انتفاضة السودان الثانية في عصر الشعوب والثورات العالمية
في فجر هذا اليوم الثلاثين من يونيو 2020 يشاهد العالم الملايين الثائرة في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم وهي تكتب الفصل الاخير في مواجهة الفساد والاستبداد وتطوي صفحة جماعة الاخوان المسلمين علي شكل رسالة قوية لشعوب العالم الاسلامي الافتراضي العريض والتحذير من مغبة المتاجرة بالدين والتصادم مع المقاصد الحقيقية للدين الاسلامي وكريم المعتقدات وخطره علي امن واستقرار الامم والشعوب.
هل هي مجرد مصادفة سعيدة ان تتزامن مجريات الامور وتطورات الاوضاع المتلاحقة في السودان مع المتغيرات الكبري الجارية علي الاصعدة الاقليمية والدولية وتصاعد ارادة الشعوب ورغبتها في التحرر من الكبت والاستبداد والفشل الاخلاقي الرهيب للنظام العالمي ومنظماته ودوله الكبري الذين يصنعون الكوارث والازمات ويتفرجون علي الشعوب والعالم من حولهم يحترق وتحاصرة الكوارث الفايروسية المعروفة والمجاعات التي انتشرت اليوم في بلاد كانت انموذج للاستقرار والوفرة والرخاء والجمال الملهم للكتاب من الشعراء المبدعين .
قصة المقاومة السودانية لنظام الحركة الاسلامية والخمينية الاخوانية المستمر علي مدي ثلاثين عام وانموذج الانتفاضة والثورة السودانية المنتصرة من الالف الي الياء والانتفاضة الثانية المتجددة التي شهدتها الخرطوم بالامس تصلح انموذج يشد من اذر انصار الحرية والمناهضين للعنصرية والتمييز العنصري وضحايا الاستبداد العالمي والحروب الغير قانونية وهي فرصة مناسبة لكي يستعيد السودان دورة الاقليمي والعالمي المفقود و التواصل مع الامم والشعوب ودعم حركات التحرر والتضامن والسلم العالمي .
العالم يتحرك اليوم من اجل رفع الحصار عن انتفاضة الشعب العراقي السلمية والمدنية وحمايته من مسلسل الابادة التدريجية علي يد تجار الدين و الميليشيات الخمينية التي انتشرت مثل السرطان في ذلك البلد الحضاري العريق كواحدة من نتائج المغامرة الامريكية وغزو واحتلال بلاد الرافدين.
في القاهرة يستعيدون اليوم ذكري انتصار الانتفاضة والثورة الشعبية في الثلاثين من يونيو 2013 وسقوط الحكومة الاخوانية بينما يتواصل صمود الشعب الليبي الشقيق وقواته المسلحة من اجل تطهير ترابهم الوطني من جماعات الردة الحضارية الارهابية ومخطط العصابة الحاكمة في تركيا وطموحات ومغامرات البعض المدمرة واحلامهم في اقامة خلافة اخوانية بطول وعرض دول العالم الاسلامي و المنطقة العربية.
انتفاضة الشعب السوداني المجيدة بفصولها المتعددة قادرة علي انجاز مشروعها الوطني واعادة بناء مؤسسات الدولة القومية التي هدمها الاسلاميين خلال سنين استبدادهم الطويلة و اعادة العافية للاقتصاد الوطني واتباع سياسة خارجية مستقلة بعيدا عن التبعية والوصاية الاجنبية والتفاعل مع العالم الحر في عصر الشعوب وعدم حبس تلك الطاقات الثورية في حدود السودان القطرية.