بدور التى رأت حلمها: قصة قصيرة
حسن الجزولي
27 May, 2011
27 May, 2011
حدث فى مثل هذا اليوم
بدور التى رأت حلمها
قصة قصيرة
حسن الجزولي
إلى د. عمر القراي .. المثقف المستنير..
وإلى فيصل محمد صالح .. الصحفي الحر..
وإلى صفية إسحق .. الشريفة الصميمة.
تتمطى بدور فى مرقدها الصغير، قبل أن تفرك عينيها الوديعتين، بقبضة كفيها الصغيرين، تتقلب على جنبتيها، فتعاود عيناها معاينة المكان حولهما، بينما تطرق أذنيها، الأفواج الأولى لضوضاء الحياة، وضجيج الكون من حولها، فى صباح طلعت فيه الشمس من جديد، فتبارت كلاب القرية بنباحها والديوك بصياحها، فى الإعلان الباكر، عن اٍنقشاع سواد الليل، والإفصاح عن خيوط البياض. تتمطى بدور، وتمتمات أمها تأتيها قرب مرقدها، وهى ترفع كفيها النحيليين، متضرعة فى صلاة صبحها، بأبلغ الدعوات، علّ السماء، تحمل صدى الضراعات، لترتد مستجابة برضىً!.
تتمطى بدور فى مرقدها الصغير، تضع كفيها الصغيرين على صدغها، وحلم الليلة الماضية، يطوف بمخيلتها، فى محاولة يائسة، لاسترجاع بعض جزيئيات منه، إلا أن ذاكرتها البكر، لا تتمكن من تجميع مفاصله، من تلافيف الخلايا الشفيفة ، تتثاءب بدور، وينشغل ذهنها، بواجبات يوم جديد فى انتظارها ، فيتبدد الحلم تماماً، كأنما يرتد إلى تلافيف ذاكرتها، كمولود لم يحن أوان طلقه بعد!.
تقوم إلى النار فتوقدها، وتضع ابريق الشاى عليها ، وتقوم إلى مرقد الأغنام، وهى تحمل الإناء فتحلبها، وبينما كانت تمشى، نحو أقفاص الدجاج، لنثر الحبوب عليها، تلاحظ أن أمها، انشغلت بايقاظ ، بقية أخوتها الصغار، بعد أن أنهت، صلوات صبحها ودعائها الذى أودعته، عدالة السماء!.
تعود بدور لموقد الشاى فتصنعه، وبينما تجمًع صغار أخوتها، مع أمهم حول موقد الشاى، تحمل هى إناء الماء، متوجهة كعادتها كل صباح، إلى مورد الماء، لملء الزير الكبير، الذى يحتل جانباً، من ركن الغرفة الوحيدة بالمنزل، مع بعض أثاث متواضع، قبل أن تتوجه مع قريناتها، اٍلى مدرسة القرية، فى الطرف الآخر من الحى.
فى المدرسة تقرأ بدور، من كتابها المدرسى، قصة الفارس، الذى يأتى اٍلى الأميرة السجينة، فى قصرها بفرسه الأبيض، ليختطفها وهى فى ثوب الزفاف الأبيض، ويذهب بها بعيداً، والقرية تتسمع لصوت حوافر فرسه تردد خطفها خطفها خطفها!. ليعيش معها بعيداً، فى سعادة دائمة، وينجبا الأولاد والبنات. تعود ظهراً، فتهش أغنام العائلة الهزيلة، لتنضم لركب نديداتها بالقرية، وهن يتوجهن بالقطيع، بحثاً عن الكلأ بين شعاب أطراف القرية، عله يسكن جوع الماشية الضامرة.
على ضوء السراج، وهى تطالع دروسها، تستهويها جداً قصة الفارس والأميرة، فتتصفح بدور من كتابها المدرسى، قصته مع أميرته السجينة، التى يختطفها من قصرها، على فرسه الأبيض، بفستان زفافها الأبيض، وحوافر الفرس، تردد، خطفها خطفها خطفها!.
تتثاءب بدور، وقد غشى النعاس عينيها الوديعتين، ثم لاتلبث أن تغط، فى نوم عميق، وشفق المغيب يكثف حمرة المكان، بينما كتابها المدرسى بصفحتيه، ينام هو الآخر على صدرها الوثاب.
وبدور التى كان ربيعها، لا يتجاوز الأربعة عشر، تتفتح كبراعم الأزاهر، كانت أنوثتها تفور حسناً ودعة، تثب اٍلى هنا وهناك، بخفة ورشاقة، كانت فى بساطة الحياة من حولها، وكانت ندية نداوة الحقول فى قريتها الوادعة، كان وجهها طفولياً، أقرب اٍلى وسامة الصبا وبراءته، كانت بت سمراء، سمراء سمرة أمها وأخوتها وقومها، وهى أقرب بذلك اٍلى سمرة جذوع التبلدى فى قريتها، باختصار غير مخل ، أقول كانت بت شديدة، لا تثنيها أعباء المنزل اليومية، مع بقية أخوتها الصغار، والتى كانت تتحمل العبء الأكبر منها ، فهو واجبها الطبيعى، الذى ُرهن لها، وكأنها جاءت للحياة لأجل القيام به، لا يشغلها من الدنيا وما فيها، سوى آداء دورها المنوط بها، دون أن يتعكر، صفو وعيها الصغير أو يتذمر. فقط كانت تحلم أحلاماً صغيرة وبسيطة، وكانت هذه الأحلام تفرحها، وتبهجها وتدخل السرور كل صباح جديد، إلى روحها الصغيرة، الوثابة بخفة الصبا ورشاقته، للشمس والحياة من حولها.
إلا أن ما كان يشغل بال بدور، فى ذلك الصباح، وهى تتوجه مع قريناتها، خلف قطعان الماعز، هو حلم الليلة الماضية، الذى عاد من خلف تلافيف الذاكرة، بصور متقطعة، وهو يترآى لها، بين الفينة والأخرى، وعندما مكثت لحين، فى محاولة لإلتقاط ، جزيئيات الحلم الغريب، ولم تستطع إلى ذلك سبيلاً، أفاقت من شرودها، لمعاودة اللهو مع تلميذات المدرسة، اللائى كن يتقافزن ويركضن، ويقهقهن بحبور الصبا الباكر، وهن فى الطريق اٍلى فصولهن. وفى حصة المطالعة، تقرأ بدور بسعادة، بعد أن تشير اٍليها معلمتها، سطوراً من قصة الفارس، الذى يخب بفرسه الأبيض، اٍلى قصر الأميرة السجينة، ليركض بها بعيداً، حيث السعادة التى سيشيدها للصغيرة، وبينما بدور تقرأ سعيدة بصوت عال، فقط ينتفض قلبها الصغير، عند صدى حوافر الفرس، التى تقول خطفها خطفها خطفها!. يخفق وجيف الفؤاد، فيرتجف الجسد النضر، كما الزهر لحظة الرحيق!.
يعلن جرس المدرسة، عن نهاية اليوم الدراسى، فتعود التلميذات الصغيرات اٍلى بيوتهن، ليسرحن بقطعانهن، حيث العشب الأخضر، وبدور تتوسط سرب الصبيات، وهن يترنمن بألحان العواطف المتبرعمة وعذوبة الفرح الطارق لحياتهن! .
قدرت بدور، فى مساء القرية الذى نزل، وهى تهش أغنامها، نحو المنزل، أن حلم الليلة الماضية، عاد بشكل غير مرتب، من تلافيف الذاكرة الندية اٍلى واجهتها، وما أن همت بمتابعة خيوطه، علها تمسك بطرف البداية، حتى فر الحلم وتشتت، ضاع منها، بين تعاريج التلافيف، كحبات المسبحة، فمكثت لبرهة، فى محاولة لنظم العقد المنفرط ، حتى أحست بالداوار، فنهضت من شرودها، وعادت لتجميع بقية القطعان اٍلى مربطها.
حلّ شفق المغيب، على القرية، فسكنت ونامت، فنامت معها بدور، مع هجوع ضوضاء الكون، ورويداً رويداً، تسلل الحلم مرة أخرى، لتستبين فيه بدور، أنها تركض، بثوبها الآبيض والدنيا، كل الدنيا من حولها، إتخذت لون الاٍحمرار، وشفق المغيب، قد كثف من ذلك، وسمعت بدور، حوافر فرس كان وصهيله، يشقان سكون القرية، وسمعت من حولها، أهازيج وأغنيات وضجيج ، وما أن حدقت النظر نحو الفارس، ذى الأنفاس الحارة المتلاحقة، لتستبين ملامح الوجه، حتى نهضت فجأة، كأن مساءاً قد أصابها ، كانت أنفاس بدور تتلاحق، وكان صدر بدور الوثاب، يعلو وينخفض، وقد جفت لهاتها، وكان العرق يتصبب، من كامل بدنها النضر، هبت فزعة من مرقدها، وأنفاس الفارس الحارة تضرب صفحة خدها النضر، فهبت معها أمها جزعة ، معاينة وسائلة، أعطتها جرعة ماء، وتمتمت بآيات قرآنية قصيرة، على رأس فلذة كبدها، وضمتها إلى صدرها لبرهة، عادت بعدها بدور، لمواصلة نومها، بين غفوة وأخرى، حتى طلعت الشمس على القرية. فتقوم اٍلى النار فتوقدها، وإلى الشاى فتصنعه، واٍلى الماء فتورده، واٍلى كتبها المدرسية، لتحملها اٍلى المدرسة، ثم تنضم لركب نديداتها، بعد ظهيرة اليوم، وهى تهش أغنام الأسرة الضامرة، هاشة باشة، بألحان العواطف المتبرعمة وعذوبة الفرح الطارق، إلى حيث الكلاء والمرعى.
تعود مساء اٍلى القرية، وشفق المغيب، قاب قوسين أو أدنى، فوق قبة السماء، فتساعد أمها فى بعض شئون الحياة، قبل أن تهجع، فيعاودها حلم الليالى الماضية، وبين صهيل الفرس الأبيض، ونظرات الفارس المحدقة، وأنفاسه الحارة المتلاحقة، ومحاولاتها فى استبيان، ملامح الفارس المغوار، تنهض بدور من نومها، وكأن مساً قد حل بها، بأنفاس متلاحقة، وصدر وثاب يعلو ويهبط ، وعرق يتصبب، من كامل البدن النضر، فتهرع الأم الجزعة، اٍلى حيث مرقد الصغيرة، فتحكى بدور لأمها، عن حلم الليالى الغريب، وكوابيسها التى لا تود أن تتركها لحالها!.
فى الصباح تأخذها الأم، اٍلى عرافة القرية، عند منحنى الطريق، لتمنحها بعضاً، من تمائم وتعاويذ، تهدئ من روع فلذة كبدها، و لتفسير الحلم الغريب، وقد عُرفت عرافة القرية وسط مجتمعها، بوضوح تفسيراتها، وبنبوءاتها التى لا تخيب. تحكى الصغيرة، ما عنّ لها تذكره، من تفاصيل حلم اليالى الماضية، وتتوقف حول ملامح الفارس، ذى الأنفاس الحارة المتلاحقة، وعرافة القرية تستمع بصمت، وعلى محياها حكمة الشيخوخة، والرأى السديد!، تقوم العرافة بتؤدة، اٍلى حيث صندوقها الخشبى، فتأتى بحزم أقمشة صغيرة ملفوفة، تطلق العرافة، أبخرة ذات روائح نفاذة، وتتمتم ببعض دعوات وتعاويذ مبهمة لحين، ثم تلتفت نحو الأم الجزعة والصغيرة ذات العينين البريئتين، مؤكدة باٍبتسامة راضية ومطمئنة، أن الحلم يحمل اٍشارات مبهجة، وينبئ عن حدث سعيد، يأتى لحياة الصغيرة، فى مقبل أيامها القادمات، فطريقها لابد قد عُبد بالسرور، والفارس لابد عريس، سيأتى من رحم الغيب، محملاً بجاة القبيلة ووجاهتها، أما لون الفرس الأبيض فماهو سوى اٍشارة لفرحة الاٍقتران وسط الأهل والأقارب، فلابد أن مهر الصغيرة، سيغدو حدثاً يحكى به، أهالى القرية والقرى المجاورة، وستمشى بسيرته، لزمن طويل، الركبان فى البوادى والحضر!.
فرحت بدور وابتهجت الأم، التى لم تنس أن تنفح العرافة، بعضاً من مال، وهى التى عُرفت بين أهالى القرية، بحكمة الشيخوخة، و بالرأى السديد، ووضوح تفسيراتها ونبوءاتها، التى لا تخيب!.
تعود بدور لحياتها منشرحة، مطمئنة وراضية، كانت تستيقظ على أطراف حلمها، تعود لموقد الشاى لصناعته، و اٍلى سقيا الماعز بخفة ونشاط ، وبين نديداتها تعاود المدرسة، بروح الصبا ورشاقته، وفى المرعى تترنم معهن، بألحان العواطف المتبرعمة وعذوبة الفرح الطارق، حتى اٍذا ما حل المساء، وانتشر شفق المغيب، فوق قبة السماء على القرية، تكر عائدة مع صويحباتها، بقطعان الماعز، فتهجع عند سكون القرية، وضوضاء الحياة، ليعاودها الحلم المنتظر، تهجع بدور متابعة لتفاصيل الفرح الطارق لحياتها، مع الفارس المغوار، راضية مطمئنة!، غير أنها لا تجد تفسيراً لأمر بسيط ، فى تداعى الحلم، الذى يطوف فى المنام، حيث وما أن تحاول، اٍستبيان وجه اٍبن القبائل، حتى تنهض، وهى تستعيد، أنفاسه الحارة المتلاحقة، وكأن مساً قد حلّ بها، يتصبب العرق، وتجف اللهاة، فيعلو الصدر الوثاب ويهبط ، ولكنها ما أن تستعيد، ماقالت به عرافة القرية، حتى تطمئن روحها الصغيرة، وعرافة القرية عُرفت بنبوءاتها التى لا تخيب، يخفق وجيف الفؤاد، فترتاح نفسها،ويغدو الحلم أمنية تدغدغ أحاسيسها الطرية! فيعاود الهدوء نومها.
يعلن جرس المدرسة، عن نهاية المدرسة، وفى القرية ينضم معيز بدور، اٍلى قطعان النديدات، نحو الكلأ بين أحراش الغابة، عند طرف القرية، وبينما تسرح القطعان هناك، تتجمع الصويحبات للمرح والحبور على صدى ترانيم الحان العواطف المتبرعمة وعذوبة الفرح الطارق!.
وبينما كن يترنمن، بتلك الألحان الجياشة، تترى اٍلى أسماعهن، وقع حوافر تضرب الأرض، وهى تدنو رويداً، لم يعرن الأمر اٍنتباهاً، فى بداية الأمر، ولكن ما يلبث سرب البريئات، أن يتوقف فجاة عن اللهو، لتلتفت أنظارهن، نحو وقع الحوافر التى اقتربت، ثوانى وضباب التراب، الذى عفرته حوافر الخيل، يحول الرؤيا بينهن وبين الحقيقة، ثوانى أخرى، لايلبث ضباب التراب المعفر، أن يتلاشى رويداً رويداً، حتى يستبين المشهد للصغيرات، عن جمع من رجال أشداء أقوياء،اقتربوا من السرب، وقد جاءوا بما أعدوا، من عدة ورباط خيل، بوجوه معفرة عابسة، ملثمين و متلفحين بعمائم ذات الوان قاتمة، ثم وأقل من ثانية، يندفع فيها، الجمع المغير نحوهن، بأعين تقدح باروداً وشرر أدخنة، فيتشتت عقدهن وينفرط ، فزعاً هنا وهناك، بين أشجار الغابة الكثة، ودروبها الضيقة، الوعرة والمتعرجة. كان العويل مرتفعاً، وكان الصهيل مندفعاً.
توقفت بدور، فى تلك اللحظات الخاطفات لبرهة، تتفرس ملامح، أحد هؤلاء الأشداء، ذوى الوجوه العابسة، فلم تستطع اٍستبيان، الوجه العابس، الذى كان يتلفح عمامة قاتمة، غير أنها والفرس الأسود بصهيله الجامح، يندفع نحوها، دون الأخريات، وهى تركض بثوبها الأبيض، كانت ذاكرتها، وقد اٍنتفض جسدها رعباً، تسترجع بوضوح، ملامح الحلم فى لياليها السابقات، وحين رفعت قبضة المهاجم، خصرها الضامر، اٍلى مقدمة ظهر الفرس أمامه، استبانت لها أنفاسه الحارة المتلاحقة، التى تضرب صفحة خدها النضر، وهو ينطلق بها، اٍلى داخل أشجار الغابة الكثة الوعرة مبتعداًً، بينما صرخات نديداتها، اللآتى تشتتن، تأتيها من كل فج عميق!.
عندما طرحها أرضاً، وجثم فوق جسدها المنتفض، ، كانت أنفاس الفارس المغوار، الحارة المتلاحقة، تضرب صفحة خدها النضر، و شفق المغيب الأحمر ينتشر، و ظل الشجيرات الصغيرة التى طرحها تحتها يتناسل، وبينما هو ينهش. كانت ذاكرة بدور تستعيد نبوءة العرافة، التى ما خابت يوماً!، ظل الفارس ينهش، لفترة طالت،وكان صهيل فرسه، يغطى على صرخات، نديدات القرية الصغار، و الفارس ينهش لفترة طالت، كان فيها يمزق سر حلمها، وأنفاسه المتلاحقة، تضرب صفحة خدها النضر، وهو يداوم، على فض أسرار حلم الليالى الطوال، التى بدأت تستبين، رويداً رويداً، لبدور من تلافيف ذاكرتها الندية، وبعد فترة طالت بلغ فيها السيل الزبى، وبينما كان مفترسها، ينهض من فوقها وهو يتصبب عرقاً، بعد أن هدأت أنفاسه الحارة، وابتعدت عن خدها النضر، متوجهاً نحو فرسه الأسود، كان حلم الليالى الطوال، يندفع من تلافيف الذاكرة الندية، واضحاً كمولود حلّ أوان طلقه!، وبينما كانت بدور تحس بالدماء الحارة، تنبجس قاتمة كشفق المغيب، من بين فخذيها، لتلطخ فستانها الأبيض، كان الشفق الأحمر، يحل على قبة السماء فوقها، بينما يترجل عن كبدها قرص الشمس ، وبينما ضجيج نديداتها قد خف، غير بعيدة عنها، سوى أنات وآهات، تصدر منهن بين حين وآخر، كانت بدور وهى ترنو، بعينين دامعتين كسيرتين، لعدالة السماء، تسمع صوت حوافر الفرس المنطلقة، باٍبن القبائل المغوار بعيداُ عنها، بوضوح تحمله الريح للصدى. ظلت بدور مستلقية بعينين كسيرتين دامعتين، وكانت بقايا ترانيم الحان العواطف المتبرعمة، وعذوبة الفرح الطارق، تتكسر نغماً إثر نغم، على شفتيها اليابسين، كانت ذاكرتها تستعيد، نبوءة العرافة التى ما خابت، وكان حلم الليالى الطوال، يندفع من تلافيف ذاكرتها الندية، وصوت حوافر الفرس الأسود، الذى يركض مبتعداً، تسمعه بدور واضحاً، تحمله الريح للصدى.. كان وقع الحوافر وكأنه يردد خطفها.. خطفها.. خطفها.
إنتهت
بريطانيا / 2003- 2006
hassan elgizuli [elgizuli@hotmail.com]