حي العرضه يعتبر من الاحياء الجديده فى امدرمان . فى هذا الفراغ كانت تستعرض او تعرض جيوش المهديه . وكانت هذه منطقه زراعيه يزرع فيها العيش . وفى الخريف كانت المنطقه تستعمل كميدان للقولف . الذى يمارسه الانجليز وبعض السودانيين . وكانت حفرة القولف تتوسط دائره كبيره من الرمل الذى يثبت بنوع من الزيت . وكان هنالك خيمه . لها حارس لحفظ المعدات . ويجلس فيها اللاعبون للاسترخاء بعد اللعب . ويشربون المرطبات .
المبانى خططت بحيث تتوسطها مربعات كبيره عباره عن ميدان باربعه شوارع متقاطعه . وفى هذه المربعات كنا نلعب الكره والعاب اخرى بعيدا عن خطوره العربات . هذا المربع كان غرب جامع فيصل ( انصار السنه ) . والجامع ظهر فى السبعينات .
فى الركن الجنوبي الشرقى كان منزل اختى فاطمه ابراهيم بدرى . وزوجها ابن عمتى هو المحامى مالك ابراهيم مالك . اختى فاطمه كانت مدرسه تركت بصماتها . اذكر ان البروفسيره نفيسه احمد الامين قالت فى برنامج تلفزيونى انها تأثرت بمدرستها فاطمه بدرى . وكان لفاطمه ثلاثه سيارات اجره فى بدايه الخمسينات كن يجدن مكانهن امام المنزل . وكان لكثير من نساء امدرمان اعمال تجاريه . وقبل عوضيه صاحبه مطعم السمك الآن . كان لبت الريس محل مشهور فى بيت المال . وهنالك مثل امدرمانى يقول ... بت الريس حوتها كويس .
ويواجه منزل فاطمه بدرى دكان العم كمبال . وتسكن فى المنزل المجاور الخاله مريم والده اروع البشر محجوب شريف . ويلى منزل اختى منزل الصول العشا الذى كان يسوق بص الاحفاد ويساعد فى اداره المدرسه . ثم منزل الاخ على قاقرين الذى لا يحتاج لتعريف وشقيقه النرب ويلى منزل اهل قاقرين والنرب منزل العم الطاهر . وهو رجل فى العقد الثامن من عمره . كنا نستمتع بونسته وقصه مغامراته . وكان يقدم لنا نصائح خاصه عن الحياة الزوجيه وما ينتظرنا . وخلف منزل العم الطاهر كان منزل ابن امدرمان العظيم حسن العماس . الذى كان رائعاً فى الرياضه والسباحه . وصار ضابطاً . واخاف النميرى ايام اعتقاله . وطرد من الجيش . وصار مسئول امن فى الهيلتون . وعندما فتح النميرى باب الاسانسير فى ايام مؤتمر القمه الافريقى وشاهد حسن عماس امامه اضطرب . وطالب بابعاده الى نهايه المؤتمر . حسن انتقل الى امبده شارع الردميه .
كنا نتسلق الحائط الشرقى لمدارس الاحفاد ونذهب لتناول الفطور فى الدكان الذى يواجه منزل العم الطاهر . وكان عمنا الطاهر يكون مشغولا بمراقبه الخراف . التى تشرب من الملح الذى يذاب فى الماء فى طشاطه كبيره . فبعد رحله الخراف الطويله تسقى ماء الملح وتترك لكى ترتاح وتستعيد صحتها وشحمها قبل عرضها للبيع .
شلتنا المتمرده على الاكل فى البوفيه فى الاحفاد كانت تتكون من شخصيات متفرده . احدهم سلمون ميخائيل بخيت , شمس الدين مرغنى دفاع فريق برى . عبد المنعم عبد الله حسن عقباوى . عثمان عبد المجيد على طه ابن عمتى . شقيقى الشنقيطى . بدر الدين حمدى من بحرى ويبدو كخواجه . وصديقه على النور ابن كبير خلفاء السيد على وشقيق زوجه الشهيد فاروق حمدنا الله . وصديقهم المرح عبد الرحيم النورانى . وهو من افحم طلبه كمبونى فى مباراة كره القدم التى فزنا فيها عليهم وكان يغنى لهم اغنية ... قلته اسيب الورشه وافتح لى مدرسه كمبونى . ويردد الكورس كمبونى كمبونى ترم ترم . وساعد هذا فى هزيمتهم . كان هنالك آ خرون لا يتسع المجال لذكرهم . احدهم خاطر وهاشم العطا شقيق جعفر العطا ومحمد بشير هاشم ضابط الصيد فيما بعد رحم الله الحيين والميتين . كنا جميعا نأكل بسرعه ونستمع لنصائح العم الطاهر ولا تزال نصائحه تلازمنى .
فى يوم من الايام هرع نساء اسرة العم او الجد الطاهر الى منزل المحامى مالك ابراهيم مالك . لانهم قد اقتادوا العم الطاهر وسط هرج ومرج الى مركز البوليس . والرجال كانوا غائبين . وكان العم الطاهر متهم بسرقه قطيع من الخراف او التستر على جريمه السرقه .
بعد بعض التوضيح اعتزر الشاكون . وتصالحوا مع العم الطاهر وحدث تعارف وود . تفسير العم الطاهر انه قال لهم ( هوى يا ناس , انتو رايحات ليكم بهائم بهائمكم ضان . ذى تلتين اربعين راس , واحدات حمر واحدات زرق وبيض . وسطن فحل عالى ابرق . ) وعندما اجابوا بالايجاب وطلبوا منه ان يدلهم على بهائهم قال العم الطاهر انه لم يرهم .
توضيح العم الطاهر . انهم كانوا يسيرون وينظرون للارض . يعنى قاصين الاتر . وهم شايلين سيطان وبساطين . ناس البقر بشيلوا عكاكيز مضببه وبكون مباريهم حمار او حمارين شايلين اغراضهم وزوادتهم لانهم بكونوا جايين من حته بعيده . والضان كلو احمر وازرق . والعدد البسوقوا راعى واحد بكون تلاتين او اربعين راس . ووسطهم بكون فى فحل عالى . وهو خمن انو الفحل ابرق . وشرح الاخ مالك رحمه الله عليه ان العم الطاهر هو بائع خراف وانه قد جاب الباديه . وانه شخص يحب الونسه والتداخل مع الآخرين . وانتهى الامر بسلام .
ع.س شوقى بدرى ...
shawgibadri@hotmail.com