الوعود الحكومية الكاذبة والانتخابات القادمة

 


 

 

 

قامت الإنقاذ منذ لحظات إعلانها الأولى بالكشف عن وجهها الاستبدادي والدموي من خلال عمليات الإحالة للصالح العام "بالجملة"، ثم إفتتاح بيوت الاشباح وممارسة التعذيب الجسدي بل والقتل في كثير من الأحيان لكل من عارضها أو أبدى رأئا مخالفاً او مختلفاً،على سبيل المثال الشهداء بإذن الله د.علي فضل، التاية، بولاد، طلاب معسكر العيلفون، براميل حارقة وقنابل في جنوب كردفان، حروب وتقتيل في النيل الأزرق ودارفور.قتل متظاهري سبتمبر 2013م. 

بجانب كل أساليب العنف و الإرهاب لإخضاع و"تدجين" الشعب السوداني لجاءت طغمة حكومة الإنقاذ إلى العمل على تخدير الشعب السوداني بالوعود، فكان الوعد الأول من العميد صلاح الدين كرار عندما قال "لو ماجئنا كان الدولار حصل جنيه 12!!!.

وفي إطار الوعود بإنخفاض الدولار قال الوزير عبدالرحيم حمدى لبرنامج المحطة الوسطى بقناة الشروق في 06/03/2012م "سعر صرف الدولار سيصل إلى 7 جنيها- 7000 جنيه بالقديم-". ثم عاد ونكص على عقبيه و صرح في 08/08/2017م بأن الدولار يمكن أن يصل الى 50جنيه- 50.000-"!!!

بالفعل وصل الدولار الجمركي في ديسمبر 2017م الى 18.000 جنيه بالقديم؟؟؟ ووصل الدولار في السوق الموازي الى 25.000 جنيه بالقديم!!!.
ولعمري فلقد كان هذا التدهور المريع في قيمة الجنيه السوداني في حد ذاته سببا كافيا لان يذوب كل أهل الانقاد خجلاً وتصبح باطن الارض خير لهم من ظاهرها كما قال أحد سادتهم!!! ولكن وكما جاء في لأثر إذا لم تستح فأصنع ما شئت!!!

في إطار هذه الوعود أوردت جريدة الإنتباهة بتاريخ 09/05/2014م بأن وزير المعادن د. الكاروري قال أن إنتاجية مصفاة السودان للذهب تصل إلى«300» طن في العام، وكذلك نجده صرح لل«الشرق الأوسط» في 12 يناير 2017م بأن احتياطي السودان المؤكد من الذهب يبلغ 1550 طناً، وأن السودان سيتجاوز جنوب أفريقيا في إنتاج الذهب. وبشر الوزير الشعب بأن الشركة الروسية قدرت احتياطي السودان بنحو 46 ألف طن"!!! للعلم فإن قيمة الاحتياط العالمي من الذهب هي 33292 طناً.

أما وزير المعادن بروفسور هاشم علي سالم فقد أعلن عن بلوغ عائدات الذهب السنوية تريليون ونصف التريلون دولار تصب في الخزينة العامة للدولة واكد أنها تغطي مساهمة البترول في خزينة الدولة قبل إنفصال دولة الجنوب،!!! كما ورد في صحيفة الراكوبة 19 ديسمبر 2017م.

ثم توالت الوعود "المخدرة" )الرد الرد السد السد(، القروض الصينية، القطرية، السعودية، وصولاً الى الوعد بالرخاء بعد رفع الحصار الامريكي في تاريخ 07/11/2017م وإنتهاء بالوعد بالرخاء بعد توقيع 12 إتفاقية شراكة مع تركيا أثناء زيارة أردوغان للسودان في 26ديسمبر 2017م.

ولكن تظل الحقيقة إن الإنقاذ عملت على تدمير البلاد وإفقار المواطن السوداني فأصبح لا يتعدى دخله الالف جنيه "مليون بالقديم" وفي أحسن الاحوال الالفين او الثلاثة الالاف جنيه أي ما يعادل المائة دولار أي أن الشعب السوداني كله ماعدا سدنة النظام الحاكم نزل تحت خط الفقر المدقع المحدد ب200 دولار للفرد في الشهر.

وعندما تفشل الانقاذ في تحقيق شيءً من التنمية للسودان يقوم أحدهم مثل الوزير سابقا والسفير حالياً مصطفي عثمان فيقول في سبتمبر 2013م "الشعب السوداني تعود الآن على نوع من الرخاء بعد البترول ، لذلك يصعب عليه الفطام"!!! ولكن الحقيقة هي ما عبر عنه عبدالوهاب المسيري بقوله " عندما يدرك الناس أن الدولة تدار لحساب نخبة وليس لحساب أمة ؛ يصبح الفرد غير قادر على التضحية من أجل الوطن وينصرف للبحث عن مصلحته الخاصة".

في حين يظل أعضاء و أبناء منتسبي حزبي المؤتمر الوطني والشعبي أي ابناء النظام الانقادي الاسلامي الحاكم والمنتفعين هم أصحاب المصالح في بقاء النظام وإستمراريته. ومن بين المنتفعين من بقاء النظام نجد تصريح د.امين حسن عمر والذي ظاهره رفض ترشيح البشير وباطنه الدعوة إلى إعادة ترشيحه ولم لا وهو من المنتفعين من نظام الإنقاذ ويكفي قوله " لا انكر ملكيتي لمدارس كمبردج لكنني اسستها من قروش حواشة أبوي الورثة التي تم بيعها"؟؟؟؟ ويمكنه بنفس الشفافية التي إبتدأها أن ينشر لنا أوراق البيع؟؟؟

في نفس الاطار الانتهازية تأتي محاولة د. ياسر الجميعابي صاحب مبادرة شباب حول الرئيس في تأئيد ترشيح البشير لانتخابات 2020م فيقول "والله علاقة محبة زول بنريدو وحبينا نرشحو لانتخابات 2020" !!!.ويقول أيضا "أن البشير هو الخيار الاوحد وأن غياب البشير يعني إنهيار البلاد ووجوده بالضرورة يعني الحفاظ على الوطن"!!! ويأتي السؤال المنطقي إذا توفى الله البشيرهل يعني ذلك إنهيار البلاد ؟؟؟ ام إنهيار مصالحكم و"جنة النافذين"!!!

كذلك دعى عضو البرلمان السوداني عمر عثمان الى تحويل السودان الى دولة ملكية وتنصيب البشير مدى الحياة، ثم إتبعه الصحفي عبدالباقي الظافر في مقال بعنوان "ولكن الناس يرقصون حول النيران" بتاريخ 2017-12-24، و يفهم من المقال رغبته الدفينة في بقاء البشير وإن دعى في كلمات تذوب خجلاً لتنحي البشير !!!

كذلك صرح منتفع ومطبلاتي أخر هو اللواء أبو قصيصة قائلاً "طالما البشير حي فلن يجلس رجل على كرسي الرئاسة" ؟؟؟ بل زايد على كل من سبق ممثل الحركات المسلحة في اللجنة العليا للمبادرة الوطنية لشباب حول الرئيس سيف الدين ادم مهدداً "لو اضطررنا لحمل البندقية لاجل ترشيح البشير لن نتردد للحظة" ؟؟؟

رغم أن دستور السودان الانتقالي لعام 2005م لا يسمح لرئيس الجمهورية بالترشح اكثر من دورتين رئاسيتين، ورغم ان البشير نفسه سبق له كما قبل الفترتين الانتخابيتين إعلان أنه لن يترشح لانتخابات 2020 ؟؟؟ كل هؤلاء الانتهازيين لا يستحقون الرد عليهم فقط عليهم ان يعلموا بأنهم يدعون أول ما يدعون لتقويض الدستور!!!.

لذلك تجدني أقول بأنه أصلا من حيث المبدأ، لا يجب القبول ببقاء هذا النظام حتى 2020م فكيف يتم قبول مشاركته الانتخابات!!! إذن لاحوار ولاتسوية ولا مشاركة في إنتخابات 2020م.

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقبل من نظام الانقاذ الحاكم هو إعتذاره للشعب السوداني إبتدأ عن تقويضه للدستور في 1989م والإعتذار عن الأخطاء والكوارث التي تسبب فيها نظام الإنقاذ والإعتراف بفشل التجربة ودعوة الشعب السوداني لمسامحة أهل الإنقاذ والقبول بمبدأ التعافي والتصافي والهبوط الناعم كما حدث في دولة جنوب إفريقيا.

وهذا يستوجب أول ما يستوجب إيقاف الحرب فوراً وإطلاق الحريات العامة ثم تشكيل حكومة وطنية في غضون شهرين من الشخصيات الوطنية و الكفاءات "التكنوقراط" تقوم بالتحضير اللإنتخابات القادمة في 2020م.

أنشد الشاعر احمد الفرجوني 13سبتمبر 2017م
" لو تسمِحُونَ فَلِىِ سُؤالْ..
ولِتعْذِرُونِى للسُّؤَال!!
ما اصَابَ الامَّهّاتُ؟
لَمْ لم يَعُدْ يَصْنَعْنَ فِى الارْحَامْ لِلِحُكْمِ رِجَالْ؟
أعَقِمْنَ؟
أمْ لأنَّكُمُو وقُوُفٌ..
مِثْلما وقفْ الجِدَارْ؟
تَمْنَعُونَا أنْ نَرَىَ وَجْهً النَّهَارْ..
رُبْعَ قَرْنٍ او يَزِيِدْ..
بِوُعُوُدٍ فى وُعُوُدْ
وحياةٍ قدْ رَجَوْنَا لوْ تَعُودْ
قَدْ مَلَلْنَا..
إنْتَظَرْنَاكُمْ دُهُوُرَاً..
وَدُهُوُرْ
وانْتَظَرْنَا..
...
وانْتَظَرْنَاكُمْ..
فَمَا جِئْتُمْ..
وَلا جَاءَ القِطَارْ..
أمْ تُرَانَا امَّةٌ تَنْسَاقُ نَحْوَ الإنْتِحَارْ؟!!


wadrawda@hotmail.fr

 

آراء