النار تاكل بعضها إن لم تجد ما تاكله !!

 


 

 

باعتراف البرهان من غير لف أو دوران فإن الدعم السريع هو مولود شرعي خرج من رحم الجيش وبالتالي صار جزءا لا يتجزأ منه !!..
منذ العام الذي بدأت فيه مأساة دارفور ولجت هذه الكارثة دائرة التدويل ومن شدة فظاعتها في فنون الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب وطرد أهل الحواكير وابدالهم باخرين غرباء أتوا بهم من خارج الحدود صارت هذه القضية سببا في فرض العقوبات الاقتصادية علي البلاد ولأول مرة في تاريخنا الحافل بالامجاد تطلب المحكمة الجنائية الدولية المخلوع وبعض معاونيه للمثول أمامها للتحقيق في تلك التهم اللاانسانية البعيدة عن المثل والأخلاق !!..
باختصار ومنذ بواكير الحملة الانكشارية علي الدافوريين المسالمين الأبرياء ولأنهم طالبوا بالعيش الكريم والعدالة والحرية تحالفت ضدهم يد البطش بطرفيها الجيش والجنجويد وحفظ لنا التاريخ منذ ذاك الزمان اسمي البرهان وحميدتي عنواناً للتدمير والحرق والسلب والتهجير وقد كانا أداة طيعة في يد المخلوع !!..
وتطورت الأحداث الدراماتيكية واستولى الحوثي علي اليمن السعيد ورأت الامارات والسعودية إن يستفيدا من خدمات الجندي السوداني ولكن بالارتزاق ونسق البرهان العملية ونفذ حميدتي المهمة وطالما إن جيشنا بعد المخلوع استلمته اللجنة الأمنية وان البرهان شخصيا قد مكن لحميدتي في السياسة والاقتصاد حتي صار رجل دولة وامبراطوريته المالية تخطت الحدود وجيشه كاد يبتلع الجيش النظامي عدة وعددا !!..
نريد ان نخلص الي ان الجنرالين بجيشيهما مجتمعين قاما بكل موبقة يمكن ان توجه لإبادة الشعب السوداني ليس في دارفور والمنطقتين فحسب بل في عموم البلاد ونكتفي بإيراد فض الاعتصام وانقلاب أكتوبر المشؤوم !!..
يعني بالعربي الفصيح برهان وحميدتي هذا الثنائي الجهنمي حولا الجيش الوطني لمليشيا كيزانية مهمتها مكافحة أعداء نظام الإنقاذ وقد رأيناه كيف يطارد الثوار ويضربهم في المليان ومعه الدعم السريع بكل العنف واباحة الحرمات ولا يتورعون عن السرقات خاصة سرقة الموبايلات وتفتيش الجيوب وافراغها من آخر جنيه هذا اذا لم يرسلوا الشباب الثائر لبيوت الاشباح أو اغراقهم في النيل أو رميهم بعيدا عن مناطقهم حتي يتيهوا ولا يعرفوا طريقا للعودة وهكذا ازداد عدد المفقودين!!..
وصل الجنرالان الي حد الشبع والتخمة وتلطخت أيديهما بالدم وامتلات خزائنهما بالمال الحرام وكان لابد لهذه السمكة إن شبعت ان تخرج من الماء لتنتحر ... وكانت الحرب اللعينة العبثية هي بمثابة انتحار الجنرالين وقد اكملا مهمة القتل والتدمير في الولايات وفي الخرطوم التقيا بسيفيهما وهما اصلا من رحم واحدة كما قال البرهان بل هما جسد واحد من نار التهم الاخضر واليابس ولم يجد ما يأكله فوثب علي نفسه وأكلها ...
النار تاكل بعضها ....... إن لم تجد ماتاكله!!..
رغم إن البرهان قد قال إن الدعم السريع من لحمنا ودمنا فهذا القول علي حسب المنطق غير صحيح وليس معني هذا إن المخلوع ومن بعده البرهان نفسه قد شرعا لهذه المليشيا ان تكون نظامية إلا أنها ستظل غريبة وبعيدة عن أي نظام وترتيب أمني وقد أثبتت الأيام أنها جسم غريب ولا بد للجيش إن يطرد هذا الدخيل طال الزمن او قصر ... والا فعليه ان يتناول ( السيكلوبلورين ) لإخماد جهاز مناعته حتي لا يجرؤ ويطرد هذا المتطفل !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء