بت المهدي تهجم الرئيس
عادل الباز
29 November, 2011
29 November, 2011
29/11/2011م
قالت الأستاذه رباح الصادق الكاتبة المميزة بصحيفة الرأي العام: إن الرئس علق على قضايا الفساد المثارة في الصحف قائلاً: “إن صحفيا كبيرا أقام الدنيا ولم يقعدها مدعيا أن هناك فسادا في الاتصالات ولما استدعيناه لإثبات الفساد طلع ماعندو مستندات”. هذا الحديث الذي أذاعته الأستاذة رباح بنصه ليس دقيقا، الصحيح أن الرئيس بالفعل قد أشار إلى صحفي كبير عجز عن إثبات قضايا فساد كان يثيرها، ولكن الرئيس لم يشر إلى موضوع الاتصالات. وبما أنني الصحفي الوحيد الذي تدرَّع قضية الفساد في موضوع الاتصالات فإن رأس السوط قد مسني. يبدو أن الأستاذة رباح صدقت الإشاعة القائلة أن السيد الرئيس يعتزم تعييني وزيرا في حكومته القادمة فقررت أن تقطع علي الطريق حفاظا على تاريخي النضالي، ولذا سعت لإفساد العلاقة بيني و بين مؤسسة الرئاسة، ولكنها في الحقيقة هجمتها وهجمتني دون أن تكون هناك وزارة ولا يحزنون.
أما حكايتنا مع فساد الاتصالات والوثائق التي سلمناها الجهات المختصة بل أكثر من جهة و مثلت أمام نيابتين وقدمت عشرات المستندات وما جرى بعد ذلك مضحك سنروي لكم الحكاية قريبا.
الشاهد هو أنني ليس الصحفي المقصود في حديث الرئيس لأن الرئيس لم يشر للاتصالات ولأن الرئيس يعلم عن حقائق الاتصالات و فسادها أكثر مني ومن رباح، ولكن فلتدع رباح ما قلته أنا أو ما قاله ذلك الصحفي الآخر، لندعه جانبا ولنسمع رأي الرئيس فيما إذاعه السيد المراجع العام قبل أيام في تقريره من فساد ظاهر ولا يحتاج لإثباتات أكثر مما وثقه مراجع الدولة المعتمد. هل سمع الرئيس بالمليارات التي تجنب وفي أكثر من جهة؟. هل قرأ الرئيس عن الأموال التي تخرج من بنك السودان ولا تدخل وزارة المالية ولا زالت مجهولة المصير؟.. عشرات الحكايات التي لم يروها صحفي وإنما مرجع الدولة الأوحد في قضايا نهب المال العام.
قضيتنا مع الفساد ومكافحته ثلاثية “وقدها” رباعي. فالدولة تدعونا وخاصة في جموريتها الثانية أن نحارب الفساد وإذا شرعنا معها في حربه (دست) منا المعلومات، وإذا اجتهدنا وكشفنا لها ما وجدناه من فساد بيِّن طالبتنا بوثائق لإثباته، وإذا فعلنا لا نجد عندها قانونا واحدا لمكافحته و معاقبة المفسدين، بل نصبح نحن المتهمون بإشاعة سمعة الدولة و التشهير بالمشروع الحضاري وما إلى ذلك من تلك الفزاعات التي لم تعد تخيف أحدا لا زالت موضة الفساد ترواح مكانها ويبدو لي أن الحكومة لم تقتنع بعد بأن أحدا من منسوبيها يمكن أن يفسد عشرين عاماً، كل الذين مروا على كراسيها صحابة وحتى في دولة الرسول هناك من الصحابة من أفسدوا “ا ويح ثعلبة” ولكن هنا عصابة عديل يعملوهم ليك صحابةً.
عادل الباز