بشر حاقد على روحه !!

 


 

 

 



مدخل، أورد الفيلسوف السياسي نعوم تشومسكي "لا يوجد شيء اسمه بلد فقير، يوجد فقط نظام فاشل في إدارة موارد البلد" .
بينما قال السيد محمد حمدان حميدتي خلال الأيام الماضية في إحدى خرمجاته "المؤدلجة" أو العفوية، هذه الجملة التي عنونت بجزء منها هذا المقال "نحن ما عندنا مشكلة موارد عندنا مشكلة بشر؛ بشر حاقد على روحه" .
لن نطلب من السيد حميدتي تفسير جملته فهو كبقية من دخل معترك السياسة أصبح "رهين المحبسين" الطموح الشخصي والمصلحة الوطنية!!! وعادة فإن هذين الهدفين لا يتقابلان، بل يسيران في خطين متوازيين متضادين في اغلب الأحيان!!! يبقى على السيد حميدتي أن يحدد موقفه السياسي أو يسكت عن تصريحات مثل "لن نشارك في الحكومة القادمة إذا لم تكن قوية وقادرة على حل المشاكل ومواجهتها"!!! ويمكنه أن يستمع لعروض السيد الصادق المهدي القائل في شهر ديسمبر 2019م "إذا كان حميدتي يأمل أن يصبح رئيسا للسودان فعليه الانضمام لحزب سياسي كمدني أو تشكيل حزب"......."إذا كانت هناك رغبة من الدعم السريع للاندماج في حزب الأمة، فنحن جاهزون لذلك ومرحبون ونتمنى لهم مسيرة ناجحة في تحقيق أهدافهم"!!!.

يبقى السؤال الذي يطرحه الجميع، من يقصد حميدتي بمقولته "بشر حاقد على روحه"؟ هل يقصد طغمة الإنقاذ بشقيها المؤتمر الوطني والشعبي وحاضنتهما السياسية الحركة الإسلامية. أم يقصد أهل اليسار ممثلين في الشيوعيين والبعثيين، أم يقصد الطائفية ممثلة بأحزاب الأمة وتفرعاتها وحزب الاتحادي الديمقراطي وتفرعاته. أم يقصد الحركات المسلحة الأصلية والفرعية والمقلدة لها. أم يقصد القوات النظامية والأجهزة الأمنية. أم يقصد كبار التجار والرأسمالية الوطنية والرأسمالية الانتهازية. أم يقصد الحكومة المدنية الانتقالية، ولعله يقصد المجلس السيادي. أم يقصد كل الثوار والكنداكات، ..الخ.. وعليه يصبح المقصود من مقولة حميدتي مبني للمجهول!!! ولعل الاستثناء الوحيد حتى لا نقول لم ينجح احد، يبقى الاستثناء الوحيد هو قوات الدعم السريع!!!

بعد هذا العرض السابق، دعونا من نظرية المؤامرة وعقلية التخوين، ولننظر للأمور بصورة ايجابية، إذن تعالوا ننفي التهمة المعممة لكل مجموعة أو جماعة أو حتى أفراد يمكن أن يدخلوا تحت كلمة "بشر" خاصة وإنها أسم جنس تفيد الجمع.
تعالوا نثبت العكس تماما، أي أن السودانيين ليس أهل حقد، بل أهل كرم وجود، فنقوم أفرادا وجماعات وأحزاب وحركات مسلحة وشركات قوات نظامية وأجهزة أمنية ودعم سريع وحتى "كتائب ظل" ودفاع وامن شعبي ومنظمات مجتمع مدني وشركات قطاع خاص وقطاع عام، نقوم بالتوقيع على وثيقة شرف بعنوان عكس مقولة "بشر حاقد على روحه"، وليكن مثلا "سودانيون وطنيون وكرماء" . ثم نقوم جميعا بالإعلان الرسمي في القنوات التلفزيونية والإذاعة الرسمية بالإيداع الفعلي لكل أموالنا المتحركة في البنك المركزي والبنوك الحكومية.

نعم، نقوم جميعا بإيداع كل ما نملك من عملات محلية وأجنبية وحسابات بنكية في بنك السودان المركزي والبنوك الحكومية ونجعل وزارة المالية هي المفوض الوحيد من قبل الشعب السوداني للحفاظ على تلك الأموال وتنميتها. وبذلك يهدأ بال الشعب السوداني، و تكسر دائرة الشر ويربط "غول" الدولار ويتجه الشعب أفرادا وجماعات وقوات نظامية وأحزاب سياسية للإنتاج.

من يرفض من حيث المبدأ مثل هذا الاقتراح يكون ضمن الفئة التي وصفها حميدتي "بشر حاقد على روحه" ونعدل عليها من "عندياتنا" "بشر حاقد على السودان وشعبه"!!!

لعل أغنية الفنان الثوري أبو عركي البخيت تلخص الوضع السوداني الحالي.

"صراع محموم
---
ما عرِفنا منو البِحكُمنا الآن
والبلد الصامد
بين المطرقة والسندان
وشعبنا غارق في التوهان
وصراع محموم
مابين التيارات الضد
والضدنا والحاكمة السودان
ومن المفروض بنجيب
حكامنا يديرو بلدنا
ولو اتغفلنا حبيبنا
بضيع من بيناتنا
حنغرس شجراً
بين الشجر
الغرسوا شهيدنا
بدمو الحار
الما جفَّ ومن قبل شهور
ونعدِل بالقانون المطلق
والدستور".

wadrawda@hotmail.fr

 

آراء