المنطقتين … في مزايدة جديدة!

 


 

مكي المغربي
19 November, 2014

 



.....................
بالتأكيد لا بد لكل الصحفيين السودانيين الإلتزام "ولو قليلا" بتجنب أي حملات عدائية بين الحكومة والحركة الشعبية نظرا لما اتفق عليه البروف غندور والوساطة وياسر عرمان في 17 نوفمبر 2014، لكن بالتاكيد لن تصمد هذه الهدنة لأيام وذلك لأنه لا توجد آلية إعلامية تشرف عليها الوساطة لمراقبة الاوضاع.
ونواصل النقد الفكري للحركي وذلك لأنه لا يدخل في هذه "الهدنة" التي اتفق عليها الأطراف "شفاهة"، فالنقد الفكري أو حتى السياسي لمواقف الحركة أمر قام به أبناء الحركة الشعبية أنفسهم ... بدئا من الواثق الكمير إلى فايز السليك الذي قال ان الحركة الشعبية تدلف نحو هاوية الإستبداد ووصف ياسر عرمان بالغرور والإستبداد.
لسنا هنا في مقام الجرح والتعديل لشخص عرمان، أو فايز السليك نفسه ولكنني سقت هذا مثالا للنقد الذي بدر من أبناء الحركة الشعبية أنفسهم وهو بالتأكيد لا يكدر صفو "الهدنة الشفاهية"، بل النقد الفكري المسئول يفيد الحركة والساحة السياسية بأسرها!
هنالك تسريبات بدأت تنتشر بمجرد أن انتهى المؤتمر الصحفي للبروف غندور وأمبيكي وياسر عرمان، والتقيت اثنين من أنصار الحركة عبر الواتساب وهما يدافعان عن مطلب الحركة الشعبية وهو "الحكم الذاتي" للمنطقتين..!
حدث هذا قبل أن يلتقط الصحفيون مايكرفوناتهم من منصة أمبيكي قبل مغادرته، لذلك من العسير علي جدا ألا أصدق أن الحركة جهزت إخراجا إعلاميا محكما لموضوع "الحكم الذاتي" قبل إعلان موعد المؤتمر الصحفي نفسه.
مطلب الحركة يعتبر أشبه بالهروب من الملاريا بعملية إنتحارية، فالحركة لم تستطع التوقيع لأنها مرتبطة بالجبهة الثورية وبالتحديد حركات دارفور ولذلك لا تريد أن تختزل نفسها في المنطقتين.
ولكنها حتى تتخارج من هذه الأزمة تلقي بكرت "الحكم الذاتي" للمنطقتين حتى يرفض المؤتمر الوطني التوقيع، تكتيك ذكي لمدة أيام ولكنه سيتحول إلى كابوس بعد اسابيع ..!
الحركة الشعبية أرادت من قبل تأسيس وطن علماني سوداني بحجة أنه هنالك مظالم في السودان كله وليس في الجنوب وحسب ولما فشلت في تأسيس الوطن العلماني ... عادت واختزلت نفسها في قضية الجنوب.
الآن تكرر نفس الخطأ، وتدخل في مزايدة بقضية منطقتين بسبب مأزق دخلت فيه وهي تريد السيطرة على الوطن ... أو ما تبقى من الوطن ..!
الحكم الذاتي في المنطقتين، أو كونفدرالية الشمال والجنوب، أو عودة الأقاليم القديمة أو...
كل هذه الحلول الدستورية تكون مقبولة بقدر ما تبتعد عن المزايدات السياسية، ولكن مع المزايدات ... المقبول مرفوض ..!
.....................
makkimag@gmail.com
///////////

 

آراء