الموت المفجع على أسفلت الطرق!
27 September, 2009
سطر جديد
مالها حوادث السير راحت تتوالى علينا في داخل طرقات العاصمة وخارجها، تتخطف الأرواح في لمح البصر وتخلف الحسرة والفجيعة في كل بيت؟ قبل بضعة أيام كان آخر ضحايا حوادث المرور بالعاصمة الدكتور/ الهادي أحمد الشيخ طبيب العيون البارع الذي ظلت عيادته تخدم أهل أمدرمان لعشرات السنين، وظل بابها حفياً غير مؤصد في وجه الفقراء والمساكين من المرضى.
وفي العشر الأواخر من رمضان إلتقيت الصديق الأستاذ/ أحمد الأمين فضل المولى صاحب مكتبة الأستاذ بسوق المكتبات بأمدرمان فقابلني ببشاشته المعهودة وأدبه الجم. أخبرني أنه متوجه لتقديم واجب العزاء في ضواحي الخرطوم بالقرب من العيلفون. كانت تلك آخر مرة أبصره فيها إذ رحل هو وشقيقه إبراهيم في حادث مفجع في عربة يقودها شقيقهما الثالث.
وفي أواخر الشهر الكريم فُجع أهلنا في الحلفاية برحيل الشاب الخلوق المهذب منتصر الإبن البكر للأخ العزيز عبد العظيم المصباح هو وصديق له.. ذهبوا بعد أن أدوا صلاة التراويح لإنتشال عربة معطلة قرب الكدرو فأطاحت عربة مسرعة بشبابهما الغض وأصيب صديق ثالث لهم.
وفي أواخر أيام العيد ...أسرة كريمة تعود من حفل زفاف فإذا بعربتهم الصغيرة تُصدم بواسطة عربة أخرى في تقاطع شارع 49 بالعمارات مع شارع الديم راحت ضحيته أم شابة هي السيدة/ منى سيف الدين حسن وطفلة صغيرة أخرى بينما طفلة الفقيدة التي لم يتجاوز عمرها السبع سنوات طريحة المستشفى إلى يومنا هذا.
إلى متى يمضي هذا المسلسل المفجع الذي راح يستأصل فرحة الشهر المبارك وبهجة العيد ليزرع مكانهما حزناً مقيماً وحسرة في الأفئدة المكلومة؟ هذا بجانب العشرات من الحوادث وقد شهدت بنفسي في شهر رمضان وأنا أقود عربتي أكثر من ثلاث حوادث يعود سببها الأساسي إلى القيادة بإهمال وتخطي إشارات المرور خصوصاً في تقاطع الموت بين شارع الجمهورية والمك نمر.
إننا نأمل من سلطات المرور أن تعيد النظر في سياسات (كمائن) المرور التي أصبحت نقاط جباية همها الأول والأخير تحصيل الغرامات وتحرير الإيصالات التي باتت جواز مرور للعربات المخالفة. ليس مهماً تصيد المخالفات الصغيرة كخدوش الزجاج و (الخطرات) وجباية الأموال منها، ولكن المهم هو التواجد الميداني للشرطة في الشوارع ومراقبة السرعات القاتلة التي يقود بها أصحاب الحافلات وتخطي إشارات المرور الحمراء وإستهتار (الشُفع) الذين يقودون الركشات.
نسأل الله الرحمة والمغفرة لكل تلك الأرواح الطاهرة التي إرتحلت عنا في الأيام المباركة ونسأل الله أن يلهم أهلهم الصبر الجميل.