الآحادية القطبية لم تعد ممكنة لسبب بسيط وتم ترديده ألف مرة ومرة "على وزن ألف ليلة وليلة"، وهو أن القطب الأوحد أساء توظيف إنفراده بالعالم. القطب الأوحد "سابقا" وهو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوربيون "السابقون" الذين باتوا يتساقطون عنها مثل ورق الخريف، أسائوا للإنسانية وللمجتمع الدولي عندما جعلوا "ختم حقوق الإنسان" وسيلة للتمييز السياسي ضد الدول التي لا ترغب في الدخول "تحت الإبط"!
الآحادية القطبية صارت جزءا من الماضي عندما انتفضت تلكم الشخصية الخليجية الأمنية المشهورة وقالت علنا ... إنهم يبتزوننا بداعش والإرهاب ويتفقون مع إيران سرا لينتزعوا منا أكبر مقدار من المال مقابل الحماية من التهديد الإيراني ..!
ولاحقا قالت تلكم الشخصية أن المهدد الأول لأمن الخليج هو الولايات المتحدة الأمريكية وليس إيران ولا داعش ولا الحوثيين ..!
ولاحقا ظهر فيديو جميل ومضحك ... يتحدث عن أن عدد الدواعش كلهم "20 ألف" ولو خصصت أمريكا طلعة جوية لكل فرد من الدواعش ومعها ثلاثة صورايخ لما صارت تكلفة القضاء على "داعش" تعادل عشر معشار الرقم الفلكي الذي طلبه وزير الدفاع الأمريكي ..!
والآحادية القطبية ... تسقط اليوم في الخرطوم في الملتقى العربي الروسي ... وسقطت قبلها في "حلف شنغهاي" ... وستسقط مجددا عندما يتم عقد أقرب قمة "آفروصينية" ..!
والآحداية القطبية سقطت بسبب أن أمريكا كان لديها خياران ... ان تقود العالم أو أن تسيطر على العالم ... فاختارت السيطرة والتسلط والإستبداد الدولي ..!
لو مثلت الإدارة الأمريكية الشعب الأمريكي حقا، لو مثلته بانفتاحه وتواضعه وصراحته وشهامته ربما كانت تقود العالم ونرفع القبعات تحية لها .... ولكنها لم تمثل شعبها انما مثلت "الجماعة إياهم"!
لو اختارت أمريكا حل الدولتين" ولو اختارت المبادرة العربية الأرض مقابل السلام لانتصر تيار التطبيع مع إسرائيل لأنه حينها يستطيع أن يقدم إنجازا ملموسا للجماهير العربية ولكن هذا التيار الأن يهز بـ "قصبة مرضوضة" ... و "غصن ذابل" ..!
تحية لوزارة الخارجية السودانية وتحية للوزير الروسي الزائر وتحية للمنتدى العربي الروسي ... إنه حدث كبير حقا ولكننا ننتظر المزيد والمزيد ..!
تحية للوزير علي كرتي، وتحية لإعلام الوزارة الذي يقوده السفير الشاب يوسف كردفاني ... رغم انهم الغوا التنوير الصحفي بصورة مفاجئة ... وكنا نطمع أن يتم هذا التنوير قبل فترة كافية ولا يزاحم "المفاجئات" المتوقعة ... كنا نطمع أن يتحول الكثير من ذلك التنظير إلى واقع يا عزيزنا كردفاني قبل نغني سويا ... من بعد ما فات الأوان..!