بص الوالي وجلاكسي وارغو

 


 

حسن فاروق
22 January, 2014

 


اصل الحكاية

محن إدارة الرياضة في السودان لاتنتهي وتؤكد مع مطلع كل صباح أننا مازلنا نعيش في (كهف) والدنيا من حولنا تنطلق بسرعة إلي الامام ، خاصة الناديين الكبيرين الهلال والمريخ ، أمس وأمس الاول شهدا حدثين طريفين ومحبطين في ذات الوقت ، الطرافة في الرواية ، والإحباط في المفهوم الإداري ، ، الرواية الاولي تحكي عن أن لاعب الهلال النيجيري ستيفن وارغو ( موبايله ما شغال وماقادر يتواصل مع اهله في نيجيريا ) الحصل شنو؟ نائب رئيس لجنة تسيير نادي الهلال الحكومية عبدالله حسن احمد البشير  إشتري لوارغو (حسب الخبر) موبايل جلاكسي بخمسمائة دولار يعني (اربعة مليون) ، الخبر في ظاهره طريف ولذيذ ، لكن معناه محبط ، ويؤكد علي أن مثل هؤلاء الاداريين ، يحتاجون إلي كورسات بأكاديمية تقانة كرة القدم ليتعلموا (ألف باء ) إدارة .
الرواية الطريفة الثانية حدثت من سكرتير نادي المريخ ، الذي كاد أن يتحول إلي ناطق رسمي بإسم جمال الوالي وليس مجلس إدارة نادي المريخ ، فقد أدلي بتصريح غريب عن (بصات الوالي) للزميلة (الهدف) أمس جاء فيه ( البصان تم إحضارهما بواسطة جمال الوالي بمجهوده الفردي ومجلس الادارة لم يساهم فيهما ، هكذا هو الوالي دائما يحب أن يسعد انصار المريخ في كل الاوقات ، وأكد الفريق طارق أن الفكرة أتت وهم في الدوحة حيث خصص الاتحاد القطري باصا فخما لنادي المريخ ليقله إلي أماكن التدريبات والمباريات وكان محل إعجاب الأخ الرئيس الذي فكر علي الفور في شراء باصين ولم يخلف وعده وقام بتنفيذ الأمر في خطوة أسعدت الجميع) إنتهي . نفهم شنو؟ ، الازمة الادارية لاتحتاج إلي إشارة فهي أوضح من الشمس ، إذا أخذنا مثال سكرتير نادي المريخ المدافع بطريقة يحسد عليها عن جمال الوالي ، وإن ننسي لن ننسي الخبر الذي تم تداوله عن دفع المريخ مبلغ مليون وخمسمائة ألف دولار ( 12 مليار بالسوداني القديم) ، وكيف أن الرجل ترك اسم المريخ الذي ورد في الخبر ، ونفي أن يكون جمال الوالي دافعا لهذا المبلغ رغم أن إسم الاخير لم يرد في الخبر لامن قريب ولامن بعيد ، ويمكن أن نلاحظ في هذا الخبر إصرار سكرتير النادي علي عدم مساهمة مجلس الادارة في (الباصين) ، بقوله ( مجلس الإدارة لم يساهم فيهما) ، كنت سأحترم هذه المعلومة لو خرجت من أي جهة عدا مجلس الادارة ، أو أي عضو فيه وعلي رأسهم السكرتير ، لأن التصريح ورد وكأنه يريد قطع الطريق علي أي تصريحات يمكن أن تنسب ( باصين الوالي) لمجلس إدارة نادي المريخ ، مع أن السيد طارق عثمان الطاهر يفترض أنه الناطق بإسم المجلس وليس بإسم جمال الوالي ، وبالتالي عليه التمسك بهيبة المجلس وشخصية أكثر من إهتمامه بفرد في المجلس هو رئيسه ، والذي يفترض عليه أيضا تقديم نفسه من خلال المجلس وليس منفردا ، وهو مايرسخ له بكل أسف سكرتير المجلس ، فهو ليس سكرتير الوالي حتي يعكس تبرعاته ، هناك مكتب إعلام وعلاقات عامة ومكتب تنفيذي ، كلها جهات يمكن أن تقدم مثل هذه المعلومات العادية ، فدور السكرتير أهم من الترويج لرئيس المجلس ، فهو مطالب بقليل من الاحترام للمجلس بدلا من التقليل منه بهذه الصورة .
أما مافعله نائب رئيس لجنة التسيير الحكومة عبدالله حسن البشير ، فحكاية تحتاح إلي تدريس وتعكس العقلية الادارية المبتدئة التي تحتاج كما ذكرت إلي تلقي كورسات في ألف باء إدارة، لأنه بإختصار ليس ملزما بشراء موبايل لستيفن وارغو بخمسمائة دولار ، فاللاعب محترف له راتب شهري ، وإستلم مقدم عقد ، وبالتالي كل مايتعلق بمشترياته أمر يخصه ، إلا إذا قدمه له بصفة شخصية (هدية) ، وفي هذه الحالة لا يستحق النشر ، فقد نشر مع الاسف بطريقة وكأنه أنقذ وارغو من أزمة لاحل لها ، ودي إداراتنا وديل ( إداريونا) .. ياقلبي لاتحزن.




hassanfaroog@gmail.com
////////

 

آراء