الى وزير الطاقة والتعدين عادل علي ابراهيم

 


 

شوقي بدري
3 January, 2020

 

 

بعد ما يقارب نصف قرن كمستشار تجاري، استطيع ان اقول أن لي بعض التجارب . لا يمكن ان تتقدم اى دولة بدون تجارتها الخارجية والداخلية . من العادة ان يستغل الاقوياء الضعفاء خاصة اذا انعدمت الخبرة عند الضعيف والامانة عند القوي. في التجارة العالمية خاصة يحتاج الانسان لبيوت الخبرة ، الاستشاريين ، القناصل ، الوكلاء الخ . ولكن يجب المحافظة على القوانين والمعقولية .

كل صفقة لا ترضي الطرفين ، فهذا نهب او سرقة ان لم يكن اغتصابا . هنالك ما يعرف علميا بعمولة الادلال .... فايندرز كومشن . لا تزيد هذه العمولة عن 3 % . عمولة الوكيل من المفروض ان تتراوح بين 5 الى 10 % ولكن في السودان خاصة بعد تواجد طاعون البنوك الاسلامية التي تكسب 55 % كمرابحة صار الجميع بتوقعون مضاعفة الربح . ويتحمل المستهلك المسكين كل العبئ . وبما ان السودان من الدول المستباحة فك شئ مباح .
السويد من الدول العريقة في التعدين . والحديد والصلب الذي احتاجه هتلر لماكينته الحربية الشرهة اتى الكثير منه من السويد . والسويد تحتاج للكثير من الكروم . الاتحاد السوفيتي كان من اكبر المنتجين ، ولجنوب افريقيا مشاركة مهمة . تلال وجبال الانقسنة غنية بالكروم . شركة بروسبكتر انترناشونال السويدية اتصلت بي بخصوص الكروم . اتى مندوبهم لمكتبي في مالمو، وارتحت اليه بسرعة . ثم لحق بي في مكتبنا في الخرطوم الامتداد شارع واحد وكانت لنا ياقطة كبيرة في بداية شارع المطار دلته علي المكتب . ذهب المسؤول الى الانقسنة وبقينا في الخرطوم نثرثر ، وكان من المفروض ان ارافقه لبضعة ايام على اقل تقدير ولم اذهب ، وهذا الفرق بيننا والاوربيين . بعد شهور اتى خواجة متعب نحيف الجسم يبدو وكان وجهه قد تعرض لطائرنقار الخشب ، الا انه كان يبدو سعيدا . لم اتعرف علية في البداية . وبعد جهد اكتشفت انه السويدي الذي ذهب الى الانقسنا قبل شهور ونسيناه . وكان قبل الرحلة يبدو قويا ملابسه انيقة وعنوانا لحياة رغدة . عرفت منه انه قد جاب كل المنطقة وكون فكرة كاملة عن المشروع . واضاف ان التراب المستخرج من مناجم الكروم يحتوي في العادة على بعض الذهب ، الا انه مهمل في تلال الانقسنا . وان الانتاج بدا في 1963 وبلغ 30 الف طن وان الخامة بالغة الجودة ويمكن ان تطور المنطقة بسرعة وترفد الاقتصاد السوداني بالعملة الصعبة .
من مشاكل السودان انه حتى وسط المهمشين من هم اكثر تهمشا . الانقسنا من الاقاليم التي نسيناها بالرغم من ان الله قد حباها بالكثير من الخيرات . انه الاقصاء الذي مزق السودان . ونحن لا نزال نعلك اكذوبة العروبة .
قمت مع الشركة بتسليم حكومة السودان عشرة مجلدات عبارة عن دراسة ضافية لمشروع الكروم . واحتفظت بثلاثة نسخ . لم تتحرك حكومة الديمقراطية في نهاية الثمانينات . ولكن عرفت انهم اخذوا الدراسة الى لندن بحثا عن شركات تفاديا في العمل مع السويديين الذين لهم وكيل !!!! . ووجدت ىالدراسة طريقها لعدة دول في آ سيا . واتت الانقاذ وتوقف كل شئ .
في 1994 صار الفريق محمد احمد زين العابدين على رأس القوات الجوية سفيرا في اسطوكهولم . لم اكن اعرفه عندما اتصل بي ولكن كان لنا عشرات أصدقاء الطفولة من حى زريبة الكاشف في امدرمان . وصرنا اصدقاء بسرعة . وعرفت منه انه قد قام بحماية البشير عندما تقرر طرده من الخدمة بسبب شبهة ارتباطه بالكيزان ، وان البشير قد اقسم له بأنه لا صلة له بالكيزان ، وصدقه . والمكافأة كانت منصب السفير والذي كان لاكثر من المدة المعهودة وهى ثلاثة سنوات .
تطرقنا لموضوع الشركة السويدية وابدى الكثير من الاهتمام وطلب نسخة من الدراسة ووعد بمتابعة الموضوع لصالح البلد ، وان تجربته مع السلطات السويدية والشركات السويدية قد اعطته شعورا بالثقة . وبعد استلام النسخة تحرك الكيزان وسمعنا عن نشاطات صينية في جبال الانقسنة . المشروع السويدي كان يشمل تطويرا للمنطقة والاهتمام بالمواطنين و تشييد مدارس مستشفيات والبنية التحتية الخ .
من العادة ان لا يهتم اليابانيون والصينيون بالانسان والبيئة ولا يهمهم سوى الربح السريع في خارج بلادهم . السويديون ليسوا بملائكة حسب تجربتي الطويلة معهم . ولكن الاعلام والمنظمات المدنية في اوربا واسكندنافية خاصة تتابع الفساد وتكشفه . ولقد كتبت الكتب ، المواضيع وتناول الاعلام المرئي والمسموع قضية شركة لوندين السويدية للغاز والبترول التي تعاملت مع حكومة نميري والكيزان فيما بعد وادانها كل المجتمع السويدي بسبب تهجير اسالة دماء الجنوبيين وقد يكون هذا احد الاسباب في سقوط حكومة رئيس الوزراء المحافظ كارل بيلد لانه كان من اصحاب الشركة .
ساقوم بارسال النسخة الاخيرة المتبقية الى الوزير عادل علي ابراهيم الذي ترك شعورا جيدا عند الجميع ، وستصله في ظرف 10 ايام عن طريق مهندس يهمه امر البلد . انها ثورة ويجب ان يقدم الجميع . اقترح ان تتصل الوزارة بالحكومة السويدية او حكومة اوربية ،، معقولة ،، بدون اى وسيط او عميل ولا حتى كاتب هذه السطور . واتمني ان يعاد النظر في كل الشركات التي تعاقد معها الكيزان . لقد شالنامية بطريقة عقائدية ونعاملنا بحنان وحب خاصة الصين التي تعرضت لابشع تغول من الامبريالية والرأسمالية ، ولكن وضح لنا انه بالرغم من ان السياسة قد تكون جيدة الا ان الافراد الذين ينقذون تلك السياسة غير امينين بسبب انعدام الشفافية في تلك المجتمعات . من المؤكد ان الدراسة قد صارت خارج الخدمة وقد استجدت معلومات جديدة . ولكنها قد تعطي فكرة مفيدة .

اقتباس من موضوع قديم
في الثمانينات وقع السودان عقد مع شركة الفا لفال السويديه المتخصصه في الالبان و الجلكوز و النشاء و الماكولات وا قاموا مصنع الالبان في كوكو . و كان هناك مصنع الباقير الذي انشأه الدنماركيون لشركة خاصة و الذي كلف ستين مليون دولار و لم ينتج اي شئ . الا ان مصنع كوكو كان يسير بطريقه جيده و مدير المصنع كان د. يس النعيم و معه زميل الدراسه في براغ الدكتور الزراعي الاخ حضري . و في احد اجتماعاتهم في السويد اتصل بي دكتور حضري و دكتور حسن البكري كيلاني من زملاء الاحفاد وبراغ . و اثناء زيارتهم لمكتبي عرفت انهم يبتاعون كل شئ عن طريق شركة الفا لفال لانهم شركاء في المصنع بنسبة 25 % . الا ان اسعار الحليب المجفف و المعدات و مرتبات السويديين عاليه جدا .
فوضحت لهم ان الفا لفال لم تدفع مليما للدخول كشريك فلقد اخذوا مبلغ 12.5 % من مؤسسة مساعدة التصدير السويديه و رفعوا السعر لمؤسسة التنميه السودانيه ،،، اوفر برايسينق ،، ومن موظفيها (ع.ح) صديق كرونبيرق الذي يسكن في فريق شرق السوق في امدرمان ( من دقنو فتلو ) . و ان بيرسون السويدي الذي يتقاضي مبلغ 5 الف دولار شهريا و4 الف جنيه سوداني تساوي مرتب مرتب اكثر من وزير ،وهو ليس اكثر من عامل فني عادي في السويد لن يقبض اكثر من 3 الف دولاريذهب ثلثها للضرائب بدون مخصصات او سكن . كان يسكن خارج مالمو . و بعد سنتين من العمل اشتري منزلا فاخرا في ضاحية ستافنس تورب . و المدير كرونبرق اشتري منزلا في افخر منطقه في مالمو . بعد ان تقاسم العموله مع الوكيل السوداني و له عموله في كل ما يشتري للسودان . و كانوا علي وشك شراء شاحنات مارسيدس بفناطيس و عدادات لنقل الحليب عن طريق المدير السويدي ..
فاقترحت عليهم شراء فناطيس تثبت علي شاحنات عاديه ثم توضع علي مصطبة بعد حلبة الصباح و تستعمل الشاحنات بقية اليوم في العمل العادي مما يوفر مبالغ طائله و تعهدت بان اعرفهم بشركات تنتج الحليب المجفف. و اقترحت التخلص من بيرسون العامل السويدي الذي له مرتب ملك ومنزل ومخصصات الخ ، السويدي الذي لا يتكلم سوي الانجليزيه البسيطة . و كانت تربطه صداقه بالسويديين الذين عملوا معي في السودان .
عندما رجع يس النعيم بعد سنه للاجتماع السنوي . كان قد وظف مهندسا متخصصا سودانيا و هو شاب لطيف قابلته عدة مرات بمرتب 1300 جنيه سوداني و بدون اي مخصصات و يعني اقل من 300 دولار بالرغم من احتجاج الاخ (ع.ح) الذي كان يستخدم منزل السويدي لمغامراته العاطفيه و السويدي كان يقطر خمره في المصنع يحبها الاخ (ع.ح ،، والآخرون .) .
الاخ دكتور يس كان يقول مندهشا ( اسعار اللبن دي رخيصه جدا و اسعار الفناطيس الدنماركيه كانت رخيصه لدرجه عدم التصديق ) فوضحت له بانني قد سالت عنه و انه رفض ان يشتري شقيقه الكراتين الفارغه من المصنع بدون عطاء لذا فقد ضغطت علي الدينماركيين و اتيتهم باحسن الاسعار بدون عمولات . و دبرت لهم الحليب الفرنسي بدون عمولات و بدون وسيط . ولسوء الحظ وجد الكيزان المشروع كلقمة سائغة وابتلعوه .و اتو بكيزان لادارة المشروع ..
و انا في وسط المدينه امام مكتبي احسست برجل ينظر الي و عندما نظرت اليه كان هو كرونبرق يهز راسه متألما . فغسلته بنظره بارده و ذهب كل منا في طريقه .

نهاية اقتباس
كركاس
نحن اليوم نواجه معركة مصيرية . هل ستنهار الثورة ام ستواصل المسيرة . هذه المعركة تحتاج لاعلام قوي ولكن وزير الاعلام قد اثبت انه ،، ابن ناس ،، وليس هنا مكان للطيبين .، انها معركة فاصلة . هل سيتعامل حمدوك باسلوب الافندي مع مجرمي الامن الذين لثلاثة عقود قد اثبتوا انهم ليسوا من قبيلة البشر . وكانت هتافاتهم بانهم وحوش واسود وملائكة الموت الخ . اذا لم يتم الضرب بقوة وبدون تردد ن فسيعود الوحوش اكثر شراسة ووحشية ....... يقولون .... الضربة الما بتكتلك بتقويك . العد هو الامن .
نسمع ان للأمن 60 شركة و21 مكتبا خارجيا ، هل نظن انهم سيتركون هذا النعيم بسهولة . لقد طالبت منذ البداية بالقبض على قاتل الشهيدة عوضية عجبنا المدان في المحكمة والشيخ المغتصب الذي عفى عنه البشير.ولكن التردد ارسل الرسالة الخطأ . ان الاحداث الاخيرة من قتل وتفلت والاعتداء على الاطباء بواسطة بعض النيقرز بادارة الامن هي البداية . لماذا الخوف والتردد .

رقعة
هل تحتاج الحكومة الانتقالية للطيب سيخة ؟ بلا تردد قام الطيب سيخة بالقتل السحل التعذيب وطرد عشرات الآلاف من حملة الشهادات من عملهم بدون ذنب . كان يطرد الزوج والزوجة ويحرمهم من مغادرة السودان حتى يتم ازلال الشعب . كان اطول حظر تجول في العالم . لقد حرموا الناس من نقودها في البنوك وغيروا العملة لتمكين الكيزان من كل شئ . نحن الضحايا لانستطيع الاخذ بثأرنا او حقوقنا وجلادونا امام اعيننا . والامن يمارس كل خساسته على عينك يا تاجر !!!! هل هذا ضعف أم خيابة ؟ لعنة الله على الترابي .

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء