باقان وونتر وليامسون ضد غرايشن! (1-2)
17 August, 2009
1/8/2009
لماذا لا يحب باقان الخير لوطنه!! إذ يأكل العداء من نفس باقان، ويعمي بصره فلا يجد فرْقا بين الوطن والمؤتمر الوطني!!. بالأمس جاء في الأنباء (حث باقان أموم الكونغرس الأمريكي على عدم التطبيع مع السودان، وعدم رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهارب). وأضاف باقان (يجب ألا تتم مكافأتهم قبل تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وإحلال السلام في دارفور). انظر للسياسي حين تضيق رويته ويسعى بضيق أفق للتضييق على شعبه؟. المؤتمر الوطني ظل يحكم البلاد عشرين عاما تحت وطأة هذه العقوبات ولم يتضرر، إنما تضرر الشعب السوداني الذي ظل يدفع ثمن هذه العقوبات منذ 1989 إلى الآن. فأيّ فائدة سيجنيها باقان والحركة الشعبية من إبقاء البلاد رهن الحصار؟. أي سياسي هذا الذي يسعد بدمغ وطنه بالإرهاب زورا؟. هو الكيد السياسي الذي لايراعي منفعة أو مصلحة للوطن. ظل باقان يهدر طاقاته وذكاءه السياسي في دوامة معارك مع المؤتمر الوطني، وداخل حزبه، دون أن يجني شيئا. ما تعلّمه باقان من ساسة الشمال هو أن السياسة هي صراع لا متناهي مع الخصوم أو الشركاء، ولبئس ما تعلمه منهم.
السيد باقان في دوامة صراعاته المحمومة داخل حزبه أضرّ بنفسه، فنأى قطاع الشمال عنه تماما وعن مواقفه، ثم دفع بالقائد سلفاكير لإعادة النظر في قيادته للأمانة العامة للحركة، فعوضا أن يكون أمينا عاما للحركة شمالا وجنوبا، ترك العمل في الجنوب وتفرغ لصراع المؤتمر الوطني في الخرطوم مع وجود ياسر عرمان مسئول قطاع الشمال بالحركة، فأضرّ بنفسه وحركته. بنفس القدر يعمل الآن خارجيا للإضرار بوطنة الشيء الذي سيفقده احترام المسئولين الأمريكيين، إذ لايمكن أن يحترم أحد سياسيا ضارا بوطنه، فللأوطان قيمة يرعاها الأمريكان. هل رأيتم مافعل الشعب الأمريكي في يوم الحادي عشر من سبتمبر2001؟ لبس الأمريكيون علم بلادهم، وسجّلت مبيعات العلم أعلى معدل لها في التاريخ الأمريكي. هذه هي عظمة هذا الشعب، ولذا صنع وطنا عظيما ولكن سياسييهم ليسو كباقان وصحبه، الذين صنعوا بمكايداتهم وطنا موبوءاً بالصراعات والأحقاد والإحن.
في ذات قاعة الكونغرس قبل يوم واحد من إفادات باقان كان السيد روجر ونتر مستشار حكومة الجنوب يبشّر بانفصال الجنوب (وفقا لرؤيتي فإن جنوب السودان لديه طريقان سيسلك أحدهما: وهما إما إن يختار الانفصال عند الاستفتاء، أو أن يجبر على إعلان الانفصال قبل الاستفتاء من جراء عدم الالتزام بتطبيق اتفاق السلام الشامل). انظر لشورة هذا المستشار، لكأن قد جاؤوا به مستشارا لهندسة الانفصال!!. الأعجب من ذلك أن روجر ونتر هذا عضو في لجنة الشئون الخارجية في الكونغرس، لا يتورع في تحريض الكونغرس ضد المؤتمر الوطني عازفا على نفس وتر السيد باقان. قال روجر ونتر منتقدا سكوت غرايشن قائلا: (غرايشن يوزّع الجزرة للمؤتمر الوطني ولايريهم العصا هذه سياسة خاطئة يجب إصلاحها، وخاصة مع حزب عُرف بانتهاك الاتفاقيات)، لم يكتف ونتر بهذا النقد بل هدّد بتقديم استقالته!!. لا أعرف من أين الكونغرس أم المستشارية؟.
فى ذات الجلسة جاءت إفادة مبعوث الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد وليامسون منسجمة مع إفادة باقان وونتر. قال وليامسون: (المؤتمر الوطني سوف يأكل الجزرة ولن يغير من سياساته فعليه (غرايشن رفع العصا). رغم سخف ما افاد به المستشار والمبعوث إلا أنها لم تؤلمني كما آلمتني أباطيل السيد باقان الذي هو من جلدنا، فليس محتملا أو معقولا أن يجر (فوقنا) شوك العقوبات والإرهاب.
السؤال الذي سنطرحه على المبعوث والمستشار هو ماذا أجدى رفع العصا في وجه المؤتمر الوطني عشرين عاما؟. لا شيء. لم تحصل أمريكا على شيء ولم تحقق مصلحة لحلفائها؟، مَن تضرر مِن سياسات أمريكا وعقوباتها؟ هو الشعب السوداني شمالا وجنوبا. ظل المؤتمر الوطني يحكم عشرين عاما والعصا مرفوعة ولم يأكل جزرة واحدة، وظل حيا ممسكا بالسلطة هازئا بالحصار والعقوبات؟. الوقت الوحيد الذي تعاطى العالم مع المؤتمر الوطني إيجابا ورفع الجزرة (رغم أنه لم يأكل منها شيئا حتى الآن) استطاعت أمريكا والعالم أن يحصلا على اتفاقية سلام تاريخية ولذا فإن سياسة رفع الجزرة أتت أُكلها في حين فشلت العصا في تحقيق مكسب واحد للسياسة الأمريكية.
غدا ننظر في إفادات غرايشن في الكونغرس الأمريكي.