الهلال أقوى..لكن!!
كمال الهدي
7 March, 2022
7 March, 2022
تأمُلات
. صار من السهل جداً اسقاط وضع السودانيين الأوفياء لوطنهم إزاء تمدد حميدتي على موقف جماهير الهلال من ناديها.
. فالثوار يشكون ليل نهار من سطوة قائد مليشيا الجنجويد، ويسبون البرهان على مدار الساعة بسبب خنوعه لحميدتي لكنهم لا يلجأون للفعل الجاد من أجل تحجيم هذا المليشياوي الذي تؤكد كل المؤشرات أنه ساعٍ لابتلاع البلد كاملاً لمصلحة العديد من الأطراف الخارجية.
. قبل أن يصل حميدتي لما هو فيه الآن كان بالإمكان تغيير تكتيكات الثوار واحكام اغلاق المنافذ التي تُهرب عبرها ثرواتنا والعمل الجاد لتحقيق الوحدة بين مختلف المكونات لأن العواقب الوخيمة إن وقعت فلن تستثني أحداً منا، لكن المؤسف أن ذلك لم يحدث، وما زلنا نكتفي بالتذمر والبكاء على حالنا، وتبادل أخبار زياراته المريبة، والحديث عن الخطط الاستعمارية التي يعتبر هو أهم أدواتها.
. ونفس الحال ينطبق على الأهلة، فهم يشيدون بلجنة (التطبيع) ويهللون لها لإهتمامها بالشكل العام وتكملة نواقص الملعب وإلباسه حلة زاهية.
. لكن حين يتآمر أعضاء اللجنة و(يكلفتون) نظاماً اساسياً لا يرضى عنه الكثير من الأهلة نجأر بالشكوى ونلومهم على ذلك.
. ومثل هذه المواقف غير المبدئية هي التي تسببت في ضياع الهلال طوال السنوات الماضية.
. عندما كنا نكتب عن تسويق الكاردينال للأوهام ونقول إنه ينفق علي الملعب لأنه يستفيد من وراء ذلك لم يقتنع الكثيرون بذلك وظلوا يرددون عبارات من شاكلة " الرجل ينفق من حر ماله حباً في الهلال".
. وبعد وقوع الفأس في الرأس ظهرت ألاعيبه حتى في البناء والتشييد، وظهرت العيوب الكثيرة التي لم تُعالج إلا مؤخراً جداً، بينما لا تزال قضايا أهم مثل القناة التي تحمل اسم النادي عالقة حتى اليوم.
. لكن المؤسف أن أغلبنا لم يستفيدوا من الخطأ السابق وبمجرد أن أنفق السوباط ورفاقه بعض الأموال على التسجيلات وبدأوا في تكملة نواقص الملعب صفقنا وهللنا لهم.
. الكثيرون يرددون أن الكرة لا يمكن أن تمضي للأمام بدون انفاق كبير، وأن جميع الأندية الكبيرة تصرف أموالاً هائلة ولذلك لابد من الإذعان لإرادة أصحاب الأموال.
. لكن يفوت علي هؤلاء دائماً أن الأندية الكبيرة التي يقارنون بها تنتهج المؤسسية ولا تخضع لأهواء رجل مال يحيط نفسه بأصدقائه وأقاربه ويوليهم مناصب لا يملكون مؤهلاتها.
. ثم كيف توالي رجل مال لكونه ينفق على ناديك وحين يصيغ قانوناً أو نظاماً أساسياً يصب في مصلحته تتذمر وتنتقد!
. ألم تتغير سلوكيات أفراد الشعب العاديين في السنوات الأخيرة ناهيك عن رجال أعمال استفادوا من أوضاع مائلة وفساد لا حدود، فكيف نتوقع المثالية في التعامل مع مؤسساتنا ممن عاشوا مثل هذه الأوضاع!!
. تعلو أصوات جماهير النادي عند هزائم فريق الكرة وينظر الجميع حول الأداء وفشل أو نجاح المدرب، لكن في القضايا الأساسية التي تؤثر حقيقة في مسيرة الهلال كنادٍ جماهيري لا نسمع سوى أصوات قلة من الأهلة.
. الهرج والمرج والسلوكيات القبيحة الي شهدتها جمعية إجازة النظام الأساسي الفاشلة ما كانت مستغربة إطلاقاً بعد أن حول رجال المال طوال الفترة الماضية هذا النادي الكبير لما يشبه الضيعة والملكية الخاصة التي يحشدون لها المناصرين من ذوي الحلاقيم الكبيرة الذين يؤيدون دائماً من يدفع أكثر.
. مؤسف حد الأسف أن يخاطب هلالي قح في عمر ومكانة طه علي البشير بعض الغوغاء ويطالبهم بالكف عن إحداث الفوضى ولا يستجيبوا، لكنه ليس بالسلوك المستغرب في ظل ما نعيشه من أوضاع عامة في هذا البلد وما نشهده من سلبية تجاه تغيير واقعنا المأساوي على كافة الأصعدة.
. لا يمكنك أن تجلس في صالون بيتك موجهاً كل سهام نقدك أو عبارات الإشادة عبر الكي بورد أو تكتفي بمتابعة المباريات وفي ذات الوقت تنتظر إداريين على هيئة ملائكة يجعلون لك من هلالك واحة تستظل بها.
. العمل الجاد واكتساب عضوية النادي والمساهمة في كل أموره هو السبيل الوحيد لتغيير هذا الواقع وهو ما لم تجد فيه غالبية الجماهير الهلالية.
. الكل يتحدثون عن الوفاق وضرورة أن يجلس الجميع إلى طاولة واحدة للتفاكر حول شئون ناديهم وهذه هي الأمنيات بعينها.
. طالما أن من ينفقون على النادي قلة تهللون لهم وتخلقون حولهم هالة كبيرة فلا تتوهموا أن يسعى هؤلاء للوفاق، لأنهم بشر وهناك دائماً بطانة السوء والمتكسبين الذين يحسون بأنهم سوف يفقدون الكثير إن تحقق هذا الوفاق وأتى بمن هم أصلح.
. سودان اليوم لم يعد يعترف سوى بالأقوى، وأنت عزيزي المشجع الهلالي تضعف نفسك بإصرارك على الإكتفاء بالفرجة والتعليق وعدم تحمل مسئولياتك تجاه ناديك.
. حتى على صعيد فريق الكرة تقوم جماهير النادي بدور سلبي وتساهم بشكل ما في النتائج غير الجيدة، وفي النهاية يلومون موتا أو اللاعبين أو اللجنة.
. صحيح أن المسئولية مشتركة، لكن ماذا عن دورك أنت يا صاحب الوجعة (المشجع)!
. ألا تروج بنفسك لمقالات بعض الكتاب الذين تشعر بأنهم لا يعطون مصلحة الكيان أهمية!!
. ألا تكتب في مختلف منصات التواصل الاجتماعي عن خياراتك لتشيكلة مباراة ما وتسب فلان أو علان من اللاعبين!!
. ألا تخوف لاعبي فريقك من منافسيهم وتحدثهم عن غيرة أولئك المنافسين على الشعار!!
. ألا تثبط ليل نهار من همة مدرب فريقك، غض النظر عن الرأي فيه!! فأنت تظل مشجعاً لا فنياً متخصصاً.
. ألا تروج لأي خلاف تسمع به بين مختلف المكونات الهلالية أو بين اللاعبين والمدرب أو غيره!!
. ألا تسارع بتخويف لاعبي فريقك من حكم مباراة ما وتهزمهم معنوياً قبل أن يدخلوا لأرض الملعب!!
. كل ما تقدم إن ورد من كاتب رأي لربما مر عليه لاعبو الفريق مرور الكرام، لكن عندما يقرأوان ويسمعون أن الكثير من مشجعيهم يتحدثون بهذه الطريقة فثق عزيزي الهلالي أن الأثر المعنوي عليهم سيكون كارثياً.
. قد يقرأ لاعب هلالي رأياً سالباً فيه يكتبه صاحب هذه السطور مثلاً، وغالباً ما يتجاوزه بسهولة قائلاً لنفسه " مين كمال الهِدي ده عشان يقول عني كده"، لكن تخيل أن يطالع هذا اللاعب مئات الأراء السالبة من مشجعي ناديه فيه، فكيف سيكون حجم الضرر.
. مشكلتنا في السودان ده دايرين كل شيء يتغير للأفضل دون أن نؤدي دورنا في ذلك.
kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////
. صار من السهل جداً اسقاط وضع السودانيين الأوفياء لوطنهم إزاء تمدد حميدتي على موقف جماهير الهلال من ناديها.
. فالثوار يشكون ليل نهار من سطوة قائد مليشيا الجنجويد، ويسبون البرهان على مدار الساعة بسبب خنوعه لحميدتي لكنهم لا يلجأون للفعل الجاد من أجل تحجيم هذا المليشياوي الذي تؤكد كل المؤشرات أنه ساعٍ لابتلاع البلد كاملاً لمصلحة العديد من الأطراف الخارجية.
. قبل أن يصل حميدتي لما هو فيه الآن كان بالإمكان تغيير تكتيكات الثوار واحكام اغلاق المنافذ التي تُهرب عبرها ثرواتنا والعمل الجاد لتحقيق الوحدة بين مختلف المكونات لأن العواقب الوخيمة إن وقعت فلن تستثني أحداً منا، لكن المؤسف أن ذلك لم يحدث، وما زلنا نكتفي بالتذمر والبكاء على حالنا، وتبادل أخبار زياراته المريبة، والحديث عن الخطط الاستعمارية التي يعتبر هو أهم أدواتها.
. ونفس الحال ينطبق على الأهلة، فهم يشيدون بلجنة (التطبيع) ويهللون لها لإهتمامها بالشكل العام وتكملة نواقص الملعب وإلباسه حلة زاهية.
. لكن حين يتآمر أعضاء اللجنة و(يكلفتون) نظاماً اساسياً لا يرضى عنه الكثير من الأهلة نجأر بالشكوى ونلومهم على ذلك.
. ومثل هذه المواقف غير المبدئية هي التي تسببت في ضياع الهلال طوال السنوات الماضية.
. عندما كنا نكتب عن تسويق الكاردينال للأوهام ونقول إنه ينفق علي الملعب لأنه يستفيد من وراء ذلك لم يقتنع الكثيرون بذلك وظلوا يرددون عبارات من شاكلة " الرجل ينفق من حر ماله حباً في الهلال".
. وبعد وقوع الفأس في الرأس ظهرت ألاعيبه حتى في البناء والتشييد، وظهرت العيوب الكثيرة التي لم تُعالج إلا مؤخراً جداً، بينما لا تزال قضايا أهم مثل القناة التي تحمل اسم النادي عالقة حتى اليوم.
. لكن المؤسف أن أغلبنا لم يستفيدوا من الخطأ السابق وبمجرد أن أنفق السوباط ورفاقه بعض الأموال على التسجيلات وبدأوا في تكملة نواقص الملعب صفقنا وهللنا لهم.
. الكثيرون يرددون أن الكرة لا يمكن أن تمضي للأمام بدون انفاق كبير، وأن جميع الأندية الكبيرة تصرف أموالاً هائلة ولذلك لابد من الإذعان لإرادة أصحاب الأموال.
. لكن يفوت علي هؤلاء دائماً أن الأندية الكبيرة التي يقارنون بها تنتهج المؤسسية ولا تخضع لأهواء رجل مال يحيط نفسه بأصدقائه وأقاربه ويوليهم مناصب لا يملكون مؤهلاتها.
. ثم كيف توالي رجل مال لكونه ينفق على ناديك وحين يصيغ قانوناً أو نظاماً أساسياً يصب في مصلحته تتذمر وتنتقد!
. ألم تتغير سلوكيات أفراد الشعب العاديين في السنوات الأخيرة ناهيك عن رجال أعمال استفادوا من أوضاع مائلة وفساد لا حدود، فكيف نتوقع المثالية في التعامل مع مؤسساتنا ممن عاشوا مثل هذه الأوضاع!!
. تعلو أصوات جماهير النادي عند هزائم فريق الكرة وينظر الجميع حول الأداء وفشل أو نجاح المدرب، لكن في القضايا الأساسية التي تؤثر حقيقة في مسيرة الهلال كنادٍ جماهيري لا نسمع سوى أصوات قلة من الأهلة.
. الهرج والمرج والسلوكيات القبيحة الي شهدتها جمعية إجازة النظام الأساسي الفاشلة ما كانت مستغربة إطلاقاً بعد أن حول رجال المال طوال الفترة الماضية هذا النادي الكبير لما يشبه الضيعة والملكية الخاصة التي يحشدون لها المناصرين من ذوي الحلاقيم الكبيرة الذين يؤيدون دائماً من يدفع أكثر.
. مؤسف حد الأسف أن يخاطب هلالي قح في عمر ومكانة طه علي البشير بعض الغوغاء ويطالبهم بالكف عن إحداث الفوضى ولا يستجيبوا، لكنه ليس بالسلوك المستغرب في ظل ما نعيشه من أوضاع عامة في هذا البلد وما نشهده من سلبية تجاه تغيير واقعنا المأساوي على كافة الأصعدة.
. لا يمكنك أن تجلس في صالون بيتك موجهاً كل سهام نقدك أو عبارات الإشادة عبر الكي بورد أو تكتفي بمتابعة المباريات وفي ذات الوقت تنتظر إداريين على هيئة ملائكة يجعلون لك من هلالك واحة تستظل بها.
. العمل الجاد واكتساب عضوية النادي والمساهمة في كل أموره هو السبيل الوحيد لتغيير هذا الواقع وهو ما لم تجد فيه غالبية الجماهير الهلالية.
. الكل يتحدثون عن الوفاق وضرورة أن يجلس الجميع إلى طاولة واحدة للتفاكر حول شئون ناديهم وهذه هي الأمنيات بعينها.
. طالما أن من ينفقون على النادي قلة تهللون لهم وتخلقون حولهم هالة كبيرة فلا تتوهموا أن يسعى هؤلاء للوفاق، لأنهم بشر وهناك دائماً بطانة السوء والمتكسبين الذين يحسون بأنهم سوف يفقدون الكثير إن تحقق هذا الوفاق وأتى بمن هم أصلح.
. سودان اليوم لم يعد يعترف سوى بالأقوى، وأنت عزيزي المشجع الهلالي تضعف نفسك بإصرارك على الإكتفاء بالفرجة والتعليق وعدم تحمل مسئولياتك تجاه ناديك.
. حتى على صعيد فريق الكرة تقوم جماهير النادي بدور سلبي وتساهم بشكل ما في النتائج غير الجيدة، وفي النهاية يلومون موتا أو اللاعبين أو اللجنة.
. صحيح أن المسئولية مشتركة، لكن ماذا عن دورك أنت يا صاحب الوجعة (المشجع)!
. ألا تروج بنفسك لمقالات بعض الكتاب الذين تشعر بأنهم لا يعطون مصلحة الكيان أهمية!!
. ألا تكتب في مختلف منصات التواصل الاجتماعي عن خياراتك لتشيكلة مباراة ما وتسب فلان أو علان من اللاعبين!!
. ألا تخوف لاعبي فريقك من منافسيهم وتحدثهم عن غيرة أولئك المنافسين على الشعار!!
. ألا تثبط ليل نهار من همة مدرب فريقك، غض النظر عن الرأي فيه!! فأنت تظل مشجعاً لا فنياً متخصصاً.
. ألا تروج لأي خلاف تسمع به بين مختلف المكونات الهلالية أو بين اللاعبين والمدرب أو غيره!!
. ألا تسارع بتخويف لاعبي فريقك من حكم مباراة ما وتهزمهم معنوياً قبل أن يدخلوا لأرض الملعب!!
. كل ما تقدم إن ورد من كاتب رأي لربما مر عليه لاعبو الفريق مرور الكرام، لكن عندما يقرأوان ويسمعون أن الكثير من مشجعيهم يتحدثون بهذه الطريقة فثق عزيزي الهلالي أن الأثر المعنوي عليهم سيكون كارثياً.
. قد يقرأ لاعب هلالي رأياً سالباً فيه يكتبه صاحب هذه السطور مثلاً، وغالباً ما يتجاوزه بسهولة قائلاً لنفسه " مين كمال الهِدي ده عشان يقول عني كده"، لكن تخيل أن يطالع هذا اللاعب مئات الأراء السالبة من مشجعي ناديه فيه، فكيف سيكون حجم الضرر.
. مشكلتنا في السودان ده دايرين كل شيء يتغير للأفضل دون أن نؤدي دورنا في ذلك.
kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////