المسيحيون الذين اضافوا ألقا الى والوطن
شوقي بدري
26 February, 2021
26 February, 2021
في بداية السبعينات صار مكتبي في اكبر ميدان في المدينة ويلفت نظر السويديين، فالقنصلية البريطانية كانت تحت مكتبي وسيل السودانيين الافارقة والكثير من الاجانب كان لا يتوقف . ردودي الرباطابية على رجال الامن واستخفافي بهم، كانت بداية حرب انتقلت الىى الصحف والاعلام المسموع . استعنت بصديقي المحامي المشهور بيرتل لياندر , وكان لي اجتماع عاصف مع رئيس البوليس فيلي اولسون، كان في امكاني تجنب التصعيد لأن الرجل كان ودودا . بعد الاجتماع قال لي بيرتل انني كنت حادا مع رئيس الشرطة الذي حاول أن يكون ،، صديقا ،،. قلت له..... ان عندي ما يكفي من الاصدقاء ، كل ما اطلبه هو أن يتركني رجاله في حالى . وحدث ان سيارة ساب ينتهي رقهما ب 013 قد استوقفتني 3 مرات في ظرف خمسة ايام ونفس رجال البوليس وفي خطابي له اعطيت الاوقات بالساعة والدقيقة ، كانوا يقولون ساخرين ... كنا نظن أن السيارة مسروقة مما جعلني اضع اعلانا مدفوع الاجر في الصحف . اعطيت رقم السيارة لونها وماركتها وانها ليست مسروقة بالرغم من ان سائقها رجل اسود . واثار هذا حفيظة البوليس بيرتل ابن رجل البوليس من زمن لم تتوفر فيه السيارات للشرطة وكانوا يمشون ،كان يقول لى أن كل الاجانب الذين دافع عنهم قد ورطوا انفسهم بالاعتراف مباشرة لانهم كانوا خائفين من شراسة البوليس كما تعودوا في بلادهم . قلت له .... نحن في السودان لا نخاف من البوليس وقانون العقوبات في السودان يحمي المواطن تماما ... ابدى بيرتل رغبته في الذهاب معي الى السودان فوجهت له دعوة . وفي يوم السبت 13 ديسمبر1983قبل دعوتي لزيارة السودان. بيرتل كان عنده صورة اطفال بكروش منتفخة بسبب الجوع وبؤس في كل مكان . ورجال شرطة ينهالون بالسياط على ظهور السكاري والايدي التي تقطع بسبب الشريعة ، وربما تصفية المسيحيين في الشوارع الخ .
في يوم الاربعاء الموافق 17 ديسمبر كنا جلسوسا في حوش المنزل وفجأة تتسع عينا المحامي الذي كلفته لجنة من البرلمان السويدي باعطاءهم تقريرا عن الحالة في السودان وقوانين الشريعةالخ . بيرتل كان ينظر الى الشاب الذي اتى مترنحا من اثر الخمر في رابعة النهار ودفع االباب بدون استئذان ورحب بالخواجة الذي سألني.... الا توجد شريعة في السودان ؟ قلت له ...... نعم ولكن جارنا الشاب نصر فوق القانون . اخبره نصر انه قد اتى من مركز البوليس ، وان البوليس قد اوصله الي منزله الذي يفصله حائط من منزلنا . فهو ابن الرجل النبيل فتحي عازر المشهور ب ،، ابو جيمي ،، .
نصر كان مع بعض ابناء الحي وآخرين في سهرة جميلة واتتهم ما عرف وقتها بالكشة . حكم على الجميع بالجلد بتهمة شرب الخمر واستثنوا نصر لانه مسيحي . وكالعرف السوداني فالانسان لا يتخلى من رفافه ولا يعود الا وهو بصحبتهم بغض النظر عن السبب حتى ولو كان الانسان معاقا او جريحا . اصر نصر على أن يجلد كرفاقه وتم جلده . وبعد فترة شرب نصر وذهب الى المركز وبلغ عن نفسه قائلا ،، بفراسة ،، السودانيين ... انتو فاكريني حلبي حاخاف من السوط ؟ اجلدوني تاني . انا مسيحي ديني بيسمح لي اشرب خمر .تلك كانت مظاهرة بطلها رجل واحد . قام البوليس بارجاعه الى المنزل وقالوا لاهله ... نصر ده امسكوه . وتكررت القصة . وكان البوليس ومن يعرف نصر يقولون عن نصر طيب الله ثراه .... نصر فارس .
كما اوردت من قبل ، فالمياه كانت تنقطع ولكن منزل العم فتحي عازر الضخم كان مكونا من ثلاثة طوابق ولهم مضخة قوية ومولد كهربائي وفنطاز كبير لتخزين الماء . نصر كان يمد خرطوشا لري الاشجار خارج البيت وفي ايام الانقطاع يقف ليقسم المال على نساء الحي ويعبي الجرادل والباقات بكرم واريحية . ولا يعترض اهله او والدته اللطيفة السيدة جوليت .
في الوقت الذي كان الجميع يحرصون على كل قطرة ماء ، فانقطاع المال قد يطول . آل فتحي عازر كانوا الجيران الذين لا يعطون الجيران فرصة للشكوى , صيدلية النصر تحمل اسم ابن الحي المحبوب نصر فتحي عازر .
رئيس الجالية السودانية الابن منتصر ناصر عمل في الاستيراد قبل حضوره مع اسرته الرائعة الى السويد. تعامل مع الكثيرين ، ولكن لسانه يلهج بالشكر ويحكي قصصا كالاساطير عن السيد / مكرم اسحق ابراهيم الذي انتقل الى جوار ربه في 2016 طيب الله ثراه . ارتبط اسمه بصيدلية المك نمر المشهورة ولها عدة فروع وهم اول من ادخل نظام التعامل الحديث في اليدليات ، واليوم يتعاملون أون لاين . له ثلاثة من الابناء يشتركون في العمل منهم الدكتور ناجي والمهندس روني والثالث ايليا والدتهم مدام/ نادية توفيق ميخائيل لها سيرة جميلة بسبب تعاملها الفاخر مع الآخري كما يقول الابن منتصر ناصر رئيس جالية السويد .
العمل في رئاسة الصيديات ، المخازن والمكاتب يحدث بطريقة احترافية لا وجود لمتبطلين . الزيارة بالمواعيد او عن طريق الاستقبال . البشر المسموح لهم بالدخول مباشرة الى السيد مكرم هم اصحاب الحاجة من الشرائح الضعيفة في المجتمع . السيد /مكرم يضع امامه صندوقا للفلوس يعطي منه الجميع ببشاشة ويوزع نوعا من الخبز/ البسكويت كما يحتفظ ببعض الحلوى للاطفال الذين يأتون مع اهلهم .
يقول منتصر رئيس الجالية ... انه والجميع لم يجدوا ابدا مماطلة او تأخيرا في يوم من الايام في استلام حقوقه ولا يرتد شيكا كتبوه ابدا . وهذه يحدث مع الجميع الذين يتعاملون معهم . كما كانوا يسلفونه وآخرين فلوسا لاحضار بعض البضائع وعند الحساب لا يخصمون الا المبلغ الذي كان سلفة . والحقيقة كما يقول الوجيه رجل الاعمال اخي الامدرماني معتصم قرشي لا تجد اهلنا المسيحيين في المحاكم بسبب ارتداد شيكات احتيال او اكل حق الناس بالباطل . وما ادهشني اكثير انه بالرغم من ممارسته للتجارة لما يقارب نصف قرن يقول ان السودانيين من اصل هندي في غاية الامانة ولهم سمعة تجارية رائعة لا يضيعون حق الآخرين . ولا يعطون الآخرين فرصة لجرهم للمحاكم لأن سمعتهم هى رأس مالهم . وما صار يحدث في السودان فساد وظلم دفع الكثيرين لترك السودان .
في التسعينات واثناء تواجدي الكثير في القاهرة كنت التقي بالسوداني الماهل مراد لمعي . كنا نلتقي بصورة راتبة عند كبيرنا الاستاذ محمد توفيق وزير الخارجية في الديمقراطية الاخيرة طيب الله ثراه . من المجوعة عبد الله نقد شقيق المناضل محمد نقد ، عبد الله السفاح ، وزير الاعلام السابق ورئيس تحرير الايام في فترة الاستاذ محجوب عثمان طيب الله ثراه عضو مجلس السادة محمد الحسن عبد الله يس المحامي امين مكي مدني وأخرين الرحمة للميتين والاحياء وطبعا الرجل الكريم مراد لمعي الذي كانت له شركة كبيرة ومكتب ضخم به كثير من الموظفين . ذهبت اكثر من مرة لزيارته مع الرجل الفاكهة عبد الله السفاح وفي الاستقبال يرحبون بنا قائلين ..... أن الاوامر ان يسمحوا بدخوا اى سوداني بدون تأخيرفي اى وقت . اذكر ان مراد كان يتواجد في كل التجمعات والمناسبات ويقدم الكثير من الخدمات للسودانيين في القاهرة . اذكر انه كانت له شقة انيقة سكن فيها شقيق زعيم سياسي سوداني ومعه شقيقته وبعض افراد الاسرة لسنين . لم يكن يدفعون اجارا طيلة مدة اقامتهم قبل الذهاب الى كندا . مراد كان من من يقال عنهم .....ايدوا طوالى في جيبه .
صديق الطفولة وابن العباسية ع / ب والذي عمل في قطر لعشرات السنين كما عمل في بريطانيا في بنك قطر ثم امريكا وله مسكن وشركة سيارات . بعد أن تحصل على تبرعات كبيرة للانقاذ من قطر احس بأنه شخص مهم , كما عرفت فانه تطاول على شقيق مراد لمعي منير لمعي الذي يدير وكالة السياحة المشهورة اوليمبيا . وانتهى الامر باستخدام الايدي . وخسر زميل الطفولة كما اخبرني عندما حضر لزيارتي لقضاء رمضان مع زوجته وصديقه الحميم من برلين الفاتح عبد الماجد قبل سنين عديدة . والفاتح كان يجاهر بادانته لصديق طفولتي الذي حاول أن يؤلب الناس وبعض رجال الامن والجيش ضد منير لمعي . ولكن لم يجدغايته . صديق الطفولة كان يقول انه غاضب لانه سوداني وتعرض للظلم من قبطي . مشكلتنا اننا لا ننظر الى الاقباط كسودانيين وقد يكونوا اكثر منا سودانية، وحسب تجربتي فقد قدموا الكثير للسودان .
منير لمعي لم يكن ود المصارين البيض بل كان ،، حربيا ،، يقود شاحنة يشارك في البناء الحفر الخ . يتواصل في الفرح والكره .
صديق الطفولة اكتشف لدهشته ان الجميع في معسكر منير لمعي الذي تعرفه الخرطوم جيدا كرجل نبيل كريم وتعرف اسرته ووالده الذي انشأ الوكالة . ومن العادة ان يتلقى كل الموظفين في الوكالة حتى الفراش مرتبا اضافيا بمناسبة رمضان ، وخروفا للضحية في عيد الاضحى . وله مزرعة هى قبلة الاصدقاء تجاور مزرعة اسامة داؤود . ويجد من يعملون في المزرعة اكرم المعاملة .
كنت اعرف أن اصحاب صيدلية ابو نخلة في امدرمان يمثلون السوداني الجيد ويساعدون كثيرا ولا يتوقفون مع المحتاج . كان يتواجد اثنان من التيمان عرفا بتيمان هوفل . الدكتورهوفل البريطاني هو الطبيب الذي ترك بصماته في مستشفى امدرمان ، وخاصة مستشفى الدايات . التوأمان ولدا في المستشفى وتخلت والدتهما عنهما احدهم طويل والآخر قصير . ترعرعا في مستشفي الدايات ، وبما انهما كانا يعانيان من يعض التخلف فواصلا السكن في المستشفي . واخيرا اجبرا على السكن في الركن الجنوبي الشرقي في مستشفى امدرمان . وانتهى بهما الأمر كمتشردين بعد استلام المسلمين ادارة المستشفى . كان من العادة ان يذهبا الى اجزخانة ابو نخلة ويقدم لهما الطعام من المطعم القريب والذي عرف قديما بمطعم جعفر المجاور لمقهي ود الاغا المشهور لصاحبه يوسف الاغا . كان التوأمان يتحصلا على الكساء من صاحب الصيدلية . وبما انني لم اتذكر اسم صاحب الاجزخانة الاول فقد قمت بالاتصال باخي الوجيه معتصم قرشي . عاد الى مباشرة باسم ،،انطون ،، ابو نخلة . معتصم قام بالاتصال بابن امدرمان وليم ذكريا بشارة الشخصية المعروفة بنشاطه الاجتماعي ومن اعلام مركز عبد الكريم ميرغني . له الشكر والتحية .
يظن البعض أن عبد الرحمن المهدي هو من اسس مدارس الاحفاد للبنات الخ وهذا ليس بحقيقة لان عبد الرحمن المهدي ولد في 1885 بعد وفاة والده . ومدرسة رفاعة للبنين اسست في 1903 ومدرسة البنات تبعتها باربعة سنولت وقتها كان عبد الرحمن يتلقى مرتبا من ونقيت باشا و سلاطين باشا عبارة عن خمسة جنيهات ليعش عليها مع والدته وبقية اهل . ومن ساعد اكثرفي بناء الاحفاد في امدرمان في الثلاثينات هو كونت ميخالوص المسيحي ولهذا كانت صورته معلقة في قاعة الاسمبلي . كما اوقف كونت ميخالوص اربعة بعثات لجامعة الاحفاد في الجامعة الامريكية في بيروت . ومن اول المستفيدين من هذه المنحة حسن التاج من الدويم وامين الزين وصارا مدرسين في الاحفاد.
اخبرني زميل الدراسة في مدرسة ملكال الاميرية الاديب الدكتور السفير على حمد ابراهيم انه قابل ابن كونت ميخالوص خارج السودان الذي انفجر باكيا وقال .... كيف النميري يطردنا من السودان ويقول انحنا ما سودانيين ؟ وانا مولود في السروراب
بعد كتابة الموضوع الاخير اتاني ايميل من الأبنة / الاخت ابنة جيراننا في امدرمان . لم يفرقنا سوى سور . ،، وجيراننا ، تفرزعوا،، في اكثر من قارة . العم فتحي عازر عاش بقية حياته في استراليا بعيدا عن وطنه ووطن جدوده . لم استطع أن احبس دمعي عند قراءة الرسالة . كنت اتخيل الحى الاهل والسودان السمح .
اقتباس
سلام طيب لأستاذنا شوقى بدرى أشكرك جزيل الشكر على التوثيق لتاريخ لبلدنا الحبيب السودان الحديث الذى جمع فئات متعددة من البشر الذين ولدوا وترعرعوا فى خير البلد العريق فى القارة السمراء.
أنا إسمى نهى وأكون إبنة فتحى عازر أبوجيمى، جيران عائلة بدرى العريقة. درست فى مدرسة أمدرمان الثانوية العليا التى كانت فى أواخر السبعينات من أهم مدارس ولاية الخرطوم.
هاجرت أنا وزوجى سمير وهو من مواليد بورتسودان وإبننا يوسف إلى غرب كندا وبالتحديد إلى ولاية البرتا مع أسرة أخى المرحوم فاضل فتحى أبوجيمى.
أتمنى من الله أن يكثر من أمثالك يا أستاذنا أنت من الذين يكنون إعتزازاً حقيقيًا لبلدنا الكبير الذى جمع فئات من جميع الأديان السماوية وعاشوا فيه آمنين سالمين لعقود من الزمان.
يعيش السودان وأهله الطيبيين دائماً وأبدًا آمين.
نهى فتحى
قبل اكثر من عقدين عرفت من اخي الفاتح عبد الماجد ، ان زوج شقيقته رجل الاعمال الثري سيف الدين يوسف بشارة مدير ومن مؤسسي شركة التأمينات المتحدةطيب الله ثراه كان في زيارته مع اثنين من اصدقاءه .كان صهره يتردد عليه في برلين . وكانت اول زيارة في شهر العسل . قبل وقت سحيق . في آخر زيارة اتى ومعه اثنين من الاصدقاء والغرض كان شراء المنتجات الالمانية للطاقة الشمسية . كان معه صديقه المسلم ف .. س .. الذي احتاج لمبلغ عشرين الف دولار لاكمال تأسيس شركة الطاقة الشمسية . قام سيف الدين بشارة بتسليمه المبلع كدين امام شهود منهم الفاتح عبد الماجد وياسر المرضي من سكان برلين . وبعدها بفترة توفى سيف الدين رحمة الله عليه . طالب الفاتح الصديق برد المبلغ الا انه انكر المبلغ تماما . عندما انتقل رجل الاعمال سيف الدين يوسف بشارة الى جوار ربه طيب الله ثراه . وعلى الغكس اتى صديقه المسيحي ،، موسى الاسود ،، صاحب متجر في شارع الحرية للبلاط والسراميك وسلم مبلغا كبيرا لاهل المرحوم كان في عهدته !!!!
ما حفزني للكتابة هو فيلم قصير يمثل كمجموعة من الناس ورجل يرتدي ملابس عسكرية وهم داخل مخبز وهنالك شد وجزب . وكان البعض يسأل لماذا يتحصل البعض على خبز بطريقة خاصة وبدون أن يدفعوا . واخيرا افهمتهم مديرة المخبز أن المخبز يتبع الى الكنيسة التي بدأت المخبز لمساعدة الاسر المتعففة ، وانها تعمل كمتطوعة . وتدخل بعض سكان الحي لكي يؤكدوا كلامها . ما افرحني تأكيد البعض أن امام الجامع يساعد في المخبز . وهذا ما تعود عليه السودانيون قديما . طوبى للسيدة المسيحية ولكل من يشارك في هذا العمل الانساني .
العم عوض عمر الامام الذي كنا نسمع صوته اكثر من مره في الراديو وهو يتلو آيات من ذكر الحكيم . كان مدرسا في مدرسة التقدم للمسيحيين ولكن اغلبية الطلاب من المسلمين منهم جارنا في زريبة الكاشف عمر بريمة واخيه . وللشيخ عوض عمر ابناء منهم يوسف محمد وعمر يدرسون في المدرسة التي يعمل فيها والدهم . وكان اهل الحي يأتون للعم عوض عمر امام جامع امدرمان الذي خلف والده عمر الامام ، لكي يتوسط لهم لالتحاق ابناءهم بمدرسة المسيحيين . وقد كانت المدرسة على قدر كبير من النظام والعلاقات الرحيمة . والدي ارسلنا وشقيقاتنا الي مدارس الارسالية الامريكية بالرغم من وجود مدارس الاحفاد ومدرسة بيت الامانة . كان يقول انتم مسلمين ومن المفيد أن تتعلموا التعايش مع الآخرين .
كنا نتردد على برلين منذ ايام الدراسة في شرق اوربا ، فبالنسبة انا فبرلين هى عاصمة اوربا . قابلت اعظم السودانيين في برلين بعضهم من اعظم الاطباء وحملة الدكتوراة , ولكن اقدم لكم الاخ الدكتور فتحي عزيز غطاس في برلين . شقيقه الدكتور الفونس عزيز غطاس وعيادته في شارع الحرية كما كان دكتور الخطوط الجوية السودانية والاثنان عنوان للشخصية السودانية من حب المساعدة وقضاء حوائج الناس.
لقد كرمت الجالية في برلين الدكتور فتحي برئاستها في فترة عصيبة كان الكيزان يسيطرون على كل النشاطات .لم تنجح تهويشات الكيزان وتلويحهم بمسيحية رئيس الجالية والخوف على سلامة الاسلام . هذا تصرف غريب من بشر يعيشون في بلد يحكمها الحزب المسيحي بزعامة ميركل التي بكت بالدمع اصورة طفل مسلم قذفه الموج الى الشاطئ واستوعبت مليونا من السوريين وغير السوريين . من السودانيين في برلين من تحصل على اللجوء السياسي ويتلقى الاعانات واموال الدولة المسيحية . شخصية دكتور فتحي وحب الناس له اخرصت المتأسلمين . تشهد على حب الناسله طوابير المرضى من سودانيين اجانب وعرب امام عيادته ومنهم من لم يتحصل على حق العلاج المجاني او المدعوم . من اعز اصدقاء دكتور فتحي جعفر سعد ، الاديب الدكتور حامد فضل الله والدكتور عز الدين حماد مدير جامع النور ببرلين .
انتقلت خالتي الى جوار ربها قبل سنتين الى عمر متقدم . في العقدين السابقين كانت تجد عناية فائقو من طبيبين .
اقتباس ........من موضوع اخوانا المسيحيين .
عند الاتصال تلفونيا بشقيقتي الهام اسال عن الكثيرين خاصة خالتي نفيسه خليل و استفسر عن صحتها نسبه لتقدم سنها ، و كانت تطمئنني قائله ..... ما عندها مشكله اولادها دكاتره جرجس و فكتور بتفقدوها صباح و مساء . و تقصد بهذا ابناء العم فيبيوس الذين يسكنون في المسالمه في مواجهة منزلها و يفصلهم الشارع و خور المسالمه المشهور ، و كانت تضيف والله في الزمن ده الزول اولاده من بطنو ما بهتموا بيهو ذي الاولاد ديل.