المظاهرات الاحتجاجات التركية

 


 

 


المظاهرات التركية شغلت الرأي العام العالمي ،، ولهذا اشترك فيها الفنانون المعروفين في تركيا أمثال مهند ولميس وفاطمة ،،، تحولت المظاهرات من المنادة بالإبقاء على ميدان أو متنزه جيزي بالقرب من منطقة تقسم باسطنبول ورفض قيام المجمع التجاري مكانه إلى المناداة بتغيير رئيس الوزراء التركي.
المظاهرات والاحتجاجات لا تمثل شكل من أشكال الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب أو الأحزاب المتذيلة للثقافة الغربية لأن رئيس الوزراء أتي عبر انتخابات ديمقراطية وصناديق اقتراع شارك فيها الشعب التركي،، لذلك تعتبر هذه الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس المنتخب بمحاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية التي كفلت الحق للرئيس بدورة انتخابية كاملة إلا في استثناءات غير متوفره حالياً في تركيا .
من أسباب تبني بعض الأحزاب المعارضة والعلمانية لتلك التظاهره ذات المنحي البيئي وتحويلها إلى سياسي هو خوف من محاولة أردوغان لتغيير الدستور التركي - وبالتالي العلمانية ترفض الديمقراطية التي تنادي أصلاً بها، وتكشف عن حقيقتها وعوراتها التي تحاول تغطيتها عبر الوسائل الإعلامية ذات السياسات الشبيهه بما يسمى بالاستعمال المفرط لتفريق التظاهرات وبحماية البيئة ووو .
بعض وليس كل الإعلاميين أصحاب الأجندات الخاصة يتحدثون عن الاستعمال المفرط للقوة مقابل الحق الذي يكفله الدستور للحرية والمطالبة بالحقوق المدنية وينسون أو يتناسون أن القانون الذي يحمي المواطن مهما اختلف لونه السياسي هو ذات القانون الذي يرفض أساليب المظاهرات التي فيها تحطيم للمال العام والاعتداء على المال الخاص وتدمير البني التحتية للدولة وترويع الأبرياء . كما تحاول تكميم أفواه الرافضين لتلك المظاهرات ، وتخفي عن الإعلام الأصوات التي تنادي بخلاف ما يريدون
الحق مكفول لكل من يريد أن يعبر عن رأيه بسلمية ، ولكن من يتجاوز حدود السلمية ويتعدى على الأملاك العامة والخاصة ويخرب ،، كيف يتم التعامل معه ؟؟
غالبية الوسائل الإعلامية التي تتهافت على الأخبار ذات العلاقة بالأنظمة الداعية للتعامل بمنهج الإسلام وتخشى عاقبة الأمور هي وسائل غير شفافة وغير نزيهه وتشوه الحقائق وبالتالي لاتحترم مشاهديها ، بل تعمل على تشكيل رأي خاص بسياستها وتوجيه الناس إليه ،، وهي بذلك خائنة لضميرها ولقيمة الرسالة الاعلامية

أحمد عبدالعزيز الكاروري
باحث وإعلامي
ahmed karuri [ahmedkaruri@gmail.com]

 

آراء