ايام وليالٍ

 


 

عادل الباز
28 August, 2010

 


لا زالت الأزمة الرياضية تراوح مكانها، ولم يتبق من الزمن سوى ثمانٍ وأربعين ساعة فقط، ولا أحد يعرف إلى أين ستمضي، وليس في الأفق حل على الرغم من المجهودات العظيمة التي تبذلها لجنة البرلمان بقيادة الأستاذ شيلا، التي وجدت قبولاً من كافة الأطراف. المشكلة أن الزمن قد لا يسعف هذه التحركات، لا سيما في غياب الوزير المختص وعدم إحساس الدولة عموماً بالنفق المظلم الذي يمكن أن تدخله الرياضة بسبب هذا النزاع. الحل العملي والوحيد الممكن في الزمن المتبقي، أن ترفع لجنة شيلا الأمر إلى رئيس الجمهورية ليصدر قراراً عاجلاً وعاقلاً بإيقاف كل الإجراءات المتبعة الآن لانعقاد الجمعية العمومية، وتتجمد الأزمة في هذا الحد، ليبدأ البحث عن حلول في مرحلة لاحقة. ليس أمامنا سوى اتخاذ هذا القرار الصحيح في اللحظات الأخيرة.
كمال حسن علي
تصريحات وزير الدولة الجديد بالخارجية كمال حسن علي تنم عن مستوى عالٍ من المسؤولية، وتشعرك بأن كمال كأنه دبلوماسي رفيع يعرف كيف يزن تصريحاته بميزان الذهب. كم أضرَّ التهور بالدبلوماسية السودان. أنا سعيد بنجاح مجموعة الشباب الذين تسنموا الوزارات؛ كوني راهنت على نجاحهم، ولكونهم لم يخذلوني فأداؤهم إلى الآن يشرِّف. الحركة الإسلامية ولود..... ولود.. الله يجازي الكان السبب!!
المعارضة تستعد في ملعب الحركة!!
إذ تصحو المعارضة الشمالية من غفوتها التي دخلت فيها عقب الانتخابات؛ فهذ شيء يُسعد. يسرنا أن تظل المعارضة «مصحصحة» دائماً فلا أمل في ديمقراطية بلا أحزاب متحفزة ومستعدة دائماً لمقارعة الحكومة. الآن تجري الأحزاب استعدادتها لعقد مؤتمرها، وحيث بدأت اللجان أمس في مناقشة القضايا المصيرية التي تواجه البلاد، نأمل أن تكون مخرجات هذا المؤتمر في مستوى التحديات التي نواجهها. ولكن السؤال الذي حيرني: لماذا يجري هذا المؤتمر تحت ظل الحركة والمطلوب في هذا الوقت هو أن تنأى الأحزاب بنفسها عن الاستقطاب لتهيء جواً صحياً في الوطن كله الذي تقول الأحزاب إنها مع وحدته. لا بد أن تُسمع الأحزاب صوتها بقوة لحليفتها الحركة الشعبية، وألا تجعل الحركة الشعبية تستخدمها في أي أجندة انفصالية، إذ أنها ستتحمل وزراً تاريخياً إذا وقعت كارثة الانفصال. ننتظر بفارغ الصبر حراك المعارضة في مؤتمرها ونتائج هذا المؤتمر.. وبكرة نشوف!!
الميرغني أميناً عاماً لهيئة دعم الوحدة
إذا تأكدت موافقة الميرغني على تبوُّءْ منصب الأمانة العامة لدعم الوحدة فلا شك أن بركات شتّى ستحل على المنصب والبلاد عامة ببركة «أبو هاشم»، الشيء الذي يجعلنا نتفاءل بتعاظم فرص الوحدة. لـ «أبو هاشم» صلات ممتدة مع الجنوب منذ أيام الراحل جون. يمكن لـ «أبو هاشم» أن يستثمر قبوله بالجنوب ليدشن حملات الوحدة بنفسه، وبالطبع لن يخذله حلفاؤه القدامى وسيرحبون به بما يليق بالمقام. ولو كنت مكان السيد لذهبت إلى جوبا ونصبت خيمة هناك بالقرب من قبر الراحل جون قرنق ولما بارحت المكان حتى تتحقق الوحدة التي عمل لها الراحل يداً بيدٍ مع مولانا على أيام أسمرا.
اجتماع قمة لإستراتيجية دارفور
لو صح أن أمبيكي وغرايشن وقمباري قد وافقوا واقتنعوا بدعم إستراتيجية الدولة الجديدة لدارفور؛ فإن غازي صلاح الدين يكون قد حقق إنجازاً تاريخياً في مسألة دارفور. فالمجتمع الدولي بعد الرهان على توحيد الحركات اقتنع أخيراً بأن الحركات نفسها لا تمثل ثقلاً مهماً في مسألة دارفور بل أن هناك قضايا داخلية متشابكة في صراعات دارفور المتعددة قبلية وإثنية لا علاقة لها بالحركات التي توجد أغلبها في الشبكة العنكبوتية.
الموافقة على إستراتيجية الدولة وحدها لا تكفي، بل دعمها مادياً ولوجستياً هو المطلوب، وإذا كان مطلوباً من الدولة بسط الأمن في أرجاء دارفور فلا بد من تعاون كل الجهات العاملة على الأرض هناك من أجل إنجاز ذلك. فتعاون قوات (يوناميد) مع الحكومة مطلوب الآن وتوفير الإمكانيات التي تحول دون تفجر الصراعات القبلية والسرعة في إخمادها ضرورة قصوى. موافقة المجتمع الدولي على الإستراتيجية يعطيها مصداقية أكبر ويعزز من مقدرات الحكومة في التعامل مع الحالة في دارفور بكل أبعادها بحرية أكبر. ما يميز غازي أنه قادر على إطلاق الأفكار المبدعة وقادر على إقناع الآخرين بجدواها وأرجو أن يجري الله الخير على يديه بدارفور.
 

 

آراء