النص: دموعُ الأرضِ العطشى

 


 

 

---
إدوارد كورنيليو
---
.

في أركانِ البيتِ القديمِ،
تنهارُ الجدرانُ كأوراقٍ من شجرةِ الذكرياتِ،
تتآكلُها أنيابُ الزمنِ،
كما ينخرُ السوسُ جسدَ الوطنِ.
.
داخلَ المطبخِ،
تتراكمُ الأطباقُ المتشققةُ،
تروي حكاياتٍ عن جوعٍ لا يشبعُ،
وعن حلمٍ يتبددُ كالبخارِ.
.
وسطَ الحديقةِ،
تذبلُ الأزهارُ،
تنسابُ بتلاتُها كدموعٍ على خدودِ الأرضِ،
تسعى وراءَ ماءِ الحياةِ في أرضٍ عطشى.
.
على الشوارعِ،
تتجولُ الأرواحُ التائهةُ،
تفتشُ عن مأوى في وطنٍ ضاعَ عنوانُهُ،
تتطايرُ الأحلامُ كريشٍ في مهبِّ الريحِ.
.
بينَ المدارسِ،
تتلاشى أصواتُ الأطفالِ،
تختفي ضحكاتُهم خلفَ جدرانِ الصمتِ،
تتوقُ إلى علمٍ في كتبٍ ممزقةٍ.
.
داخلَ المستشفياتِ،
تئنُّ الأسرَّةُ الفارغةُ،
تأملُ في شفاءٍ في وطنٍ مريضٍ،
تتناثرُ الأدويةُ كحباتِ الرملِ في الزوبعةِ.
.
في المساجدِ، والكنائسِ،
تترددُ الدعواتُ،
ترنو إلى إجابةٍ في سماءٍ غائمةٍ،
تغرقُ الآمالُ كأطيافٍ في بحرٍ من الظلامِ.

tongunedward@gmail.com

 

آراء