بدوي إتهزم يا رجالة

 


 

حسن فاروق
15 July, 2013

 


اصل الحكاية

بلغة الفوز والخسارة ، إتهزم الوزير الولائي بدوي هزيمة مرة وموجعة بعد إعترافه بشرعية مجلس الهلال وأنهم كما قال ملزمون بالتعامل معه ، وهذه الجزئية مهمة للغاية ، ومهم أن يعرف أنه إنهزم أمام نادي أو مجلس إدارة لنادي وهنا الفضيحة ، وهنا السابقة لأن المتعارف عليه كما ذكرت أمس في هذه المساحة أن الصراعات الرياضية في مجملها كانت بين الاتحاد العام والاندية في إطار التداخل بين القوانين الحكومية وإستقلال الرياضة .
لذا عندما يضع الوزير الحكومة التي يمثلها في هذا المأزق يجب أن يغادر اليوم قبل الغد ، لأنه لايعرف حتي إختصاصاته وفق القانون الكارثي الموجود الآن ، وبالتالي طبيعي ألا يعرف خطورة التدخل السياسي علي الرياضة في السودان ، وللعلم ليست هي المرة الأولي التي يتدخل فيها وزراء الرياضة ولائيين وإتحاديين في الشأن الرياضة بطريقة نحن الحكومة ونحن السلطة والبلد بلدنا والزارعنا غير الله يجي يقلعنا ، قائمة طويلة من هؤلاء الوزراء ووزراء الدولة ، فالحكومة تدعم بشكل مباشر هذه التدخلات رغم النفي الذي يظهر بين الحين والآخر ومن قيادات نافذة في الحكومة والحزب الحاكم ، ولكن علي أرض الواقع تتكرر التدخلات مع كل وزير يأتي ولائيا كان أم إتحاديا .
لدي قناعة قديمة ، يدعمها الواقع أن وزارة الشباب والرياضة تدخل في تصنيف الوزارات ضمن الوزارات المهمشة ، وأعني هنا الاتحادية دعك من الولائية ، إذا وضعنا في الحسبان وجود وزارات سيادية ، ووزارات تأتي في الترتيب ثانيا وثالثا ،وبالتالي وزارة مثل وزارة الشباب والرياضية لا توجد حتي التصنيف الثالث في تقديري ، والشاهد أنها وزارة بلاميزانية ، وإن وجدت لاتكفي مخصصات الوزراء والموظفين ، وهذا الامر ينطبق علي وزراء الرياضة الولائيين ، بل ربما أسوأ ، لأن معظم الحكومات الولائية يشكو قلة الفئران ومعظم الموارد من المواطن .
وبالتالي يبرز هنا سؤال مشروع في العموم لوزراء الشباب والرياضة ( الاتحادية والولايات) ، بالبلدي ( شغالين شنو) في ظل غياب الميزانيات ؟، ومعلوم أن للوزارات خطط وبرامج وإلتزامات تحتاج إلي أموال كثيرة للصرف ، ولوزارات الرياضة والشباب إلتزامات أكبر إذا وضعنا الامر في سلم الاولويات ولكن لأن الاولويات عندنا مختلة تدحرجت هذه الوزارة إلي القاع في هذا السلم .
إذا وقفنا عند هذا القاع أوالتهميش ، يظل السؤال قائما ، (الوزراء ديل شغالين شنو؟) ، بإختصار شغالين زي شغل الوزير بدوي في الرياضة ، وهو يعمل بالنظرية التي تقول أنا أتدخل إذا أنا موجود ، أنا موجود في الاستادات لمصافحة اللاعبين والجلوس في المقصورة إذا أنا موجود ، أنا أعين لجان التسيير والتصريف ، وأنا أحل المجالس الشرعية إذا أنا موجود ، أنا أظهر في المؤتمرات الصحفية وأطلق التصريحات النارية إذا أنا موجود ، أنا ألتقي بمجالس الادارات ، أنا أزور رئيس سابق في مجلس إدارة بمنزله إذا أنا موجود ، أنا أساند وأدعم وأساهم في فك الاشتباكات والصراعات بالوسط الرياضي إذا أنا موجود . أنا جزء من الصراعات إذا أنا موجود.
طيب وين شغل الوزير ؟ سؤال مازال يبحث عن إجابة ، وسيظل يبحث عنها ، وسيظل بدوي الوزير يتدخل في التفاصيل الخاصة بأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ، وسيفجر تلقائيا الازمات والمشاكل كما يحدث حاليا ، لأنه ببساطة في فراغ ، وفي زمن كتير فاضي ، بإختصار مافي شغل . عرفتوا المشكلة وين ؟ لازم اولا نفتش شغل للوزراء ، ودي عايزة ميزانية ، والمفتاح عند النجار والنجار عايز خشب وبدوي إتهزم يارجالة ، إستقيل ياوزير .

hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء