المهن الموسيقية قانون يغتال الإبداع ويا سلام علي الرياضة
أصل الحكاية
علي الرياضيين أن يقبلوا أيديهم (ظاهر وباطن) ، لأن الرياضة نظام عالمي وليس محلي ، وإلا لنالت منهم قوانين التضييق الرهيبة التي تحاصر الفنون والابداع بشكل عام كما يحدث في قانون المهن الموسيقية والتمثيلية ، فالرياضة صناعة ، وعمل وإبداع وهواية ومفتوح للجميع ممارستها بكل حرية من يريدها عملا إحترافيا (اكل عيش) يعتبر هذا خياره ويتعامل معها كمهنة ، من يريد ممارستها كهواية ، في (الدافوري) والروابط ، والاندية الصغري ، وحتي الفرق المكونة من مجموعات شبابية ، تشارك في دورات تنظم بطرق خاصة بعيدا عن لوائح وقوانين الكرة التي تنظمها الاتحادات المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي (فيفا) ، وهناك فرق للكبار يسمون (العجائز) في مناطق ، والقدامي في مناطق اخري ، والدوليين في مناطق ثالثة ، وكانت هناك فرق مثل (صنداي) وغيرها ، فالساحات والميادين وملاعب الخماسيات مفتوحة للجميع لممارسة اللعبة دون قيد أو شرط ، كل حسب تقديراته ورؤيته .
ومن هنا اكتسبت لعبة كرة القدم شعبيتها الطاغية ، لأنها ببساطة تحرض علي اللعب وحتي الصغار تجتهد اللعبة في تعليمهم وتوفير كل مايساعد علي ذلك ، لأنها تمثل قيمة حقيقية للإنسان منذ الصغر وفي كل مراحل العمر . كل هذا السرد لمعني الرياضة وقيمة الرياضة ، لأنني فوجئت أمس وبالصدفة البحتة ، بأن هناك جانب آخر لايقل عن الرياضة إن لم يزد يتعرض لحصار رهيب ، ومحاولات مستميتة لخنقة والقضاء عليه ، هوالجانب الخاص بالتمثيل والغناء والموسيقي ، والذي يحارب وجوده جسم حكومي ظهر فجأة في الفترة الاخيرة يطلق عليه إسم (مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية) ، قرأت بعض القوانين فوقف شعر رأسي ، وذهبت في مقارنة سريعة مع الرياضة فحمدت الله علي أن الرياضة نظام عالمي لن تستطيع قوة علي وجه الارض منع ممارستها إن ارادت التواجد ضمن المنظومة .
تعالوا نقرأ معا بعضا من نصوص قانون المهن الموسيقية والتمثيلية منها: ( إن كل شخص يمارس المهن الموسيقية ( غناء، عزف) أو المهن التمثيلية بمختلف انواعها ودون الحصول علي ترخيص من المجلس والبطاقة السارية المفعول ، يعتبر مخالفا لقانون المجلس ويعرض نفسه لعقوبة الغرامة أو السجن أو العقوبتين معا كما نصت المادة (27) بعد التعديل ) انتهي ، قرأت هذه النص أكثر من مرة مابين مصدق ومكذب ، سجن وغرامة أو الاثنين معا لمن يغني أو يمثل أو يعزف ، لانه لايمتلك ترخيص ، هذا النص تحديدا حرب علي الفنون والابداع ، منذ متي كان للابداع والمبدعون تراخيص ؟ فالموسقيي لغة عالمية وكذلك الغناء والتمثيل ، لاترتبط بمكان او قانون ، قد يكون هناك تقنين لعضوية في النقابات المطلبية ، والانتماء لها إختياري بمعني أنك لاتستطيع فرض العضوية علي من لايرغب ، وفي السودان مثلا اعداد ليست بالقليلة لاعلاقة لها بإتحاد الصحفيين ، وهذا لم يمنعهم من ممارسة المهنة ، وذات الاتحاد وقبله مجلس الصحافة لايستطيع أن يفرض علي المؤسسات الصحفية فصل صحفي لانه لايملك السجل الصحفي ، وللعلم السجل الصحفي يجد معارضة من الصحفيين لانه الصحافة مهنة لاتعترف بالقيود ، مثل الغناء والموسيقي والتمثيل ، اساسها الابداع ، والسجل او القيد فقط لايضمنان لك مكانا فيها ، إن كان هذا حال الصحافة فكيف يضع مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية قوانينا تحارب الابداع والمبدعين ، ويصل معهم للسجن والغرامة ؟ ماهذا ؟ اين الفنانون والموسيقيون والممثلون وكيف يتفرجون علي هذه المهزلة؟ ناهضوا هذا القانون بكل الوسائل الممكنة ، رغم انه تقديري لايساوي الحبر الذي كتب به ، فالابداع يستحيل تقييده . والرياضة ارحم .
hassanfaroog@gmail.com
/////