انتبهوا: أصول السودان وأراضيه في بورصة السمسرة..!َ

 


 

 

من الذي أعطى جبريل إبراهيم الحق في بيع أصول الدولة ومرافقها وأراضيها..؟! هذا الرجل لا يمثل إلا نفسه، وليس له سلطة شرعية إلا على أسرته أنجاله..! فهو (وزير غير شرعي) في (نظام غير شرعي) وليد انقلاب أغبر قامت به فئة سياسية وجنرالات خانوا شرف القسم وانقلبوا على الحكم المدني..ووأدوا ثورة الشعب..فمن أين لجبريل بشرعية التصرّف في أصول الوطن وأراضيه ومستقبل شعبه..؟!
يجب أن تنتبه كافة القوى السياسية والمدنية وجموع الشعب إلى ما يجرى الآن من هذه الفئة التي تتحكّم في مصائر السودان وتجعل ثرواته وأصوله وأراضيه نهباً لبورصة السماسرة..حتى يعلم كل من يتعاملون مع هذه السلطة المزيّفة أن أي عملية بيع أو شراء للأصول والأراضي والمرافق السودانية إنما هي صفقة غير مشروعة (كأن لم تكن) ولسوف يستردها الشعب ممن اشتروها بغير حق من هذه الشرذمة..!
انتبهوا..هذه حكومة (مُفلسة مالياً) علاوة على إفلاسها السياسي والفكري والأخلاقي؛ ولن تتورّع من بيع كل شيء في السودان..! وقد ظهر الفساد وانتشرت (رائحة السمك الميت) في ساحل بورتسودان في تصدير الذهب وفي مخصصات الوزراء وفي إيجارات السكن الحكومي وفي فواتير الفنادق وفي مشتريات السلاح وفي تمويل الاستنفار..وفي (لجنة تغيير العملة) وإعادة تدوير الأوراق النقدية المُلغاة بدلاً عن حرقها..مع توالي الاتهامات بهدر وسرقة العون الأجنبي والإغاثات وحليب الأطفال..!
جبريل في منصب وزير مالية انقلابي وهو مشغول باستخلاص أموال من الدولة لحركته وجماعته..يكتب الشيكات باسم الوزارة ويستلمها بيده اليسرى..! وفي صف الانتظار حركة مناوي وطمبور وعسكور..واللات والعزى و(مناة الثالثة الأخرى)..!
من أين لجبريل أن يبيع ويشتري في أصول السودان ومرافقه، وهو لا يزال على رأس مليشيا يساوم بها السلطة للحصول على أموال الدولة..! وهو يرفض دمج حركته في جيش الدولة التي هو وزير ماليتها..لأنه يسترزق من وجودها خارج القوات المسلحة..!
يريد جبريل إبراهيم بيع أصول الوطن وأراضيه ومرافقه ليصرف على الحركات وعلى الحرب.. وكأن الانسحاب من الحاميات والتخلي عن حماية المدنيين يحتاج إلى تمويل..!
وهو يخرج للقنوات ليكذب ويقول إن السودان لا يحتاج للعون الأجنبي وإن الشعب لا يعاني من الجوع وإن الحديث عن الجوع (فبركات إعلامية)..! ذلك أن الرجل بعيد عن الجوع... هو أسرته وعشيرته..وقد ظهر ذلك من السيد جبريل منذ مجيئه للخرطوم وهو في حالة من (التكشيرة) تأهباً للثأر من السودان بأوهام ظلم وتهميش حاق به..فهو يحمل ضغينة على الوطن تصوّرها له أوهامه.. وبدأ بخرق كل تقليد وجعل من الوظيفة العامة إحلالاً لأهل قرابته في سلوك همجي يقوم على التمييز والعشائرية البغيضة..!
جبريل يتحدث للقنوات عن نجاح تحصيل الإيرادات وانتعاش الميزانية، وهو يعلم أن 17 ولاية من ولايات السودان خارج قبضة حكومته..! وأن 12 مليون مواطن نزحوا من السودان وأن الملايين بالداخل تتضوّر بالجوع ولا تملك (فرطاقة) بعد فقدت بالكامل الوظائف ومصادر العمل والدخل..!
هذا الرجل آخر من ينبغي أن يكون مسؤولاً عن امر يتعلق بواجبات الوظيفة العامة والمسؤولية القومية..ووجوده في منصب وزير المالية أمر خطير على الوطن بسبب اعتلال حاد في الضمير الوطني ..دعك من قصور التأهيل وتدني المقدرات التي لا تسعفه على إدارة المال العام وحماية الموارد العامة..!
هذا الرجل جزء من حكومة تطالها اتهامات بالتفريط في مرافق الدولة وأصولها..وها هو نائب رئيس (مجلس سيادتها) يعلن عن ترحيبه بإقامة قواعد عسكرية لأي دولة ترغب في ذلك..! لأن ساحل البحر الأحمر طوووويل..! ويؤكد على ذلك وزير خارجيتها (الأضحوكة) الذي يقول إنه لا يرى مشكلة قي أن تأتي أي دولة وتقيم قواعدها في السودان ما دام يدفعوا لنا ( مبالغ ضخمة)..!
خرج جبريل إبراهيم يتحدث لقناة الجزيرة فكان حديثه استعراضاً حراً للجهل ومهرجاناً للكذب ..يتحدث عن استعادة السيطرة على موارد الدولة وضرائبها وعن نسبة النمو وازدهار الاقتصاد وتوفير كل الاحتياجات..والأمم المتحدة تعلن في ذات اليوم عن أن 25 مليون سوداني في قبضة الجوع ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة...!
ويقول جبريل إن كل المواطنين يقبضون مرتباتهم في مواعيدها ..ثم يعود ويقول انه غير مسؤول عن مرتبات الولايات وأن مسؤوليته تنحصر فقط على الموظفين الاتحاديين..!.
جبريل إبراهيم يشير إلى مائدته المتخمة وكأنه يعيد قصة ماري انطوانيت زوجة لويس السادس عشر..! قالوا لها أن الناس لا يجدون الخبز..قالت لهم:إذاً لماذا لا يأكلون البقلاوة..!!
قصة جبريل إبراهيم وحكومة الانقلاب تلخصها نبوءة وزير إعلامهم الجديد..فقد كتب قبل أسابيع من تعيينه وزيراً في حكومة الانقلاب وقال: (أي زول عاطل متسكع في شوارع أمريكا وأوروبا يمكن أن يكون وزيراً وسياسياً ودستورياً في السودان)...!! سبحان الله.. .لقد تحققت نبوءته (على المستوى الشخصي)....!
عساكر البرهان قاموا بتسليم مدينة (ود مدني) لقوات الدعم السريع..وبعد عام وبعد أن تدمرّت المدينة وتشرّد أهلها قالوا لقد استعدناها منهم...و(يجب أن تفرحوا)..!!
لا للحرب ..لا للحرب..لا للحرب ..هذه حرب فاجرة قذرة ضد الوطن وشعبه وثورته.. دمّرت البلاد وشرّدت أهلها (ولا منتصر فيها) فمن أين يكون الفرح..؟!....الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com

 

آراء