انصفوا الراحل عبد الوهاب حمزة.. وآلاف المظلومين من السودانيين والسودانيات

 


 

 

محمد المكي أحمد

modalmakki@hotmail.com


رحل  الأستاذ عبد الوهاب أحمد حمزة عن دنيانا الفانية في  23 نوفمبر الحالي في الأردن  بعد وعكة صحية، والرحل لا يحتاج الى تعريف مني ، فهو شخصية اقتصادية  وخبير معروف  في هذا المجال في  السودان وخارجه ،وقد قدم لوطنه الكثير من العطاء والخبرة  حتى لحظة انتقاله الى رحمة الله.

في 19 حزيران ( يونيو) 2009 كتبت عن عبد الوهاب حمزة في مقالي الأسبوعي في "الأحداث"   تحت عنوان " تأملات في تجربة داتو فيجاي ودور السوداني عدلي علوب"، بعدما  التقيت الراحل الكبير في  الاجتماع السنوي لشركة "كويست نت " العالمية الذي تحتضنه سنويا  العاصمة الماليزية كوالالمبور.

 قلت  في مقالي قبل نحو ستة أشهر  إنني  "سعدت بلقاء الخبيرالاقتصادي السوداني ووزير الدولة للمالية السابق الاستاذ عبد الوهاب احمد حمزة ، هذا الرجل شجع تجربة دخول السودانيين في عالم التسويق الالكتروني، وقد اختارته شركة "كوسيت نت" ليكون وكيلها في السودان".

جاء في مقالي آنذاك  أن". عبد الوهاب أحمد  حمزة شخصية اقتصادية معروفة في السودان وخارجه، ويتمتع بسجل تجربة وخبرات في عالم الاقتصاد والادارة، وهو عمل  في ثلاث حقب للحكم في السودان مع اختلاف أنظمتها، ويستحق الاشادة والتقدير والاحترام بسبب دعمه لتجربة التسويق الالكتروني في السودان".

أشير مجددا الى دور الراحل في دعم مشروع تسويق الصمغ العربي وبالتحديد منتج الـ FIBRE FIT وهو اختراع سوداني من بنات افكار  دكتور عصام صديق(خلطة من الصمغ العربي ( الهشاب والطلح)، وتوزعه حاليا "كويست نت" عبر التسويق الشبكي، ولعب  الراحل  دورا في دعم هذه الخطوة الايجابية التي تنقل الصمغ العربي الى آفاق تجربة  تسويق عصرية جديدة.

حزنت لرحيل الفقيد الكبير عبد الوهاب أحمد حمزة ، خاصة أنه رعى  منذ عام 2003 تجربة لافتة للتسويق الالكتروني في السودان لشركة عالمية انضم الى عالمها أكثر  من مئة  ألف  سوداني وسودانية حسب مصادر الشركة ، واكثر من خمسة ملايين رجل وإمراة  وشاب وشابة من مختلف بقاع العالم.

كان الراحل راعيا  لشركة " كويست نت " في السودان، وهوتولى مهمات رعاية أعمالها  في الخرطوم ، بعدما أيقن بضميره الوطني وتجربته الاقتصادية  وعقله الراجح  ونبضه وخلقه السوداني والاسلامي  وروحه الشفافة أنها تجربة جديدة لافتة ومهمة  في عالم التسويق الالكتروني،   و نافعة للسودانيين  بعيدا عن عالم النصب والاحتيال والمال الحرام 

 الراحل  لم يقبل أن يكون وكيلا وراعيا  لشركة عالمية هي الأولى في المنطقة في عالم التسويق الشبكي  الا بعدما تيقن  من جدية التجربة وشفافية أعمالها ووضوحها ، وكان مفتاح اطلاعه على  تلك التجربة  عندما شاهد ابنه "أحمد"- وهو قائد كبير من قادة التسويق الالكتروني حاليا-  وهو يخوض  عالم التسويق الالكتروني  في تلك الشركة ، ولهذا سعى الراحل للتأكد من صدقية التجربة وشفافيتها وجديتها حتى يطمئن على  ابنه وغيره ممن هم الآن  رواد  سجلوا قصب  السبق  في  الانضمام الى عالم جاد وجديد  من عوالم التسويق الشبكي.

الشركة المعنية  أوفدت مستشارها القانوني  رويس لين (نيوزيلندي) وهو محام معروف لمقابلة فقيدنا الكبير الذي  أطلع على نظام الشركة وأسلوب عملها، وبعقله الاقتصادي وروحه الانسانية  ونبضه السوداني أدرك أنه أمام "تجربة جادة وفرصة عمل جديدة  ونادرة للسودانيين"حسب كلامه عندما التقيته في ماليزيا  ، وقد وافق أن يكون وكيلا للشركة  في السودان بعد الحاح شديد من مسؤولي الشركة.

لا أسعى بهذا المقال  للنيل ممن ظلموا عبد الوهاب حمزة ،  لكنني اكتب انصافا لرجل لمست روحه الخيرة ، وستظل ذكراه عطرة لدى آلاف السودانييين والسودانيات الذين رعى تجاربهم في عالم التسويق الالكتروني في السودان ، وسيظل فقيدنا الكبير شاء من شاء وأبى من أبى رجلا وطنيا  أحب الخير للناس، ولم يتردد في رعاية نهج جديد في التجارة العصرية  (التسويق الالكتروني ).

عبد الوهاب حمزة مات حزينا وغاضبا  بسبب ظلم  شديد  تعرض له، خاصة انه رجل معروف ، وكان الرجل  انسانا فاضلا يحب الخير لأبناء وبنات السودان،  وبعدما رحل وأنا حزين على رحيله لأن القدر لم يتح له فرصة رد الاعتبار لنفسه وآلاف السودانيين والسودانيات  أدعو الرئيس عمر البشير الذي حرص بروحه السودانية ونبضه وخلقه  السوداني على المشاركة في الصلاة على الراحل الكبير أن يفتح سجل المظالم التي تعرض لها عبد الوهاب حمزة في مجال رعايته لتجربة التسويق الشبكي .

أدعو الرئيس وكل القيادات السودانية لانصاف عبد الوهاب حمزة  وتكريم اسمه  وريادته  في دعم تجربة جادة في عالم "التسويق الشبكي"،  وهي تجربة تختلف عن تجارب أخرى كثيرة في العالم  تمارس  أشكالا من النصب والاحتيال والفعل الحرام.

لمن لا يعلم أقول إن الغضب يجتاح قلوب آلاف السودانيين والسودانيات ممن أدركوا بعقولهم أنهم أمام فرص عمل جادة في مجال التسويق الالكتروني، وهي فرصة مفيدة لمن يرغب في التجارة الالكترونية من ابناء وبنات السودان، خاصة أن تجربة "كويست نت"  تقوم على نهج الشفافية والوضوح ، ومن خلال شراء سلعة معلومة السعر وتشكل مدخلا لارتياد آفاق التسويق الشبكي، الذي سيفرض وجوده بكثافة  غدا على كل دول  العالم  وبينها السودان شئنا ام أبينا.

علمت أن مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع على نافع مهتم بمعالجة الظلم الذي تعرض له عبد الوهاب أحمد حمزة في حياته بسبب رعايته لعمل شركة تعمل في مجال التسويق الالكتروني ، وقد أثيرت حولها شبهات واقاويل كثيرة بدت  أقرب الى الا ستهداف أ و الجهل بالتجربة  أوالرغبة  في التشدد والمغالاة في الحكم على الناس أو الاشياء، أو تصفية الحسابات، واللهم أعلم.

أشير في هذا السياق الى ان الراحل عبد الوهاب حمزة عندما علم بان تجربة التسويق الالكتروني التي أصبح وكيلا لشركتها في السودان هي محل لغط وتساؤلات و هل هي حلال أم حرام بادر في اول خطوة من نوعها تقوم به شركة في القطاع الخاص  بالتوجه الى مجمع الفقه الاسلامي وعرض عليهم  طريقة عمل شركة "كويست نت" ليستفتيهم في عملها في السودان، وقال لي الراحل في ماليزيا إن  فتوى صدرت في البداية تؤكد أنها  حلال، ثم حدث تراجع بعد ذلك  والقول للراحل الكبير.

أعتقد أن رحيل عبد الوهاب حمزة مظلوما يستوجب فتح هذا الملف مجددا، لأن استمرار الموقف الحالي  يشكل ظلما لآلاف السودانيين والسودانيات الذين يخوضون بجدية وحماس تجربة كويست نت في عالم التسويق الشبكي .

لمن لا يعلم اقول إنني شاركت في مؤتمر كويست نت السنوي الأخير في ماليزيا في يونيو 2009، وشارك فيه الراحل عبد الوهاب حمزة وكوكبة من رواد التجربة في العالم العربي وافريقيا وهم شباب سوداني ، اضافة الى أكثر من ألف سوداني وسودانية شاركوا ايضا في  المؤتمر، وهم جميعا  وجدوا في عالم التسويق الشبكي فرصا لأرتياد آفاق عمل تجاري عصري  نافع ، لكنهم  يتعرضون لمضايقات في السودان من وقت لآخر.

هذه قضية تحتاج الى معالجة من أعلى هرم السلطة في السودان، ومن كل من تهمه مصلحة السودانيين، لأنها القضية  قضية ظلم ، و حان الوقت لتكريم عبد الوهاب حمزة بعد رحيله  من خلال انصافه ورفع الغبن أيضا  عن أسرته وأحبابه  وآلاف السودانيين الغاضبين بسبب موقف  حكومي سوداني "جائر"  ضد آلاف السودانيين والسودانيات ممن  يعتقدون بوعيهم وضميرهم وتجربتهم وخلقهم السوداني والاسلامي  أن  الموقف الحكومي ضدهم هو مجرد "استهداف".

آن الأوان أن ترفع رئاسة الجمهورية في السودان ظلما تعرض له عبد الوهاب حمزة في حياته، ويتعرض له اسمه  بعد رحيله، كما يتعرض للظلم نفسه  أعداد كبيرة من السودانيين داخل وخارج السودان، ممن يخوضون تجربة وآفاق التسويق الشبكي الجاد في شركة "كويست نت" .

 

 أعتقد  ايضا ان الدكتور أحمد  على الامام مستشار رئيس الجمهورية ورئيس مجمع الفقه الاسلامي  سيولي مواجع الراحل عبد الوهاب حمزة  إهتمامه الشخصي، خاصة انه يكن تقديرا واحتراما للفقيد المظلوم.

وبانتظار رفع  الظلم  أقول شكرا لرئاسة الجمهورية التي احتسبت "الخبير والعالم الاقتصادي" عبد الوهاب حمزة، حيث أكدت الرئاسة  أن الراحل  قدم للسودان "الكثير من البذل والعطاء"، وليس غريبا ايضا أن يودع الراحل ويعزي أسرته  عدد من قادة السودان  في الحكم والمعارضة،  وبينهم على سبيل المثال الدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض فور عودته من الدوحة قادما من فرنسا .

برقية: كل عيد و أبناء وبنات الوطن بخير، والعيد فرصة لرفع الظلم  واعادة الاعتبار للمظلومين الأموات والأحياء.

عن صحيفة الأحداث  28- 11- 2009

 

آراء