بعيدا من السياسة … قريبا من اليوتيوب ..!

 


 

 


لم تعدد عروض السحرة هي الممتعة، الأكثر إمتاعا هي العروض التي تكشف أسرارهم، وهنالك العديد من الفيديوهات في الأسافير تحتوي كل أسرار السحرة تقريبا، كل الألاعيب إنكشفت وصارت المنافسة في إختراع ألاعيب جديدة بغرض تسويقها ثم كشفها بعد فترة، وإلا فإن أصغر طفل من الحضور سيكون قد شاهد الخدع القديمة عبر اليوتيوب في هاتفه الجوال ... أو هاتف أمه عندما ترغب في إسكاته ببعض الألعاب فيطلب منها بكل براءة ... داير الفيديو بتاع أسرار السحرة ..!

طبعا الأم ستحمد الله كثيرا لأنه لم يسمع ولم يطلب "البلاوي الزرقاء" في الإنترنت ... هذا الطفل يمكن أن يضحك على الحاوي أو الساحر أثناء العرض ويقول ... عارفك يا غبي عملتها كيف ..!

لم تعد الكاميرا الخفية هي الممتعة ... الأكثر إمتاعا هي الكاميرا الحقيقية عندما يقع ممثلو الكاميرا الخفية في متاعب حقيقية ... عندما يتلقون لطمات وصفعات وعندما ترغب ممثلة صغيرة ورقيقة تمثيل دور الشيطان وتلبس قناعه في قبو مظلم ولكن ما ان تظهر لها "كديسة" إلا وتصيح وتولي هاربة ..!

لم تعد قرارات الحكام في كرة القدم صحيحة ولو كانت قانونية وملزمة ... لأنه في لحظة حسبان الهدف أو ركلة الجزاء أو التسلل أو أي شيء ... يخطئون وعندما تشاهد الشريط بالسرعة البطيئة تجد الصورة مقلوبة تماما ويفقد الهدف إثارته ... وتفقد كل اللعبة متعتها بالمشاهدة العادية لأن ما تراه ليس هو الحقيقة ..!

باختصار ... "مافيش حاجة حقيقية" ولم تعد الأخبار السياسية هي الممتعة ... الأكثر إمتاعا النكات والقفشات التي تعقب الأخبار ... لقد صار أبطال الأخبار ينتظرون هذه النكات بفارغ الصبر بعد تأدية ادوارهم المعروفة والمحسوبة والمتوقعة وغير المدهشة في الأحداث الجارية ..!

لم تعد الأشياء هي الأشياء ... ورحم الله الفيتوري ... نحن في عالم يتجدد كل يوم وتنكشف حقائقه كل يوم ... انهارت الحدود السياسية أمام المعرفة ... وتهاوت حواجز التاريخ وصار الأساطير التاريخية كلها على طاولة النقد والتشريح والمقارنة بين الروايات ... بل حتى أهم الأحداث في التاريخ يتم حاليا إعادة تفسيرها ومنها مقال قرأته قريبا عن الجدل المتجدد أن الصراع الذي قادته الدول الغربية من أجل تحرير الرقيق سببه الثورة الصناعية وتحول المجتمع من زراعي إلى صناعي وليس حقوق الإنسان ... ولم يعد من المفيد تولي مسئولية إطعام وإيواء الرقيق ... ضاقت المساكن وتبدل نمط الحياة ويستحسن أن يصبح الرقيق مملوكا ومسئولا عن نفسه في نفس اللحظة ...!

البعض يقول ... تم تعديل نظام الرق ولون الرقيق وصارت الإسترقاق بزنس له أشكال جديدة ... ومكاتب معلنة أو عصابات تهريب وفي كل الحالات ... المشتري موجود ... وفي اللحظة التي انتصرت الرأسمالية على الإشتراكية وقالت إن العمل سلعة تباع وتشترى وتخضع لقانون العرض والطلب ... صار العامل نفسه سلعة ..!

ونستمر في كشف ألاعيب السحرة و "الساسة" و "المفكرين" ..!

makkimag@gmail.com
////////////

 

آراء