كلام الناس
لست من الذين يتعجلون الحكم على الحكومة المدنية خاصة في ظل التحديات الماثلة التي خلفها نظام الحكم السابق، إضافة لمخلفات الممارسات السالبة التي مازالت تتم في أجهزة الحكم المختلفة.
هناك مؤشرات إيجابية تستحق الذكر مثل حرص رئيس وزراء حكومة الشعب على مشاركة مكونات السودان المتعددة في الحكومة، ومثل المبادرة الطيبة التي قصدها وزراء الشعب وهم يستقلون حافلة جماعية توصلهم للقصر الجمهوري لأداء القسم.
هناك مؤشرات أخرى لمنغصات سالبة بدأت قبل تشكيل الحكومة مثل عرقلة تعيين رئيس القضاء وتعيين النائب العام وإستمرار بعض التصريحات التي لاتخلو من "دغمسة" مثل التصريحات التي أدلى بها الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي عضو المجلس السيادي في إجابته على أسئلة الشباب في المؤتمر الصحافي الذي قدمه الإعلامي أحمد طه في قناة الجزيرة مباشر .
كذلك جاءت بعض التصريحات غير الموفقة في كلمة الفريق أول ركن محمد حمدان دقلو "حميدتي" عضو المجلس السيادي في الإحتفال بالتوقيع على "القلد" بين قبائل النوبة والبني عامر والحباب بترحيلهم قسرياً من مدينة بورتسودان.
ظللنا ندافع عن شركاء الأمر الواقع في الثورة الشعبية ومازلنا نأمل ان يتجاوزوا نهج النظام السابق في الدغمسة وعدم الشفافية و أن ينخرطوا عملياً مع المدنيين في دفع العمل السياسي والتنفيذي لتحقيق تطلعات المواطنين في الديمقراطية والسلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة لهم.
ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف السودانية الوقوف في الإتجاه المعاكس لأن الجماهير الثائرة الواعية قادرة على رقابة وحماية أهداف الثورة لأنهم الحاضنة المجتمعية الفاعلة الأقدر على الحفاظ على جذوة الثورة مشتعلة ومستدامة.
إن حكومة الشعب تدرك حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها وقد شرعت بالفعل في الحراك التنفيذي عبر برنامج أولويات مدروسة تتقدمها قضية وقف الحرب وتحقيق السلام الشامل والعادل بعيداً عن المحاصصة والكاسب الذاتية.
أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك في اللقاء المميز الذي أجراه معه الإعلامي النشط سعدالدين حسن لقناتي العربية والحدث أن التركة كبيرة لكنهم واثقون من قدرة الشعب السوداني العظيم على معالجة التحديات وتخطيها، وقال إننا سنعمل على دفع إستحقاقات السلام ورفع الظلم عن المناطق التي تضررت بالنزاعات المسلحة.
اكد أيضاً أن حكومة الشعب ستعمل على رفع المعاناة عن المواطنين عبر البرنامج الإسعافي ومعالجة الإختلالات الإقتصادية وإعادة الثقة في البنوك وكبح جماح التضخم ومعالجة أسباب إرتفاع سعر الصرف.
جدد الدكتور حمدوك إلتزام الحكومة بقيام القضاء المستقل ومحاربة الفساد والمحاكمة العادلة لكل من أجرم في حق الشعب، واكد أهمية دور الإعلام في كشف الفساد وتعزيز الشفافية، وقال إن جذوة الثورة المتقدة هي صمام الأمان الذي يراقب أداء الحكومة ويحكم لها أو عليها.
///////////////