الواتسآب … سبب الخراب !!

 


 

مكي المغربي
20 January, 2015

 

سواء بالحق أو بالباطل تسيد المدعو "الواتساب" ذروة الإعلام والتأثير على الرأي العام، وأرجو ألا يهنأ طويلا بهذا المقام الذي لا يستحقه، سبحان الله، اختراع مفاجيء مجهول النسب مفتوح المصدر التقني لا نعلم عنه شيئا ولا من يسوق له؟ ولا من هو المستفيد منه؟ صرنا بسببه نطقطق على شاشة الجوال ساعات وساعات يوميا، وحتى الآن يتساءل الناس عن معنى واتس آب، ومغزى الإختصار؟ أين حماية النظر من الإنهاك والمتابعة؟ أين حماية الفؤاد وضغط الدم من الأخبار السيئة والمزعجة؟ أين حماية العقل من الأكاذيب والشائعات؟ للأسف ما باليد حيلة، بالذات نحن قبيلة الإعلاميين مجبرين عليه لأن "أكل عيشنا" من المعلومات حتى ولو كانت ضاربة ومصنوعة ومفبركة!
يمكنني الزعم أيضا أن ثورة الفيسبوك وتوتير التي تجلت في الربيع العربي تآكلت بسبب الواتساب لأنه لا يولد فعلا جماهيريا منظما بل يولد خلافات وشقاقات ونزاعات وربما كان الغرض من اختراعه هو تحويل المدونين إلى "مجانين"!
لقد قتل الواتساب أشخاص ثم تأكدنا أنهم أحياء، وكسر بعضهم وقطع أيديهم وأرجلهم في حوادث مرور بشعة، ثم اتضح أن الموضوع اسم على اسم، أو فيه مبالغة، وأخيرا صار الواتساب "يطلّق" و يخرب البيوت قبل أن تنشأ من الأساس، وعلى الناس ألا يختزلوا الأمر في هذه القصة أو تلك، لأن الموجة ستشمل المجتمع كله في النهاية، ولا زلت أذكر في صالة عرس كانت هنالك أوامر مشددة بالإحتفاظ بالهواتف الجوالة في الباب وحظر دخولها للصالة، وعاد بعض المعازيم أدراجهم واحتج بعضهم "لو كان في رقيص عروس" ممكن يمنعوها ولكن في "عرس ساكت" ما في مبرر، ولكن المبرر كان واضحا أن الشابة السودانية في عرس أهلها ... ربما ترتدي "ما خف وزنه وضاقت تفاصيله وقصر طوله" وربما ترقص و"تجبجب"، هذا اختيارها ولكن يجب ألا نسهل المهمة لمن يريد أن يلتقط فيديو لها ويبثه عبر الواتساب وبعدها ربما تتدهور الأمور مع خطيبها بحجة أنها رقصت مع شخص آخر، أو "حتوه حت"، وبقية المصطلحات والروايات نحيلها للكاتبة سهير التي تغوص في قاع المجتمع بقلمها وتأتي ... بالحقائق و"المبالغات" أحيانا.
مهما كتبت سهير وانتقدها الناس ... وقبلها صديقنا عادل سيد أحمد .. وغيرهم في أخبار وعجائب المجتمع السوداني فإن كل ما كتبوه ليس بأخطر من السيد الواتساب ...!
السيد الواتس ... جزء لا يتجزأ من الحرب النفسية في معارك جنوب كردفان ودارفور .... عبره قد تتأثر الروح المعنوية لأبعد حد ... والسيد الواتس به كشوفات ضباط محالين للتقاعد ... عجبا ... من صور هذه الخطابات ... اسألوا الواتس..!
makkimag@gmail.com

 

آراء