الواقي الجنسي(الذكري) مرة أخري … بقلم: د. نيازي عزالدين محمد
نقاش دستوري: بين تخلف المجلس الوطني وحذاقة المراهقين (1من2)
من العجائب ان يتم تناول موضوع الواقي الجنسي(الذكري) بالنقاش خلال الفترة القليلة الماضية بين اضابير المجلس الوطني بهذا القدر من التفاعل والتركيز!والعجيب ان التناول منصب علي امكانية استصدار قرار يمنع تداوله وفتوى تجرمه ان لم تحرمه!!!!ان المجلس الوطني يبدو ان اعضاءه بعيدون كل بعد عن حقيقة الوضع وواقعية الممارسة والتعاطي مع الواقي الجنسي(الذكري)وسط الشباب الذين ذكرنا انهم يمثلون جل سكان السودان الذين بلغ عددهم طبقا لاخر تعداد سكاني رسمي تم بالبلد!ذكرت ذلك في تناول لموضوع نشر في موقع الكتروني صحفي قبل عام وصدر تحت معنون الواقي الجنسي واقعه ووقائعه في المجتمع السوداني! (33,500,000
كذلك يبدو ان اعضاء مجلسنا الوطني يستقون معلومتهم من مصادر ترد اليهم ورودا تلقائيا ليس له علاقه بالسعي الذاتي منهم ولاعن رغبة لسبر غور الموضوع وغالب الظن ان معلومتهم مصدرها تقرير صحفي كشف وسلط الضوء علي الموضوع ليثير ذلك حفائظ نواب المجلس الوطني ليفزعوا تلك الفزعة ويعطوا الموضوع اولوية قصوي تجاوزت اولوية الامن والدفاع!!انني اجد انه لا مفر من ان اسأل اعضاء المجلس الوطني:ما الذي تعرفونه عن الواقي الجنسي قبل ان تثار قضيته في الرأي العام؟ومامدي علمهم باحصاءات الولادات غير الشرعية والاحمال غير الشرعية التي لا تكتمل ويتم اجهاضها؟والمدي العمري للفئة الأكثر تأثرا من الشباب ممن هم دون الثامنة عشر الي دون العشرين!!وهل تنامي الي سمعهم ان مركز المايقوما لرعاية الاطفال الايتام ومجهولي الهوية يستقبل كل يوم طفلا مجهول هوية الي ثلاثة اطفال!!
ثم ادلف الي سؤال مهم وخطير؟هل استعصم اعضاء المجلس الوطني بابنائهم وبناتهم من واقع الواقي الجنسي(الذكري )هذا؟؟!ان النقاش الذي تم في المجلس الوطني خطأ من جهتين الاولي انه تم تناوله من وجهة دينية وضيقة والصحيح ان الدين الحق لديه عدسة فاحصة يكبر ويمجهر بها الاشياء ليتبين ملامحها ويحكم عليها بعد دراسة وتأن ومشورة!الشيئ الذي لم يحدث!الجهة الثانية ان الذين تناولوا الامر وقعوا فرائس للجهل بالامر وعدم الوعي الكافي به فكانوا كمن سئل عن الهارد دسك وهو مزارع امي لم ير الخرطوم بام عينه قط!!وحتي ذلك المفتي الذي انبري وأجاز التعاطي مع الواقي الجنسي حتي ندرأ مفسدة الأبناء السفاحيين ما دامت مفسدة الزنا قد اعيت المداويا!حتي هو لم يصبه كثير توفيق لانه ينتمي اصلا الي جماعة تري الدين من بصيرة واحدة هي ان جل ما يأت به المجتمع من افعال فهو لا محالة مار من خلال نظرتهم وخاضع بالقطع الي حكم الجماعة التي تري نفسها مبعوث العناية الالهية للبشر الضالين!!لذلك جاءت فتواه ناقصة وفيها اهتمام وانكباب منه علي ان يحوز قصب سبق في تجويز موافقة ومعاصرة شيئ يشغل الناس ويملأ الدنيا من جماعة اشتهرت بالتصلب في مواقفها
ان الناظر بتمعن الي قومة ونهضة جيل التسعينات واواسط الثمانينات يدرك انه جيل سريع النمو خاطف الصعود من واقع ان معطيات عصره قد تعددت وتسارعت وصارت ذات حداثة متجددة يوما بيوم فنحن نتحدث عن عصر البلوتوث والموبايل ذي الامكانات المهولة الذي يتيح التواصل المستدام ويلغي بضربة واحدة البريد والفاكس والتلغراف!!وانه لمن المعيب ان نتوهم كاباء وتربويين انهم غير ملمين بادق التفاصيل ولا يشعرون باي حرج في تعاطي اخر مستجدات العصر دون المرور اصلا بمحطة الوالدين والمدرسة!!ان الواقع الحالي للحياة بايقاعها المتسارع الذي يقطع نفس اللاهث خلفه هذا الواقع يقول بان المسئولية التربوية لابد وان تاخذ منحني معاصر مرن ومتسلح بالعلم والنفس الطويل!
ان واقع الواقي الجنسي(الذكري)قد تجاوز كل توقع ولا بد من ان ننزع رؤوسنا من الرمل وننفض عن رياشنا الخوف والتردد والجهل!
واختم بطرفة حكاها لي صديق ان رسام كاريكاتير رسم وعلق علي موضوع الواقي:ان الشعب السوداني قد بدأ العد التناسلي!!!
Niazee Elawad [nzeer1@gmail.com]