الي مأمون حميدة: لم ولن تكتمل صورتك أبدا بهذا الفهم

 


 

 





البرنامج القومي لمكافحة الملاريا: الانثي تمد لسانها للبرنامج,الي مأمون حميدة :لم ولن تكتمل صورتك ابدا بهذا الفهم..
(لدينا برنامج طموح .. وهو توزيع عدد مليون ونصف ناموسية مشبعة,للناس في دارفور..ونخص بهذه الحملة الفئات المتحركة من الرحل..),انتهي تصريح الطبيب المكلف بادارة البرنامج القومي للملاريا في السودان,في برنامج في احدي الاذاعات ال اف ام ابان رمضان الذي مضي,بعيد هذا الكلام باسبوعين فقط,هطلت الامطار في انحاء السودان كله ومن ضمنه ولاية الخرطوم,وكانت فوق كل او جل المعدلات المتوقعة ,وكالعادة كشفت حال محليات الخرطوم مجتمعة خاصة تلك التي كتبت واعلنت في الصحف انها استعدت قبيل شهر رمضان باسابيع للخريف بتنظيف الجداول بنسبة 127%!بعدما صبت هذه الامطار امتلات كل الميادين والخيران في ولاية الخرطوم وبعد اقل من اسبوعين هطلت امطارا اخري مما فاقم وضع التصريف الذي اصبح مزريا ووضع البعوض الذي اصبح مثاليا..ولما كنا نفطر جوار منازلنا في سجاد عجمي يفترشه لنا جارنا الموسر تمهلنا اسراب البعوض هنيهات ان نفطر ونصلي وريثما نجلس لشرب الشاي والقهوة تهاجمنا اسراب البعوض بضراوة اجبرتنا علي الدخول الي المنازل..كانت هذه الحال في الايام الاخيرة من شهر رمضان...الان وقد انقضت عطلة العيد صارت احياء الخرطوم جنوب وغرب وشرق النيل واحياء امدرمان تئن تحت وطأة البعوض..وبذا ارجو ان تمتلك ادارة البرنامج القومي للملاريا الشجاعة لكي تبدأ حملة مصغرة لمتابعة فحص الملاريا فقط في احياء الخرطوم جنوب منذ العشرين من رمضان وحتي اليوم..!
ان تصريحات طبيب ورجل ومسئول من برنامج قومي للملاريا لقرابة الست او السبع سنوات عن وضع الملاريا في الخرطوم الولاية ذات الكثافة الاكبر من حيث السكان  لقناة اذاعية  ان الوضع مستقر وليس لديهم قلق تجاه توزيع وبائي للملاريا وانهم انما يستهدفون الولايات الاكثر تعرضا للاصابة بالمرض؟؟؟عجبي متي صارت ولايات دارفور الكبري من ضمن الولايات الاكثر تعرضا للملاريا؟؟؟ثم انه من ناحية عملية علمية انك يجب ان تكون شجاعا ذا قلب جسورفتقرر ان تبدأ برنامج الوقاية من المرض وسط الفئات الاكثر جهوزية من الناحية التوعوية والتثقيفية وهم اهل ولاية الخرطوم الذين يبدو انه من المؤكد انهم معظمهم او جلهم استفاد من مجهودات التوعية والتثقيف الصحي المبذولة عبر وسائط الاعلام,وهم الانسب لكي ينالوا ناموسياتهم المشبعة لانهم مطابقون لمواصفات استخدام الناموسية,من حيث امتلاك المأوي الثابت (علي الاقل لديه حوشا وسريرا),وهم الايسر من ناحية الفهم ومهيئون من ناحية حضرية للتعامل مع الناموسية,ذلك ان البدو والرعاة ذوو طبيعة جافة ونفس رافضة لاي قيد حتي وان كان قيدا يقيهم من البلازموديوم الذي لن  يعرفوه وما عرفوه ابدا.كما ان هجوعهم وركونهم الي النوم اقل من حركتهم والناموسية تحتاج الي جسد ساكن نائم في وقت راتب ثابت تزوره الانثي الانوفلسية كل يوم فتجده مغطي بالمشبعة.ان اهل ولاية الخرطوم لهم الاكثر حاجة وامس لكنهم يحسبهم الجاهل اصحاء من تجانف وتهميل المسئول لمجرد انهم قذفتهم ظروفهم للعيش في العاصمة التي اضحت كالسجن الكبير الذي ياتيه من ياتيه من خارجه اختياريا ولا يفتك منه مدي الحياة,اما الذين يولودون فيه فهم بين مطرقة وسندان,
ان برنامج دحر الملاريا الذي بلغ من العمر ما تجاوز العشر سنوات والذي لم نحس منه ولم نشعر الا بسياراته ذات البابين رباعية الدفع والتي كانت في جلها من صنع دولة اليابان!ان من الخطورة بمكان ان يوكل امر البرنامج القومي لعلاج ومكافحة الملاريا الي من هو دون قامة وخطورة المرض –ان السودان يقع في منطقة حزام الملاريا المعلنة من منظمة الصحة العالمية-ومعني ان الملاريا متوطنة فيه انها يستحيل او يصعب جدا اقتلاعها,طبعا هذا مفهوم غير واصل تماما لاهل البرنامج القومي للملاريا,لان نشاطهم ومكاتبهم مفتوحة علي فرضية امكانية دحر الملاريا...فقط هم يحتاجون الي المعينات والنثريات والدولار من مانحيه من الدول الاوربية الذين يعتمدون في تحرير فلوسهم عبر المنظمة الدولية علي تقارير منسوبيها من تقنيي والمشتغلين من هذه الدول في امر معالجة الملاريا من الاطباء وغيرهم وهم اي المانحين لا يعلمون من امر الملاريا تم شيئا لانهم لم يخبروها ابدا.
ان السؤال الأهم الذي نوجهه الي من يدير البرنامج القومي للملاريا:هو كم من الميزانية التي تحت تصرفه سنويا طوال هذه السنوات تم تخصيصه للبحوث في مكافحة الملاريا؟انه يتحدث لقناة الجزيرة عن ان الدعم الدولي الذي يصله يبلغ حوالي العشرين مليون دولار وان الناقص هو مبلع عشرة مليون او خمسة عشر مليون دولار..طيب بفرض انها اكملت اليك هل تستطيع ان تصل حد الرضا وتقول انك تتمكن من استئصال المرض من السودان بحدوده ما بعد الانفصال , دعك من ملاريا الجنوب.؟!
ان من الحماقة بمكان ان تبني استرتيجية دولة لمكافحة الملاريا ,ذلك المرض المسئول عن اكثر من ثلث الحالات الباطنة في السودان بمضاعفاته التي تطال جل اجهزة الجسم واعضائه,تبني هذه الاسترتيجية علي انتظار العائل الاساس وهو انثي الانوفليس وهي تبيض وتحضن وتتطور وتفقس وتطير وتجيئ لتحاصر الانسان في صحن داره ثم ننتظرها نحن بالناموسية المشبعة,ماذا اذا غيرت البعوضة من وقت زيارتها؟ام ان مدير البرنامج القومي متيقن من زيارتها في الظلام اخذا  ببيت المتنبي في وصف الحمي:
وزائرتي كان بها حياء.........فليست تزورني الا في الظلام.....
وهو لعمري امر قريب الورود لان البعوضة في حالة صراع من اجل البقاء وحالة دفاع مستميت وحرب مع العائل الاساس للبلازموديوم وهو جسم الانسان,والبلازموديوم نفسه في ذات الحالة من الصراع  من اجل البقاء,,وهذا باد للعيان المهني الطبي الحصيف في تطور حال البلازموديوم الذي بدأ يصيب الدم والراس وانتهي الي انه يصل كل اجهزة الجسم دون فرز ويفعل بها فتكا وتخريبا..
ان البرنامج القومي للملاريا يحتاج الي برنامج اقوم منه  والي تقييم وتقويم من قبل من عينوا هذا التيم بمديره,فلا بد من تطبيق معايير الجود والامتياز الطبية دون اي مواربة او خجل ,ان منظمة الصحة اعلنت في نهاية العام الماضي ان الملاريا تقتل سنويا ما يقارب الخمسة ملايين  منهم مايزيد علي مليون طفل,وان عدد المصابين بها سنويا اربعين مليون.نحتاج الي ادارة مختلفة في تفكيرها لادارة البرنامج,ادارة لا تخشي علي كرسيها الذي لم تمتلكه ولم يصل اليها الا بعدما تفلت منها وان دامت لغيرك لما الت اليك...ويجب ان يرتفع احساس قيادة الدولة بامر الملاريا الي مستوي الحدث بحيث يتم انشاء مستشارية للملاريا تتبع لرئاسة الجمهورية  ويعين علي راسها عالم او مجموعة علماء نحارير في المجال وطنيون غيورون دونما انتماء حزبي ضيق وقبيح مثلما هو حاصل الان في مدير البرنامج الحالي..
ان اليوم الذي تم فيه تعيين هذا المعاشي المتسلط المتعجرف لكي يكون علي رأس وزارة الصحة ولاية الخرطوم هو مثل يوم الاثنين الاسود علي قبيلة الاطباء والعاملين بالحقل الصحي..ان التسارع الذي يسير بوتيرة ضخمة وعلي راسها الوزير في حلحلة وقصقصة مؤسسات تم انشائها وتسميتها اتحادية بناءا علي رؤي ودراسات واستراتيجيات وضعت قبيل عشر سنوات او اكثر..انه كمن يحمل فأسا في رأسه يريد ان يجتث بها اصنام الطب التي هي موجودة في راسه فقط وان وجدت  فهو اول من يستحق الاجتثاث..بعقليته الاقطاعية الاستثمارية النائية تماما عن اخلاقيات المهنة التي درسها طالبا وعلمها وهو استاذ,ان الصورة التي لم تكتمل في برنامج استضاف الوزير لانه كان يتحدث بانانية ضخمة وقبيحة ,وتراه يكرر:انا الدولة,انا امثل الدولة والسلطة؟؟؟ان قرار تعيين هذا المامون الحميدة ينم عن احدي شيئين,ان الدولة وصناع القرار فيها لا يفقهون عن الصحة شيئا,او انهم يعرفون كل شئ وارادوا ان يحرقوا ورقته الي الابد...لكنهم يحرقون اكباد ونفوس واعصاب ابرياء من اطباء زهدوا ويزهدون في بلد وواقع ومستقبل شديد القتامة ومريض لا حول له ولا قوة الا ان يتوجه الي رب كريم مهيمن يمهل ولا يهمل...اتقوا الله فينا قبل ان يفوت اوانكم...لنا عودة بتفصيل قريب ..
Niazee Elawad [nzeer1@gmail.com]

 

آراء