بقينا بين مطرقة وسندان
كمال الهدي
24 August, 2021
24 August, 2021
تأمُلات
. على المستوى الشخصي، كحال الكثيرين ممن دعموا ثورة ديسمبر بكل قوة حتى قبل أن تولد، أشعر بأننا أضحينا بين مطرقة وسندان.
أما المطرقة فتتمثل في (المقاطيع) ومناصريهم.
فكلما انتقدنا حكومة الثورة بقسوة مدوا ألسنتهم لنا ليقولوا ما معناه " أيعقل أن يكتب مثلكم ما نطالعه".
. وأما السندان فيتمثل في إخوتنا الذين اصطفوا معنا في خندق واحد حتى وقت قريب.
. أقصد تلك الفئة من الثوار المتحزبين أو العاطفيين الذين يلوموننا على انتقاد حكومة يرون أن الواجب علينا أن ندعمها ظالمة أو مظلومة، أي أن نمنح دكتور حمدوك وكادره غير الكفء صكوك على بياض، بحجة أن التركة ثقيلة، وأن أي انتقاد لهم سيفتح الباب لقوى الثورة المضادة.
. مصيبة شنو الوقعنا فيها دي يا أخوانا.
. كتبت مراراً وأعيد هنا أننا عندما دعمنا الثورة كنا نتوق لأن تسود مباديء وتتحقق شعارات لا يمكن أن نحيد عنها حتى ولو كنا نحن الحاكمين.
. ولا أفهم موافقة الناس على منح أي كائن صكوك على بياض تحت أي ظرف.
. من يقبل بأنصاف الحلول لا يمكن أن يكون ثائراً، أو هكذا فهمي على الأقل.
. فشعبنا لم يسع لاقتلاع (المقاطيع) لكي يستبدلهم بجماعات أخرى لا ترى سوى مصالح أحزابها أو حركاتها، بل فعلنا ذلك لكي ننعم بوطن تسوده العدالة ويعمه الاستقرار ويهنأ أهله بالعيش الكريم.
. لن أطلب من أصدقائي الذين يكثرون من معاتبة منتقدي الحكومة الحالية أن يشيروا لنا على ما تحقق من شعارات ومباديء الثورة ولا أقول الرفاه الاقتصادي لكيلا تكون الإجابة " خراب العقود يتطلب وقتاً أطول".
. أسألهم فقط عن الأسس التي تم وضعها طوال الفترة الماضية لكي نشعر بأننا على الطريق الصحيح.
. فشخصي ليس من نوعية البشر الذين يمكن اقناعهم بكلام إنشائي وقائمة منجزات وهمية من شاكلة الانفتاح على العالم الخارجي، احترام رئيس حكومتنا من قبل المجتمع الدولي، رفع الديون.. الخ الأسطوانة المشروخة.
. فالشعب أصلاً لو كان مقتنعاً بشخصية (الساقط) البشير، لما قدم أرتالاً من أكرم شهداء الوطن من أجل تغيير كان من الطبيعي أن تُفرش بعده السجادات الحمراء لرئيس حكومة أعظم الثورات في أي بلد يزوره.
. وأما رفع الديون والقروض فقد قلنا مرات ومرات أن كل ذلك بدون التوجه الجاد للداخل ووضع وانفاذ القوانين والنظم الصارمة لن يؤدي إلى شيء سوى الوعود السراب.
. بلد ما فيها أمن ولا نظم عدلية يستحيل أن تتقدم شبراً وإن امتلكت مال قارون.
. وأستغرب حقيقة لبعض أصدقائي الذين يقولون أنهم مع هذه الحكومة قلباً وقالباً لأنها أتت على أرواح الشهداء، وكأننا لم نقف معهم على استبسال وتضحيات أؤلئك الشفع اليفع الأشجع منا جميعاً.
. ولا أدري كيف يدافع هؤلاء الأصدقاء عن حكومة دكتور حمدوك من أجل الشهداء الذين لا يلوح في الافق اطلاقاً أن لجنة المراوغ أديب ساعية لكشف من أزهقوا أرواحهم مع إن كل شعب السودان يعرف هؤلاء القتلة بالأسماء.
. وعلى ذكر أديب أذكر أنني عندما كتبت بعد تنصيبه رئيساً لهذه اللجنة بيوم واحد وعبرت عن شكوك واضحة في أن يؤدي الدور المطلوب منه دافع عنه البعض وقالوا أنه مناضل جسور دافع عن مظاليم الانقاذ.
. والآن بعد كل هذا الوقت المُهدر عادوا ووقفوا معنا في صف منتقدي هذا الرجل المراوغ.
. لابد أن ننتظر في كل مرة لأشهر وربما سنوات لإكتشاف ما كان ظاهراً منذ الوهلة الأولى.
. وحتى لا أطيل الكلام في هذا الموضوع أرجو ممن يريدوننا أن نتوقف عن انتقاد حكومة حمدوك أن يثبتوا لنا بالدليل القاطع شيئاً واحداً فقط وسنغض الطرف عن كل أمر سواه إلى حين.
. أقصد سيادتنا الوطنية التي أهدرها البشير وأعوانه، فهل أعادها لنا حمدوك والبرهان!!
. نريد هذه فقط في الوقت الحالي لأن كل ما عداها سيرتكز عليها.
. ومن يثبت لي أن قرار هذه الحكومة في يدها وأننا اصبحنا سادة أنفسنا سيجدني أول المهللين لكل ما يأتي من رئيس الوزراء وكادره.
. أما بدون ذلك فأرى أن الحديث عن عظمة الثورة والوقوف مع الحكومة لكونها جاءت على أرواح الشهداء مجرد حبر على الورق وكلام سياسيين يريدون أن يكسبوا به الوقت لا غير.
. وإلا فما قولكم في التالي: " أسر الشهداء تتعرض لضغوطات وتهديد كبير من مدبري قتلة الشهداء.. لجنة أديب كُونت لامتصاص غضب الشعب السوداني ولن تاتي بجديد".
. ما تقدم ليس كلامي، بل نطق به والد أحد أشجع وأكرم شهداء الثورة عباس فرح الذي أُستشهد واقفاً.
. فهل أعان الشق المدني هذه الأسر المكلومة ضد من قتلوا أبناءهم!!
. وكيف يجوز أن نصر على الدفاع عن حكومة حمدوك بدافع الدماء التي سالت والأرواح التي أُزهقت وحق الشهيد ما زال آخر ما تفكر فيه هذه الحكومة!!
. دايرين ترجعوا حقهم كيف بدون رئيس قضاء وفي غياب تام للأجهزة العدلية!!
. عموماً سنظل ندافع عن ثورة السودانيين بالطريقة التي نراها ولن نسكت على العبث والألاعيب واقتسام كعكة الوطن ورهن ارادتنا للآخرين وتسليمهم رقابنا فهذه الأرض لنا.
kamalalhidai@hotmail.com
///////////////////
. على المستوى الشخصي، كحال الكثيرين ممن دعموا ثورة ديسمبر بكل قوة حتى قبل أن تولد، أشعر بأننا أضحينا بين مطرقة وسندان.
أما المطرقة فتتمثل في (المقاطيع) ومناصريهم.
فكلما انتقدنا حكومة الثورة بقسوة مدوا ألسنتهم لنا ليقولوا ما معناه " أيعقل أن يكتب مثلكم ما نطالعه".
. وأما السندان فيتمثل في إخوتنا الذين اصطفوا معنا في خندق واحد حتى وقت قريب.
. أقصد تلك الفئة من الثوار المتحزبين أو العاطفيين الذين يلوموننا على انتقاد حكومة يرون أن الواجب علينا أن ندعمها ظالمة أو مظلومة، أي أن نمنح دكتور حمدوك وكادره غير الكفء صكوك على بياض، بحجة أن التركة ثقيلة، وأن أي انتقاد لهم سيفتح الباب لقوى الثورة المضادة.
. مصيبة شنو الوقعنا فيها دي يا أخوانا.
. كتبت مراراً وأعيد هنا أننا عندما دعمنا الثورة كنا نتوق لأن تسود مباديء وتتحقق شعارات لا يمكن أن نحيد عنها حتى ولو كنا نحن الحاكمين.
. ولا أفهم موافقة الناس على منح أي كائن صكوك على بياض تحت أي ظرف.
. من يقبل بأنصاف الحلول لا يمكن أن يكون ثائراً، أو هكذا فهمي على الأقل.
. فشعبنا لم يسع لاقتلاع (المقاطيع) لكي يستبدلهم بجماعات أخرى لا ترى سوى مصالح أحزابها أو حركاتها، بل فعلنا ذلك لكي ننعم بوطن تسوده العدالة ويعمه الاستقرار ويهنأ أهله بالعيش الكريم.
. لن أطلب من أصدقائي الذين يكثرون من معاتبة منتقدي الحكومة الحالية أن يشيروا لنا على ما تحقق من شعارات ومباديء الثورة ولا أقول الرفاه الاقتصادي لكيلا تكون الإجابة " خراب العقود يتطلب وقتاً أطول".
. أسألهم فقط عن الأسس التي تم وضعها طوال الفترة الماضية لكي نشعر بأننا على الطريق الصحيح.
. فشخصي ليس من نوعية البشر الذين يمكن اقناعهم بكلام إنشائي وقائمة منجزات وهمية من شاكلة الانفتاح على العالم الخارجي، احترام رئيس حكومتنا من قبل المجتمع الدولي، رفع الديون.. الخ الأسطوانة المشروخة.
. فالشعب أصلاً لو كان مقتنعاً بشخصية (الساقط) البشير، لما قدم أرتالاً من أكرم شهداء الوطن من أجل تغيير كان من الطبيعي أن تُفرش بعده السجادات الحمراء لرئيس حكومة أعظم الثورات في أي بلد يزوره.
. وأما رفع الديون والقروض فقد قلنا مرات ومرات أن كل ذلك بدون التوجه الجاد للداخل ووضع وانفاذ القوانين والنظم الصارمة لن يؤدي إلى شيء سوى الوعود السراب.
. بلد ما فيها أمن ولا نظم عدلية يستحيل أن تتقدم شبراً وإن امتلكت مال قارون.
. وأستغرب حقيقة لبعض أصدقائي الذين يقولون أنهم مع هذه الحكومة قلباً وقالباً لأنها أتت على أرواح الشهداء، وكأننا لم نقف معهم على استبسال وتضحيات أؤلئك الشفع اليفع الأشجع منا جميعاً.
. ولا أدري كيف يدافع هؤلاء الأصدقاء عن حكومة دكتور حمدوك من أجل الشهداء الذين لا يلوح في الافق اطلاقاً أن لجنة المراوغ أديب ساعية لكشف من أزهقوا أرواحهم مع إن كل شعب السودان يعرف هؤلاء القتلة بالأسماء.
. وعلى ذكر أديب أذكر أنني عندما كتبت بعد تنصيبه رئيساً لهذه اللجنة بيوم واحد وعبرت عن شكوك واضحة في أن يؤدي الدور المطلوب منه دافع عنه البعض وقالوا أنه مناضل جسور دافع عن مظاليم الانقاذ.
. والآن بعد كل هذا الوقت المُهدر عادوا ووقفوا معنا في صف منتقدي هذا الرجل المراوغ.
. لابد أن ننتظر في كل مرة لأشهر وربما سنوات لإكتشاف ما كان ظاهراً منذ الوهلة الأولى.
. وحتى لا أطيل الكلام في هذا الموضوع أرجو ممن يريدوننا أن نتوقف عن انتقاد حكومة حمدوك أن يثبتوا لنا بالدليل القاطع شيئاً واحداً فقط وسنغض الطرف عن كل أمر سواه إلى حين.
. أقصد سيادتنا الوطنية التي أهدرها البشير وأعوانه، فهل أعادها لنا حمدوك والبرهان!!
. نريد هذه فقط في الوقت الحالي لأن كل ما عداها سيرتكز عليها.
. ومن يثبت لي أن قرار هذه الحكومة في يدها وأننا اصبحنا سادة أنفسنا سيجدني أول المهللين لكل ما يأتي من رئيس الوزراء وكادره.
. أما بدون ذلك فأرى أن الحديث عن عظمة الثورة والوقوف مع الحكومة لكونها جاءت على أرواح الشهداء مجرد حبر على الورق وكلام سياسيين يريدون أن يكسبوا به الوقت لا غير.
. وإلا فما قولكم في التالي: " أسر الشهداء تتعرض لضغوطات وتهديد كبير من مدبري قتلة الشهداء.. لجنة أديب كُونت لامتصاص غضب الشعب السوداني ولن تاتي بجديد".
. ما تقدم ليس كلامي، بل نطق به والد أحد أشجع وأكرم شهداء الثورة عباس فرح الذي أُستشهد واقفاً.
. فهل أعان الشق المدني هذه الأسر المكلومة ضد من قتلوا أبناءهم!!
. وكيف يجوز أن نصر على الدفاع عن حكومة حمدوك بدافع الدماء التي سالت والأرواح التي أُزهقت وحق الشهيد ما زال آخر ما تفكر فيه هذه الحكومة!!
. دايرين ترجعوا حقهم كيف بدون رئيس قضاء وفي غياب تام للأجهزة العدلية!!
. عموماً سنظل ندافع عن ثورة السودانيين بالطريقة التي نراها ولن نسكت على العبث والألاعيب واقتسام كعكة الوطن ورهن ارادتنا للآخرين وتسليمهم رقابنا فهذه الأرض لنا.
kamalalhidai@hotmail.com
///////////////////