بسم الله الرحمن الرحيم.. ما وراء الدعوة إلى الحوار النوبي النوبي!!..

 


 

 

منذ ثلاثة أو أربع سنوات –أي بعد إعلان الجنرال عمر البشير الحرب العنصرية على جبال النوبة مباشرة ، بدأت تظهر بيانات ومقالات هنا وهناك على المواقع والصحف الإلكترونية تنادي ما تسميه بالحوار النوبي النوبي في الوقت الذي تلقي طيران نظام الخرطوم البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية المحرمة دولياً على رؤوس الأطفال والنساء والعجزة وسط بسالة الجيش الشعبي في الدفاع عنهم. بدأت الحرب العنصرية على الشعب النوبي الأعزل ، وكُنا نعتقد أن أبناء النوبة بمختلف توجهاتهم السياسية ، وبجميع قبائلهم ، سيلتفون حول قيادة الجيش الشعبي التي وضعت على عاتقها مسئولية الدفاع عن أرض النوبة وشعبها العظيم ، إلآ أن قلة انتهازية جبانة فضلت الهروب على البقاء والصمود والدفاع والإستماتة والإستبسال دفاعاً عن الأعراض والأرض ، لتخرج إلينا من وراء البحار والمحيطات ببيانات ومقالات تطعن في شرعية قيادة الحركة الشعبية وتطالب ما تسميه بالحوار النوبي النوبي. والسؤال عن أي حوار وطائرات البشير وصواريخه تحصد أرواح عشرات الآلاف من أبناء النوبة منذ 6 يونيو 2011؟. هذه المجموعة التي تنادي بالحوار اليوم ، تسللت خارج منطقة جبال النوبة في جنح الظلام مع اشتداد الحرب ولم تقدر تضحيات الجيش الشعبي وبسالته في الدفاع عن العرض والأرض ، لكنها تأتي اليوم لتنادي بكل وقاحة وقلة أدب بالحوار. إنهم خونة ومجرمين –سواء كانوا سياسيين أو عسكريين ، ويفترض أن يقدموا لمحاكمات عسكرية عاجلة بتهمة الخيانة العظمى ، لا أن يُتركوا طلقاء يصولون ويجولون في الأرض والماء ، يملاؤن الدنيا ضجيجاً وصراخاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية السائبة ، يتصدرون الصفوف الأمامية للمخربين والمحرضين. تآمرت المجموعة ذاتها بصورة مفضوحة مع نظام البشير ومليشيات الجنحمير والجماعات الإسلامية الإرهابية القادمة من خارج حدود السودان في عام 2013 لهزيمة الجيش الشعبي في جبال النوبة. لكن عندما فشلت هذه الخطة الخبيثة القذرة ، سرعان ما تحولت إلى ظاهرة صوتية خطيرة لها لسان سليط خاصة ما يتعلق بسب وشتم قادة الحركة كـــ(الحلو وعقار وعرمان) وبأقذر العبارات والكلمات والألفاظ القبيحة. لم تتوقف هذه المجموعة عند سلاطة لسانها بالسب والشتم لقادة الحركة ، بل تخطتها لتستخدم كل الوسائل والطرق القذرة للتحريض وبث القبلية والجهوية لشق صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد أن عجز أسيادهم في الخرطوم هزيمتها عسكرياً ودولياً ، ولم يجدوا شيئا سوى الإتيان ببدعة الحوار النوبي النوبي. حوار شنو والحرب التي تدور رحاها في جبال النوبة منذ عام 2011 ليست نوبية نوبية ، وأن مجمل المشاكل التي يعاني منها جبال النوبة لم يتسبب فيها النوبة حتى يدخلوا في حوار مع بينهم لإيجاد حلول لها ، بل يتحمل مسئوليتها حزب المؤتمر الوطني أو المركز عموماً ، ومن أراد استرداد حقوقه فليتحاور معه وليس مع النوبة. يبدو واضحا أن هذه المجموعة العميلة الشريرة تحاول ايجاد موطيء قدم لها في جبال النوبة بعد هروبها من ميادين القتال في حرب 2011 كالفئران واستخدامها أسوأ السياسات التحريضية تجاه الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وقادتها ، لكن هذا ما لا يمكن للحركة السماح لهم به. أ نعم - من يقرأ بيانات ومقالات هذه المجموعة ، لابد وأن تعود به الذاكرة إلى الفترة التي سبقت التوقيع على اتفاقية ( نيفاشا) في 2005 من تحركات للمجموعة ذاتها في العاصمة اليوغندية "كمبالا"، تلك الأحداث المؤلمة كانت أهدافها ضرب وحدة الحركة الشعبية لمصلحة النظام الحاكم في السودان ، كما أهداف الحوار النوبي النوبي اليوم. الحركة الشعبية لتحرير السودان طبعا لا تخاف من إجراء حوار مع أي جهة كانت..لكن يجب أن نضع في الحسبان أن لأي حوار ظروفه وشروطه –فمثلاً لا يمكن أن تدخل الحركة في حوار مع جهة لا وجود لها اصلا إلآ عبر بياناتها على المواقع الإلكترونية. لكننا على أي حال ( نثق بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وبقيادتها ، ونعلم أن من يحمل شعار ثورة الكرامة اليوم هو نوباوي أصيل وإبن البلد. ولكن سؤالي : هل الذين ينادون بالحوار النوبي النوبي هم نوبة بالفعل؟ أليسوا هم من تآمروا مع البشير ونظامه لضرب النوبة في عام 2013 وما زالوا يتآمرون عليه؟. أي حوار هذا مشروعه ودستوره وميثاقه وتاريخه وحاضره ومستقبله حزب المؤتمر الوطني القاتل وأذرعه الأمنية في كمبالا ونيروبي وجوبا والقاهرة ، والأمر والنهي لسفراء النظام؟... أليس من المضحك أن يطل علينا المتآمرين على جبال النوبة ليعلنوا أنفسهم مدافعين عن شعبه وأهله. بدعة البدع أن يسوق هؤلاء أنفسهم كمدافعين عن شعب النوبة وحريته وهم الذين لاذوا بالفرار عند سماعهم لصوت أول طلقة طائشة. وبعد أن برروا لمليشيات البشير وجنجويده أعمال الفوضى والتخريب ، ها هم اليوم يبتدعون بدعة الحوار النوبي النوبي لشق الصف النوبي. جبال النوبة اليوم ليس جبال النوبة ما قبل عام 2011.. جبال النوبة اليوم حر من قيود حزب المؤتمر الوطني ومن تحالف معهم من فاقدي الضمائر من أبناء النوبة.. والجيش الشعبي الممثل الوحيد والشرعي لشعب النوبة يريد أن يحتفظ بهذا الوضع للأبد. إننا نعلم علم اليقين أن أصحاب الحوار النوبي النوبي ليس من همومهم مصلحة النوبة ومستقبله. الأهم عندهم هو تفتيت الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي. ولكنهم واهمون بإعتقادهم أنهم بهذه المسرحية سيئة الإخراج سيشقون وحدة الحركة الشعبية. وإلآ ماذا يريدون قوله لو افترضنا وقوع هذا الحوار النوبي النوبي المزعوم ، أن الناس تعبت من التضحية والنضال وبلاش الدفاع عن النفس؟ ماذا يريدون قوله لخلف در ، وأن الناس في جبال النوبة أنهكتهم الثورة وآثروا القبول بفتات عمر البشير والعيش تحت نظامه كالعبيد والمأجورين ؟ لا أبداً. بالنسبة للجيش الشعبي القضية قضية مصيرية ، فهو على عهده باقي ، متمسك بثوابته وبمبادئه وبأخلاقه وبمدرسة السودان الجديد.  يجب أن نعترف ونحن نرد على أمنجية النظام وكلاب أمنه المنتشرين في أرجاء العالم للأسف الشديد ، بأن من باع نفسه مقابل حفنة من الدولارات القذرة والمسروقة من الخزانة العامة ، لا يستطيع التأثير على وحدة الحركة الشعبية ببياناته ومقالاته. وكل من يعتقد أن بإمكانه أن يحول جبال النوبة إلى إمارات اسلامية داعشية فهو مخطئ. مشروع الحركة واضح ، وهو سودان جديد.. القانون والدستور للجميع من أجل الجميع وفوق الجميع. ختاماً –هذه الدعوة هدفها ادخال البلبلة في صفوف الجيش الشعبي كما اشرت اليه ، ولفتح الطريـق أمـام مليشيات البشير لتنفيذ ما يعرف بحسم التمرد ، سيما والسفاح السوداني قد صرح قبل أيام بالقول أن الأبواب مفتوحة للجميع للجلوس والتحاور وحل مشكلات السودان دون وصاية خارجية، وحذَّر المتمردين من (الإصرار) على حسم القضايا عبر السلاح ، مضيفاً "من يرفض الحوار فقد أذنا بالحرب عليه". سؤالنا دائما وأبدا هو : لماذا لا تفتح هذه المجموعة إذا كانت فعلاً حريصة على مصالح النوبة حوارا مع المؤتمر الوطني أولاً من أجل الشعب النوبي ، إذ هذا الشعـب المسحوق يعاني من شتّى أصنـاف الظلم ، والقهر، والفقر، ويعامـل كقطعـان الغنـم من قبل نظام البشير؟. أما أن يُرفع شعار الحوار النوبي النوبي ، تحت وطأة طائرات وصواريح عمر البشير على رؤوس النوبة ، تحتــ عنوان القضاء على التمرد ، وبسط الأمن والإستقرار ، فهذه والله الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى. والسلام عليكم.. s article.    

bresh2@msn.com

 

آراء