الهلال أبدع فأمتع . بقلم: حسن فاروق

 


 

حسن فاروق
30 October, 2013

 


اصل الحكاية

كان يوم أمس هو يوم الهلال ، قدم أمام أهلي مدني واحدة من أجمل مبارياته في الدورة الثانية ، فقد كان السهل الممتنع هو عنوان اللقاء الذي دانت فيه السيطرة الكاملة للفرقة الهلالية ، وإستطاع رماته زيارة شباك الفريق المضيف ست مرات ، محققا أكبر نتيجة في الدوري الممتاز حتي الآن ، مع العلم أن الفريق سبق له التفوق بذات النتيجة في الدورة الأولي ولكن شباكه إستقبلت هدف.
كل اللاعبين بلا إستثناء لعبوا بتركيز عالي ، وأظهروا قدرات عالية في الإستلام والتمرير والتخلص من الخصم ، ساعدهم علي ذلك اللياقة البدنية العالية ، الشيء الذي مكنهم من التحرك في مساحات واسعة من الملعب دفاعا وسطا وهجوما ، خاصة منطقة المناورة ، التي أبدع فيها العائد للمشاركة نزار حامد بعد غيابه أمام الامل العطبراوي ، دافع وهاجم وصنع وأحرز وكان يستحق نجومية المباراة مع زميله مهند الطاهر الذي كان أيضا في أفضل حالاته البدنية والذهنية ، وأظهر مهارات عالية في التمرير والتخلص من الخصم إنتزعت الآهات من الجماهير التي تابعت اللقاء من داخل الاستاد .
وتفوق المعلم عمر بخيت كالعادة علي نفسه في قيادة الفريق بالتمركز الجيد في وسط الملعب ، وتفوقه في تهدئة اللعب ، خاصة شوط اللعب الأول الذي لعب فيه فريق أهلي مدني بإندفاع وحماس ، وضيق المساحات في وسط الملعب علي الهلال باللعب الضاغط ، وعدم ترك المساحة والزمن لنجوم الهلال للإستحواذ علي الكرة ، مع الإرسال الطويل للمقدمة الهجومية ، ونجح أهلي مدني في قيادة المباراة بأسلوبه لأكثر من 40 دقيقة قبل أن يتمكن مهند الطاهر من إفتتاح التسجيل في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط .
يعاب علي الهلال في هذا الشوط مجاراته للأهلي في الإندفاع والحماس ، وهي الحالة التي نجح عمر بخيت تغييرها أكثر مرة بإمتصاص إندفاع لاعبي أهلي مدني بتهدئة اللعب والتمرير للزميل الأقرب ، والانتقال للإرسال الطويل في المنطقة الخالية خلف المدافعين ليشكل الهلال خطورة مستفيدا من سرعة كاريكا وبمبا ، ودعم خليفة بعد دخوله بديلا لعلي النور المصاب .
شوط اللعب الثاني كان خالصا لفرقة الهلال ، بعد أن فطن المدرب صلاح آدم إلي أن حالة الإندفاع التي أدي بها الفريق الشوط الأول ستكلفه الكثير إذا سار عليها الفريق في شوط اللعب الثاني ، فظهر الهلال بشكل مغاير ، مقدما شوطا رفيعا في كل الخطوط بإنسجام وتناغم تامين ، بالإعتماد علي التمرير الأرضي القصير ، وسحب الخصم من المنطقة الخلفية ، ليؤدي نجوم الاهلي مدني دور المتفرج في هذا الشوط ، وحاول في المقابل مدرب الاهلي تأمين المنطقة الدفاعية بتبديلات في الدفاع ، ليفرض بذلك علي فريقه التراجع الكامل ليتيح بذلك الفرص للهلال للتقدم وتشكيل ضغط متواصل عن طريق العمق والأطراف خاصة بعد التبديل الناجح بدخول الفنان سيدي بيه وخروج عمر بخيت ، وهذه تحسب أيضا للمدرب لصلاح آدم لقراءته الجيدة لواقع الفريق الاهلي ليزيد من معدل اللاعبين أصحاب النزعة الهجومية ، لينهمر سيل الأهداف الذي توقف عند الرقم (6) وكان يمكن أن يزيد الفريق من غلة الأهداف ، لولا الاستهتار الذي تعامل به كل من مهند وبشه مع فرص سهلة وهما في مواجهة المرمي لأنهما فقط يرغبان التمرير لكاريكا ليزيد من عدد الاهداف وهو المنافس علي لقب الهداف . مع العلم أن مهند كان بإمكانه منافسة كاريكاعلي لقب الهداف في حال تمكن من إستثمار الفرص التي تهيأت له . هذه النقطة تحتاج لوقفة من الجهاز الفني مع مع اللاعبين بأن اللعب يكون لصالح الفريق بالإستفادة من الفرص المتاحة للتسجيل ، وليس اللعب لصالح لاعب للفوز بلقب الهداف .
تبديل المهاجم بمبا لم يكن موفقا ، المباراة أكدت علي أن الهلال لديه أكثر من لاعب يمكنه صنع الفارق . أهلي مدني يحتاج معجزة للبقاء في الدوري الممتاز ، المستوي الذي قدمه علي أرضه ووسط جمهوره والخسارة التي تعرض لها لايؤهلانه لذلك.
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء