوع استمرارية الوجودالبشري.
لذلك اقول، ان اليوم الواحد لم ولن يفي حقهن ابداً، بل يجب أن يحتفل العالم بالمرأة في جميع أيام السنة ال365 ولياليها.
أحمد محمود كانِم
amom1834@gmail.com