بالله وين الجيش حتى يهينوه يا فأر؟
السودان بلد يحكمه أقزام وحمقى.. ومع ذلك الكل يستعرض عضلاته ويمد لسانه ليل نهار..
السياسيون يستعرضون عضلاتهم ويكذبون أمام الجمهور كل يوم..
العساكر يستعرضون عضلاتهم ويطلقون التهديدات الجزافية باستخدام القوة ضد من يعتقدون انهم يهينهم داخليا وخارجيا..!
الميلشيات القبائلية والعقائدية وغيرها.. تهدد بالقتل والتصفية لكل من يتطاول عليها بفتح ملفاتها الخاصة بالإجرام والفساد وولخ، لأنها تفضل أن تكون هذه الملفات في خزائنها مقفولة..!
الإدارات الأهلية هي الأخرى دخل خط التهديدات ولا تسمح اطلاقا بتجاوزها في ملفات سودانية عدة، وإلا فإن لها رأيا آخرا.. هكذا تستعرض عضلاتها..
أئمة المساجد وشيوخ الخلاوي، وحسينيات الحسن والحسين.. هم أيضا لهم رأي استعراضي، وقد رفعوا المصاحف عاليا وعدوا الشريعة الإسلامية خطاً أحمراً..
إذن الكل يستعرض عضلاته- سياسيا أو عسكريا أو دينيا.. والكل يطلق تهديداته تجاه الآخر المختلف، بإخراسه وقطع اللسان..!
ولأن التهديدات كثيرة ومن كل الجهات والاتجاهات، فإن أكثر هذه التهديدات التي تفقع المرارة وترفع ضغط دم الواحد، هي تلك الأتية من (فئران) السودان -أي ما يسمى بالجيش السوداني، الذي أصدر بيانا بايخا يشبهه شكلا وموضوعا، قال فيه يوم السبت 18/7/2020م، إنه شرع باتخاذ إجراءات قانونية ضد الناشطين والإعلاميين الذين وجهوا إهانات“ للجيش.
وأضاف البيان: "القوات المسلحة اتخذت هذه الخطوة بعد أن تجاوزت الإساءات والاتهامات الممنهجه حدود الصبر، وهي ضمن مخطط يستهدف جيش البلاد ومنظومته الأمنية".
وأوضح البيان أنه في مايو/أيار الماضي عين الجيش أحد جنوده مفوضا لفتح البلاغات ومتابعة الشكاوى ضمن فريق بإشراف المدعي العام العسكري.
وأضاف: "تلتزم قواتكم ناصية القانون كما هو ديدنها، ولا تحاول تقييد الحريات أو المساس بحرية الرأي، وإنما تنافح وفق الدستور لصون حقوق أكبر مؤسسة قومية وطنية في البلاد"
عزيزي القارئ..
هذا هو بيان "الفئران".. وهم فعلا جيش من الفئران الخائفة الراجفة.. انهم أسـد على النشطاء والإعلاميين والشعوب السودانية، لكنهم في الحروب نعامـة... ربداء تجفل من صفير الصافر.
** هذا الجيش الذي يهدد النشطاء والإعلاميين.. هرب من مثلث حلايب والشلاتين أمام تقدم قوة صغيرة من الجيش المصري، تاركا وراءه كل معداته العسكرية وأسلحته، وحتى الآن لم تستعاد هذه المنطقة إلى السيادة السودانية..
** هذا الجيش الذي يهدد النشطاء والإعلاميين.. هرب كالفئران من (الفشقة)، بمجرد سماعه خبرا بتحرك الجيش الأثيوبي قواته صوبها، وحتى الآن منطقة الفشقة محتلة وخارج السيادة السودانية..
** هذا الجيش الذي يهدد النشطاء والإعلاميين.. لم يخض حربا خارجية واحدة منذ تأسيسه، بل كل حروبه كانت وحتى اليوم داخلية، ضد مواطنيه دون أي رادع وعقاب.. بمعنى كان ينبغي أن يكون هذا الجيش لو كان جيشا وطنيا، خادما للمواطن لا متعاليا عليه أو محاربا له، وأن لا يتحول من حامي للشعب إلى حامي للحاكم.. لكن التجارب فعلا أثبتت أنه جيش للأنظمة السياسية.
إذن، جيش بهذا التأريخ الأسود من قتل مواطنيه، وبهذا التأريخ من الجُبن والعار أمام الجيوش الخارجية مهما صغرت.. كان عليه أن يخجل من نفسه حتى لا يتم فضحه وتعريته ومطاردته أمام المحاكم الوطنية والدولية بجرائم -الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم أخرى في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور. لكنه للأسف يتمادى ويهرب إلى الأمام بتهديد النشطاء والإعلاميين.
المفهوم الصحيح للجيش الوطني في معظم الدول، ينطلق من حماية المواطن، وصيانة الوطن أرضا وسماء ومياها وانسانا وسيادة أولاً، وتنطلق عقيدته القتالية من هذه الوظيفة الوطنية، مستخدما كل ما توصل إليه من تأهيل قتالي وفني ومهني وعلمي لهذه الوظيفة الوطنية، وأن لا تكون له أي وظيفة تجارية أو استثمارية أو سياسية تتصادم مع مصالح الوطن والمواطنين. لكن جيش الفئران في السودان ليس له عقيدة وطنية ولا يحمي الوطن والمواطن، والحمدلله بفضل الفساد المستشري، له شركات استثمارية كبيرة في كل المجالات (ذهب -بترول -المتاجرة بالعملات الصعبة -الخمور- وولخ).
السودان لا يمتلك جيشا وطنيا ينتمي إلى الشعب ويحمي مصالحة، بل هناك مجموعة من الميليشيات والتشكلات العسكرية التي يحتكر قيادتها مجموعة من الأفراد المنتمين إلى عائلة واحدة، وعلى الأكثر إلى قبيلة واحدة، وصار الدخول إلى هذه المؤسسة وتبوء موقع قيادي فيها بالنسبة لبعض المناطق في السودان أصعب، بسبب سياسة التمييز في الانتماء إلى هذه المؤسسة التي صارت حكرا على مناطق دون سواها، وإذا ما سمح لأبناء هذه المناطق في الوصول إلى تلك المؤسسة، فإن هذه الفرصة لن تتعدى رتبة عسكري جندي.. فهل هذا جيش وطني أم مزرعة وشركة خاصة؟.
البيان الذي أصدره جيش الفئران والجبناء، يعتبر اعلان حرب، ليس فقط على النشطاء والإعلاميين، بل حربا على كل الشعوب السودانية. فلطالما اقدموا على هذه الخطوة الخطيرة جدا بإطلاق التهديدات والوعيد، فالشعوب السودانية التي اسقطت البشير ونظامه، قادرة على وضع هذا الجيش الفئراني في مكانه الطبيعي.. وشخصيا وعدد مقدر من النشطاء والإعلاميين ومحامو -جبال النوبة في كل أنحاء العالم، مستعدون من الآن تحريك دعاوى جنائية، ليس فقط ضد النظام السابق، بل ضد هذا الجيش كمؤسسة عسكرية في الحروب العدوانية الطويلة على جبال النوبة -ابتداءا من عام 1992 حتى الآن. مستعدون لهذا التحدي.. فهل جيش الفئران مستعد؟
bresh2@msn.com