الوالي وصلاح نظرية
حسن فاروق
19 October, 2013
19 October, 2013
اصل الحكاية
تابعت في فترة الإجازة الأحداث الرياضية ، ولم يكن هناك جديد ، فالصور نفس المشاهد ، في المريخ عاد الوالي ( رئيس طوالي كالعادة) من خلال الإنتخابات الأخيرة بالإجماع (السكوتي) علي منصب الرئيس ، وهو المنصب الذي يصعب الإقتراب منه مادام للرجل رغبة فيه ، وهي من عجائب الرياضة السودانية التي يجب أن يؤرخ لواحدة من أكثر فترات العمل الإداري سودا في تاريخها ، بخضوع كيان عظيم مثل المريخ لمزاج فرد لايري سواه رئيسا ، ويرفض مجرد التفكير في أن يخضع ترشيحه لصندوق الإقتراع ، وهي تعني بالبلدي ( ياأنزل براي يا ما أنزل) ، والشواهد كثيرة علي ذلك ، وإن ننسي لن ننسي ماحدث بعد إستقالته من آخر مجلس شرعي ، فقد ظل المنصب شاغرا ، وعجزت المفوضية الولائية عن دعوة الجمعية العمومية لإجراء إنتخابات في المنصب في سقوط قانوني مريع ، رغم تقدم عضو الجمعية العمومية المهندس عصام مسكين بطلب رسمي لإجراء الانتخابات ، مع العلم أن القانون واضح ولم يكن يحتاج لطلب المهندس الشجاع عصام مسكين .
وظل المريخ بدون رئيس في هذه السابقة الفريدة ، وحدث ماحدث من إستقالات لتأتي فترة إختيار لجنة التسيير ، وكتب سيناريو الدراما الهزلية الذي عايشناه جميعا بترشيح عدد من الاسماء للرئاسة (للتغطية) علي الخيار الوحيد والدائم جمال الوالي ، الذي تم تعيينه رئيسا ، ثم إنتهت فترة لجنة التسيير ، وبقي الوالي رئيسا بالإجماع السكوتي ) ، وهكذا هو الرئيس الدائم ، يترشح وحيدا ، ويظل المنصب خاليا إن إستقال ، ويتم تعيينه في حال حدث فراغ إداري ، كما حدث في حالة الإستقالات الجماعية الأخيرة .
وهي ظاهرة تستحق الدراسة والتوقف عندها طويلا ، لأن مايحدث في المريخ وفق الحيثيات البسيطة التي ذكرتها أمر غير طبيعي بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني ، وإن أردت تلخيصها ، فهي تعني أن المريخ في طريقه للتلاشي إن لم يكن قد تلاشي بالفعل ، نقطة أخيرة في هذه الموضوع هي أن جمعية المريخ الأخيرة باطلة ، كيف ؟ سأعود لهذا الامر بالتفصيل .
في الهلال تابعت بعض مباريات الفريق في الدوري الممتاز ، فوجدت المدرب صلاح في حال تنظير دائم ، الفريق يكسب هذا واقع وهو المطلوب ، وقد لايخسر ماتبقي من مباريات ، وقد يخسر نقاط تحسم الدوري قبل أسابيع من نهايته لصالح المريخ ، ولكن تبقي الحقيقة في تقديري أن الفريق مازال يفتقد للكثير حتي نطلق عليه فريق بطولات ، فلازال الأداء بطيئا ، خاصة في منطقة المناورة ، وإذا توقفنا عند التوليفة التي يلعب بها في الوسط سنعرف السبب ، فكل اللاعبين الذين يشاركوا في الوسط ، سواء كان وسطا مدافعا ، أو في صناعة اللعب والوسط المتقدم يغلب علي الأداء البطء الواضح ( مهند الطاهر ، عمر بخيت ، الشغيل ، نزار حامد) ، أيضا هناك ملاحظة لا أجد لها تفسير ، وهي غياب كل المحترفين الاجانب في المشاركات مع الفريق ( تراوري ، سيدي بيه ، سنكارا ، ألمامي ، بمبا) ، فهل هم جميعا ضعيفي القدرات ؟ وهل هم جميعا لديهم مشاكل مالية مثل تراوري ؟ أم أن صلاح نظرية من الذين يحاربون اللاعب الاجنبي ، ولايفضلونه هكذا بدون أسباب فنية واضحة ، ليقال فقط أنه
يفضل اللاعب الوطني ، وإذا أخذنا سنكارا مثلا فهو لاعب مميز ومدافع
قوي ، والفترات التي شارك فيها بمبا أثبت أنه أسرع من يصل المرمي ، وسيدي بيه صانع اللعب السريع الخفيف الذي يحتاجه الهلال في وسط الملعب ، وتراوري لاخلاف عليه ، وألمامي مدافع مميز لم يجد الفرصة لتقديم نفسه ، ثلاثة منهم علي الاقل يمكن أن يشكلوا إضافة للفريق .
ولعلم المدرب صلاح فإن مثل هذه الرؤي الفنية ( الإنحياز الكامل للاعب
الوطني) ، يعكس قصور في الفكر التدريبي . عموما هذه إشارات لبعض ماتوقفت عنده في فترة الشهر الاخير . سأتطرق إليها بتفصيل أكثر في مقبل الأيام .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]