الولادة من الخاصرة ..!
منى أبو زيد
12 January, 2012
12 January, 2012
الرئيس السوري بشار الأسد وصف الجامعة العربية – في خطابه الأخير – بأنها "مرآة لزمن الانحطاط العربي"، وهذا صحيح مائة بالمائة.. بدليل تواطؤها المكشوف مع جرائمه الفظيعة التي لا تخطر على قلب بشر! .. أكبر المتواطئين – للأسف – هو الفريق محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب الذي يتساءل المرء كيف يأوي إلى فراشه – كل ليلة - بمأمن من هجمات الضمير، بعد موقفه المريع من تفاقم الأحداث في سوريا ..!
من هم يا ترى أولئك (الجميع) الذين قال الدابي إنهم يتحملون مسؤولية تدهور الأوضاع واستمرار سقوط الضحايا الأبرياء، وكيف يدخل المتظاهرون العُزَّل في زمرة القتلة الفجرة الذين يسفكون دماء ضحاياهم على مرأى ومسمع من رجال بعثته التي يكلله عار رئاستها وتلفه فضائح التشكيك في أسباب وجودها ..؟!
رئيس بعثة المراقبين ظل يزايد ويموه ويردد إن البعثة تحتاج إلى مزيد من الوقت ليتم تقييم أدائها على الأرض، في الوقت الذي خرج فيه أحد أعضائها - أنور مالك العضو (المنشق) - عبر وسائل الإعلام ليدلي بشهادته لله حول ارتكاب السلطات السورية جرائم حرب شنيعة حولت مهمة بعثة المراقبين تلك إلى مسرحية هزلية، وكيف أن بقية أعضائها يخدمون النظام السوري بمنحه مزيداً من الوقت والفرص للاستمرار بالقتل ..!
الفريق الدابي ظل يردد إنه "شاهد ماشافش حاجة"، بينما كان المالك يقول إنه وجد المعتقلين في حال يرثى لها، يتعرضون للتعذيب، والذين تسوء حالتهم يتم تهريبهم إلى مناطق أخرى لا يسمح للمراقبين بأن يصلوا إليها، ويزج بالعساكر وضباط المخابرات في السجون على أنهم معتقلون سياسيون، والجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين العزل يقتلون بدلاً عنهم، قبل أن ترتد إليهم أبصارهم .. فماذا تنتظر بعثة العار تلك ..؟!
عضو البعثة المنشق أثلج صدور الشعوب العربية التي ظلت قلوبها تخفق لمعاناة الشعب السوري والتي توحدت عقولها على شجب تصريحات رئيسها .. أما موقف الشعوب العربية فلم تعبر عنه الجامعة العربية - التي ظلت تعرقل بمحاباتها أي تدخل دولي محتمل - بل تركيا التي دعت إلى تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن وطلب الحماية الدولية، حتى إسرائيل اللعينة أعلنت استعدادها لاستيعاب لاجئين علويين في الجولان بعد سقوط النظام ..!
رحم الله النخوة العربية المحتضرة منذ زمن تشرشل الذي قال له معاونوه – ذات مفاوضات - لم يبق لنا سوى أسبوع فقط، فرد عليهم بمقولته التي ذهبت مثلاً "يا لها من فترة طويلة بتوقيت السياسة"! .. بضعة الأيام تلك ثمنها مئات الأرواح، لأن الوقت باهظ في حضرة البنادق، ولأن الرصاصة في القلب – كما يقول نزار قباني – "لا تتساءل من أين جاءت ولا كيف جاءت وليست تقدم أي اعتذار"! .. بضع دقائق فقط تكفي لإزهاق مئات الأرواح .. فكيف بالأيام والليالي التي تتعاقب على جرائم حرب ..؟!
munaabuzaid2@gmail.com