جملة مفيدة
yaserazazy@hotmail.com
كعادتهما دائما مترافقان متلازمان لاتجد ابوادريس الا مع اسماعيل ولا تجد اسماعيل الا مع ابو ادريس وان افترقا فربما (مسافة السكة ليلتقيا) . ثنائي شكل حضورا بازخا ومميزا في المسيد الازرق حيث يجتمع دراويش (العشق الغير الممنوع ) يمارسان مع ملايين الاهلة واجب الولاء والطاعة لسيد البلد .
كانا البارحة سويا اسماعيل عثمان السيد رئيس رابطة المشجعين الحالي وابوادريس رئيسها الاسبق يتناجيان يتشاوران يتدارسان امر الهلال وكيفة إدارة جيوش المدرجات وجحافل زرق الجباه في المساطب لاجل نصرة الجمعة (جمعة حسن الرجاء) في تقاطر الاقمار صوب المقبرة بغرض (تخييب ظن الرجاء ) ورده الي داره البيضاء ملطخا بوحل الهزيمة .
وبينما النديمين يتسامران ويتشاوران ابا المعتق صديق ابوادريس الا ان يكشف لصنو روحه بالسر الالهي الذي تكشف ساعتها وحملته ملائكة السماء . وزرعه رب السماء في قلب ابوادريس يقينا لاينتقص منه الا كون الموت امر غيبي وان ابو ادريس بشر .
(اسماعيل اخوي انا اجلي جا وبموت بموت وعليك الله ماتدفنوني الا في اب حراز ) وحين جاء قريبه ليصطحبه الى بيته ايى ابوادريس الا ان يبيت في بيت بنت اخته بحجة ان زوجها (زول قران) ....ذهب ابوادريس مودعا اسماعيل بعد ان عافاه عفو الله والرسول ...واسماعيل يبتسم ابتسامة ساخرة غامضة تعودناها لكنها طليت بشي من الدهشه هذه المرة بسبب الاصرار الذي بدى عليه الشريف ابو ادريس ..كما كان يحلو له ان نناديه .
ذهب ابوادريس ونام ليلتها حيث اراد لكن هاتفه النقال ابى ان يرد تحية الصباح ..حاول اسماعيل مرة ومرتين وثلاث حتى خفق قلبه ....وفي الرابعة جائه الرد من هاتف ابوادريس وليس من ابوادريس ......
مات مات مات مات
نعم مات صديق ابوادريس صاحب القلب الطيب والروح الشفيفة والثغر الباسم والكف المدود ... مات الشريف ...ود ابحراز جزيرة القباب مرتع الصبا وارض الصلاح ..مات صديق بعد نعى نفسه قبل الناس وذهب الى ربه راضيا مرضيا ..
في الهلال كان صديق ابوادريس علما بارزا وقطبا شامخا وقائدا مبجلا لجحافل الاسياد منذ سنين خلت .
كان الهلال عنده كل شي .. حياته كلها هلال .. من تصبح لين تمسي ... حتى عمله ومصدر رزقه كان في ساحة تعج بالاهلة من كبيرها طه على البشير وحتى اصغر عامل في امبراطورية حجار التجارية ...
لازم صديق ابوادريس زعيم امة الهلال الطيب عبدا لله وكان الطيب عنده شيخ الطريقة الزرقاء مثلما احفاد ابشرا شيوخ القادرية وكان ابوادريس عند البابا خزينة اسرار وغرفة عمليات متحركة
وربما ضمت بجانبه إما محمد حمزة الكوارتي واسماعيل السيد وعم سعد واما طه وعثمان سر الختم واما عبد المجيد الكجم واما د.محمد ابراهيم وود ملاح او ميرغني ادريس امتداد جيل العظماء .
الحديث عن ابوادريس يطول بمد سنين عطائه لهلال احبه (وافنى العمر عشانه) ..لكننا نوجز ونجزم بان الفضاء الازرق افتقد قمرا باذخ الجمال وبدرا فايض الضياء.. لكنه ابى الا ان ينزوي خلف كفن الخسوف ولايترك لنا غير عتمة بددت امامنا السبيل .
جملة اخيرة :
وداعا صديق ابوادريس ..ولتذهب الي خلد دائم وجنة زاهية بهية ولترقد في قبر من نور ولتسعد بدعاء لن ينقطع ( وترحمات ) لن تفترولاتكل ولاتمل .. وغفر لك ورحمك رب زرع بين ضلوعك قلب طفل وروح ملائكة .