المطاردة وحكاية الكديسة والفار

اصل الحكاية

تابعت في فترة اجازة العيد (كل عام وانتم بخير) تصريحات لأمين عام نادي الهلال عماد الطيب ، أكد من خلالها علي أن إقالة المدرب البرازيلي كامبوس بسبب مطارته للحكم بعد المباراة ، الغريب في الامر أن اللاعبين أنفسهم كانوا جزءا من هذه المطاردة وكان لهم فيها دور كبير ولم يعاقبوا ، وأعتبر عماد الطيب هذا الامر منافيا لقيم واخلاقيات الهلال ، وأنه سيتسبب في توقيع عقوبات قاسية علي الفريق في البطولة ، هذا التصريح مع الاسف الشديد صادر من الامين العام لمجلس إدارة نادي الهلال ، الذي لم يحترم في تقديري عقل أنصار الفريق بهذا الحديث السطحي الذي أراد أن يخفي من خلاله القرار الصادر اصلا بإقالة كامبوس تنفيذا لارادة صحفيين وضح بما لايدع مجالا للشك أنهم من يدير هذا المجلس الذي أكد علي ضعفه من أول قرار ، فالمطاردة ، والاحتجاج العنيف ، والتصريحات التي تقلل من شأن الحكام ، وغيرها من الاسباب التي تؤدي لأنزال عقوبات قاسية بالمدربين ، والتي تصل مرحلة الايقاف لعدد كبير من المباريات ، تحدث كثيرا وفي أقوي الدوريات الاوروبية ، والافريقية والآسيوية ، وحتي دورينا المحلي تم إيقاف عدد من المدربين بعقوبات متفاوتة (طويلة وقصيرة) ، ولم نسمع أو نقرأ عن تأثير لهذه القرارات علي مستقبل الفريق في المنافسات بمعني إيقاف الفريق بأكمله ، أو خصم نقاط بسبب سلوك مدرب منفلت .
عماد الطيب يعلم أن ماقاله ضحك علي الدقون ، وأن القرار الصادر من بعض الصحفيين كان جاهزا ينتظر التوقيت المناسب للتنفيذ ، وكانت التوقعات أن يتعرض الفريق لهزيمة قاسية من فريق فيتاكلوب الكنغولي ، خاصة وأن ذات الصحفيين بدأوا التمهيد المبكر لهذه الهزيمة وهم يؤكدون نيابة عن المجلس أن أي إنتكاسة للفريق في البطولة الافريقية ليست مسؤولية المجلس الجديد ، ولكن الفريق قدم مباراة جيدة وتقدم في النتيجة حتي الدقيقة (80) من عمر المباراة قبل عشرة دقائق من النهاية ، ليدرك الفريق الكنغولي التعادل بخطأ دفاعي ، وحتي التعادل كان جيدا ، ولكن الخطأ الدفاعي الثاني الذي لايتحمل مسؤوليته مدرب أفقد الفريق النتيجة في الزمن بدل الضائع ، ولم تخرج كلمة واحدة بعد المباراة تحمل المدرب البرازيلي كامبوس النتيجة ، بل علي العكس وجد الفريق اشادات واسعة سواء من الاعلام او الانصار والمحللين ، وهذا الشيء لم يرض الصحفيين اصحاب القرار الذين يديرون المجلس ، فكان لابد من ايجاد طريقة للإطاحة بكامبوس ، ووفق الرؤية الضيقة فقد خرج الهلال من البطولة بهذه الهزيمة ، لذا يجب التخلص منه في هذا التوقيت ، رغم أن الفرصة مازالت قائمة وتحقيق نتيجة ايجابية امام مازيمبي وارد ، وحتي هذا الجانب لم يغب عنهم ، فإن تحقق يجب ان يتحقق بمدرب آخر ليقال مايقال بعد ذلك لايفرق كثيرا عندهم ، وإن خسر فالمسؤولية يتحملها البرازيلي المقال (تخيلوا مستوي الادارة عندنا) .. فكروا وفكروا ولم يجدوا في النهاية سوي طريقة ( الكديس والفأر في البحر عندما قال الاول للثاني كتحتني ليأكله) ، السيد عماد الطيب ومجلس الصحفيين اقصد مجلس الادارة اختاروا مطاردة الحكم سببا للاقالة . الغريب كامبوس ماظهر في فيديو المطاردة وظهر اللاعبين . ح تعاقبوهم متين؟
اواصل
hassanfaroog@gmail.com