باقان أموم لـسودانايل: زيارتنا للقاهرة بدعوة من الحكومة المصرية للتفاكر حول حل الازمة السودانية والدور المصرى فى تجاوزها
20 December, 2009
القاهرة: خاص سودانايل
حوار: عبد الغفار المهدى
فى وقت متاخر من مساء السبت التقيت السيد باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان بفندق سونستا بالقاهرة وتطرق الحوار معه حول العديد من القضايا التى تشهدها الساحة السودانية فى الوقت الراهن وقد استجاب مشكورا رغم ان الحوار امتد معه لما بعد منتصف الليل خصوصا ان هذه الزيارة جاءت عقب الاحداث الاخيرة وقد ضم الوفد كل من السيد دينج الور وزير الخارجية وعضو المكتب السياسى للحركة الشعبية والسيد ياسر عرمان نائب الامين العام ورئيس الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية لتحرير السودان
حدثنا عن سبب هذه الزيارة بهذا الوفد من قيادةالحركة الشعبية؟؟
ذكر سيادته ان هذه الزيارة جاءت بدعوة من الحكومة المصرية للتفاكر حول حل الازمة السودانية والدور المصرى فى تجاوز الازمة خاصة بين الشريكين على ضؤ تدهور العلاقة بينهما نتيجة للخلافات الحادة لعدم تنفيذ اتفاق نيفاشا والتحول الديمقراطى بالاضاقة لمناقشة الجهد المشترك لانهاء الحرب فى دارفور، اللقاء كان مع الوزير عمر سليمان وعدد اخر من القيادة المصرية لم يفصح عنها وتستمر ليوم غدا مع وزير الخارجية.
الحركة الشعبية رغم نجاحها فى قيادة مسيرة يوم الاثنيين الشهيرة الا انها تراجعت عن مواقفها عقب اجتماع اللجنة الرئاسية المشتركة وهذا قتح باب الاتهام بانها لايهمها سواء تحقيق مصالحها فقط وتترك مصالح حلفائها الاخرين؟؟
هذه قراءة خاطئة, الحركة الشعبية لها برنامج واضح وهذا البرنامج تتفق فيه مع غالبية القوى السياسية السودانية ويجد تاييد ودعم من غالبية الشعب السودانى، وهذا البرنامج برنامج وطنى وليس لتحقيق مصلحة للحركة الشعبية , هذا برنامج لتحقيق السلام فى السودان عبر تنفيذ اتفاق السلام لانهاء الحرب فى دارفور ليعم السلام ربوع السودان هذا اولا، ثانيا برنامج لانهاء الشمولية وتسليم السلطة للشعب الذى ينتخب حكومته، ثالثا العمل لانهاء الحرب فى دارفور، بالتالى تنفيذ اتفاقيات السلام وانهاء الحرب فى دارفور والتحول الديمقراطى هذا هو هدفنا دون تراجع من قبل الحركة الشعبية ، فالصراع الذى تقوده الحركة الشعبية لتحقيق هذه الاهداف الثلاثة، وما تم من تصعيد للنضال قى السودان بقيادة الحركة تطوير للنضال الجماهيرى هو لتحقيق هذه الاهداف الثلاثة، جلوس الحركة الشعبية مع المؤتمر الوطنى وقبوله لتنفيذ جزء من القوانيين الضرورية هذا لايعتبر تراجع بقدر ما هو تقدم ، ماتم تحقيقه فى اجتماعات اللجنة الرئاسية المشتركة يشكل مكاسب للقوى الوطنية والحركة الشعبية مازالت هى القوى القائدة للحركة الجماهيرية فى السودان.
اذا كان الامر كما تقول ما هو سبب عدم عودة نواب الحركة للبرلمان؟؟
الاسبوع الماضى تراجع المؤتمر الوطنى وقبل التراجع عن ثلاثة قوانين، الاثنين الماضى قامت قوى الاجماع الوطنى بتحريك مسيرة الا ان المؤتمر الوطنى قام بقمع المسيرة للمرة الثانية ونحن ندين قمع المسيرات السلمية لان هذا يشكل انتهاك للدستور وحقوق الانسان، الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية والاحزاب الجنوبية والتجمع الوطنى هذه الكتل الثلاثة ستقوم بالتصويت للقانون لمواصلة النضال لهذا القانون من داخل البرلمان، وسيتم تقديم هذه القضية للشعب السودانى صاحب المصلحة الحقيقية.
المؤتمر الوطنى صاحب الاغلبية الميكانكية فى البرلمان فكيف يتم ذلك؟؟
بالرغم من ان الاغلبية للمؤتمر الوطنى وبامكانه استخدام الاغلبية الميكا نكية لكننا نتوقع ان يعارض الشعب السودانى هذا القانون الذى ينتخب البرلمان فى ابريل القادم بالتالى سيكون قضية انتخابية ،ولكن كذلك يوجد امل حتى ولو كان ضيئل انحياز عدد من اعضاء المؤتمر الوطنى للقانون والدستور.
حتى الان لم تقم الحركة الشعبية بتسمية مرشحها لرئاسة الجمهورية لماذا؟؟وهل هناك اتفاق بينكم والقوى الوطنية للدخول بمرشح واحد ؟؟
زمن تقديم الترشيحات سيكون فى يناير والحركة لها مرشح, يوجد مقترح لقوى الاجماع الوطنى لاختيار مرشح واحد هى كمبدأ وفكرة من دون حديث.
هل انتم راضون عن عملية التسجيل للانتخابات؟؟
رصدنا تزوير كبير ومخالفات للتسجيل ونعد الان للطعون، نحن مع اجراء انتخابات حرة ونزيهة انتخابات تعبرعن الارادة الطوعية للشعب السودانى.
هل لديكم علاقات خاصة او اجندة اذا صح التعبير مع حزب المؤتمر الشعبى خصوصا بعدمؤتمرجوبا؟؟
مؤتمر جوبا كان لحوار وطنى دعوة من الحركة الشعبية لكل القوى السودانية بهدف بلورة اجماع وطنى لاخراج السودان من خطر الانهيارالحركة الشعبية وكل القوى السياسية السودانية عبر الحوار لنا علاقات مع المؤتمر الشعبى كما القوى السياسية.
البعض يرى فى تواصلك وزيارتك لمشايخ الطرق الصوفية ضرب للمؤتمر الوطنى فى اهم معاقله ورد منك لقوى الانفصال فى المؤتمر الوطنى؟؟
علاقاتى مع الطرق الصوفية ومشايخها والملل المسيحية والملل الاخرى هذا ليس للسياسية ولا عمل سياسى، بل هو من منطلق الاقتراب من الانسان السودانى وقواه الروحية، الطرق الصوفية والملل الدينية المسيحية ساهمت فى بناء المجتمع السودانى وتحقيق التسامح, ونرى ان السودان فى اطار البحث عن امة سودانية جامعة يوجد دور كبير للطرق الصوقية والملل الدينية المسيحية والاديان الافريقية دور كبير فى ترقية الانسان وتشكيل وجدانه لتحقيق النمو الروحى وانعتاق الانسان كجوهر, ورسالة كل الاديان ان تسود الحرية والكرامة والاحترام المتبادل بين بنى البشر كما يقول تحقيقا لمعانى الاية القرانية (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائلا لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم) هذه حكمة السودان نتعارف ونقبل البعض ونكتشف ان نبنى الجسور بالاخر المختلف لنتعارف على الرغم من اننا شعوب وقبائل فى النهاية نحن بشر متساوون بصرف النظر عن النوع او العنصر او الجنس او الدين او اللسان، كل هذه المعانى تنشرها الطرق الصوفية والملل الدينية المسيحية، انا زرت اليابان وفيها زرت مراكز تاملات الانسان البوذية نهتم بالتجارب والقيم الدينية لكل العالم ، البشرية والقيم الانسانية، البوذية والهندوسية كذلك الديانات السماوية بالشرق الاوسط/ انا ارى مستقبل الانسان فى التوحد فى هذه المرحلة روحانيا, فى مرحلة العولمة فى رائى بدأ عصر اذدهار الانسانية، انتهى زمن العنف بدأت حركة بسط السلام فى العالم التفارب بين الشعوب حتى الحدود الفاصلة بين الشعوب تنهار فى اتجاه التواصل.
السودان ليس بمعزل عن ذلك على اساس القواسم الانسانية المشتركة على اساس الحرية والسلام ان تسود فى الارض هذا هو هدفنا الاساسى نريد السلام فى الارض نريد بيئة معافية دون تلوث او احتباس حرارى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.
ماهى رؤيتكم المستقبلية للسودان من خلال تلك الازمات؟؟
لدينا امل كبير وانا شخصيا متفائل ان الحركة الجماهيرية السودانية بدأت فى النمو والتطوروستنتصر فى النهاية.مستقبل السودان يكمن فى حل الازمة السودانية باجندة واضحة وبدأ تحرك الجماهير لحماية هذه الاجندة عبر تنفيذ اتفاقيات السلام بالضغط الجماهيرى سيتحقق السلام فى دارفور عن طريق الاستجابة العادلة لمطالب اهل دارفور لانتهاء الماسى وبتحقيق المصالحة الوطنية فى دارفور وكل السودان وتحقيق الوحدة الوطنية وتحقيق الحرية عبر المطالبة بتسليم السلطة للشعب بحكم القانون يفضى لنظام تعددى ديمقراطى مستقر..لايحيدنا العنف ومن يمارسه نخرج الف ثم الفين ثم مليون ثم عشرين مليون الا ان تتحقق الحرية والسلام سلميا.
المؤتمر الوطنى اذا اختار ان يمارس العنق فهذا خياره نحن قادرون على امتصاص هذا العنق وتحويله لطاقة بناء مثل ما يطفىء الماء النار...النضال الجماهيرى السلمى سيحاصر العنف ويتم بسط الحريات.
المستقبل حامل لبذور الاذدهار وربيع السودان قادم ستنطفىء بؤر الحريق المشتعل وسيتم اخماد العنف وفى النهاية سينتشر الابتسام بعد الصراخ.
بهذه الامنيات والغد الحالم انتهى لقائى العاجل بالامين العام للحركة الشعبية والذى اتمنى ان تكون خاتمته تلك حقيقية ، رأفة بهذا الشعب الذى اعياه ساسته وحولوه الى شعب لاجىء فى اراضى الله الواسعة، فماذا يضيرهم فى ان يعيش هذا الشعب قى امن وسلام
عبد الغفار المهدى
القاهرة