(بوكسي) عجيب!!
أشرف عبدالعزيز
15 January, 2023
15 January, 2023
الصباح الجديد -
تشهد الساحة السياسية السودانية مفارقات (عجيبة) هذه الأيام ومنها على سبيل المثال مطالبة رئيس الإدارة الأهلية بولاية الخرطوم المك عجيب الهادي الادارات الأهلية في جميع أنحاء البلاد بإرجاع السيارات و المركبات التي سلمها قائد قوات الدعم السريع للشيوخ والنظار والعمد في الفترة الماضية.
ووجه عجيب رسالة لكل رجال الإدارة الأهلية باتخاذ موقف وطنى تاريخي بعد أن اعلن “حميدتي” ارتهان البلاد للسفارات (حسب زعمه).
وكشف عجيب الهادي أن عدد السيارات التي سلمها حميدتي لقيادات الإدارات الأهلية في الفترة الماضية تتجاوز الفي “بوكسي” وأكد أن قرار ارجاعه للسيارة نهائي ولن يتراجع عنه.
طبعاً حتى هنا الموقف مفهوم ومن حق الزعيم عجيب إتخاذ أي موقف يراه مناسباً سواء بالتراجع عن استلامه سيارة من حميدتي في لحظة (صفا) أو إدانته للتدخل الأجنبي المزعوم.
لكن (العجيب) هو إقحام الرجل للاتفاق الاطاري بين العسكر وقوي الثورة ومعارضته له وقوله بأن اعتراف بعض الإدارات الأهلية به لا يعني اعتراف للجميع.
ليظهر التناقض أيضاً في حديثه بأنهم كادارة أهلية ضد الإتفاق و”فولكر” ، وهاهو اليوم ينفذ مؤتمر حاشد بالخرطوم بعد أن أهاب بالإدارة الأهلية بجميع أنحاء البلاد للتحرك فورا نحو الخرطوم وأضاف ” ما عندنا ليكم حق تذاكر أو مصاريف وكل من له كرامة وعزة عليه أن يحضر من تكلفته الخاصة”.
علاقة المك عجيب بحزب المؤتمر الوطني المحلول لاتحتاج لسبر أغوار لإكتشافها ولكن الجديد هو أنه ما زال يدعم اجندته ومحاولاته الفاشلة في كبح جماح التسوية السياسية ، ويظهر ذلك جلياً في الدعم اللامحدود الذي قدمه الحزب لحشد المك عجيب أمس لإظهاره قوياً وأنه قادر على شق الادارة الأهلية التي أيد غالب قياداتها الاتفاق الإطاري.
ونقطة البداية التي اختار منها عجيب الانطلاق ومن ورائه هي التي ستهزمه فاعترافه بأنه استلم (البوكسي) من حميدتي يخصم من رصيده (الكاريزمي) كما كشفه للزعماء بأنهم استملوا (بكاسي) وعليهم إعادتها يؤلبهم عليه وسيسعون لتفشيل مسعاه وما حدث من انقسام داخل قبيلته والتأكيد على إنه ليس زعيمها الأهلي هز موقفه كثيراً وهو أول قطرة للغيث.
من الواضح وبعد (تحركات عجيب) ثبت تماماً أن المؤتمر الوطني (المحلول) ضرب في مقتل بعد اعلان الادارة الأهلية تأييدها للإطاري خاصة وأنه كان يعتمد عليها في قيادة التعبئة ضد خصومه ويناور بها كآلية (كاسحة) تعزز مواقفه في المنعطفات الحرجة ، ولعل تراجع مسيرات (السبت) تؤكد مدى التأثير الطاغي الذي كانت تقوم به الادارة الاهلية في هذه المعادلة.
بغض النظر عن موقفنا من الدور الذي تلعبه الادارة الأهلية في السودان لكن من الواضح أن وضعيتها إزدادت نفوذا وتعاظماً نتيجة لإقحام الانقاذ للزعامات الأهلية للسيطرة على مفاصل الحكم بالبلاد، وهاهي تعاود الكرة مجدداً بالاستفادة من ذات العناصر لتحملها مرة أخرى لكرسي الحكم ، ولكن يبدو أن (بكاسي) حميدتي قطعت الطريق على الحزب المحلول فقرر اعادة (سيارة واحدة) ولكن بقية (السيارات) لم ولن تعد فهي ذهبت من غير رجعة (وكما تدين تدان) ..أما حشود عجيب فهي موسمية وستنتهي بانتهاء تسليم (البوكسي).
الجريدة
تشهد الساحة السياسية السودانية مفارقات (عجيبة) هذه الأيام ومنها على سبيل المثال مطالبة رئيس الإدارة الأهلية بولاية الخرطوم المك عجيب الهادي الادارات الأهلية في جميع أنحاء البلاد بإرجاع السيارات و المركبات التي سلمها قائد قوات الدعم السريع للشيوخ والنظار والعمد في الفترة الماضية.
ووجه عجيب رسالة لكل رجال الإدارة الأهلية باتخاذ موقف وطنى تاريخي بعد أن اعلن “حميدتي” ارتهان البلاد للسفارات (حسب زعمه).
وكشف عجيب الهادي أن عدد السيارات التي سلمها حميدتي لقيادات الإدارات الأهلية في الفترة الماضية تتجاوز الفي “بوكسي” وأكد أن قرار ارجاعه للسيارة نهائي ولن يتراجع عنه.
طبعاً حتى هنا الموقف مفهوم ومن حق الزعيم عجيب إتخاذ أي موقف يراه مناسباً سواء بالتراجع عن استلامه سيارة من حميدتي في لحظة (صفا) أو إدانته للتدخل الأجنبي المزعوم.
لكن (العجيب) هو إقحام الرجل للاتفاق الاطاري بين العسكر وقوي الثورة ومعارضته له وقوله بأن اعتراف بعض الإدارات الأهلية به لا يعني اعتراف للجميع.
ليظهر التناقض أيضاً في حديثه بأنهم كادارة أهلية ضد الإتفاق و”فولكر” ، وهاهو اليوم ينفذ مؤتمر حاشد بالخرطوم بعد أن أهاب بالإدارة الأهلية بجميع أنحاء البلاد للتحرك فورا نحو الخرطوم وأضاف ” ما عندنا ليكم حق تذاكر أو مصاريف وكل من له كرامة وعزة عليه أن يحضر من تكلفته الخاصة”.
علاقة المك عجيب بحزب المؤتمر الوطني المحلول لاتحتاج لسبر أغوار لإكتشافها ولكن الجديد هو أنه ما زال يدعم اجندته ومحاولاته الفاشلة في كبح جماح التسوية السياسية ، ويظهر ذلك جلياً في الدعم اللامحدود الذي قدمه الحزب لحشد المك عجيب أمس لإظهاره قوياً وأنه قادر على شق الادارة الأهلية التي أيد غالب قياداتها الاتفاق الإطاري.
ونقطة البداية التي اختار منها عجيب الانطلاق ومن ورائه هي التي ستهزمه فاعترافه بأنه استلم (البوكسي) من حميدتي يخصم من رصيده (الكاريزمي) كما كشفه للزعماء بأنهم استملوا (بكاسي) وعليهم إعادتها يؤلبهم عليه وسيسعون لتفشيل مسعاه وما حدث من انقسام داخل قبيلته والتأكيد على إنه ليس زعيمها الأهلي هز موقفه كثيراً وهو أول قطرة للغيث.
من الواضح وبعد (تحركات عجيب) ثبت تماماً أن المؤتمر الوطني (المحلول) ضرب في مقتل بعد اعلان الادارة الأهلية تأييدها للإطاري خاصة وأنه كان يعتمد عليها في قيادة التعبئة ضد خصومه ويناور بها كآلية (كاسحة) تعزز مواقفه في المنعطفات الحرجة ، ولعل تراجع مسيرات (السبت) تؤكد مدى التأثير الطاغي الذي كانت تقوم به الادارة الاهلية في هذه المعادلة.
بغض النظر عن موقفنا من الدور الذي تلعبه الادارة الأهلية في السودان لكن من الواضح أن وضعيتها إزدادت نفوذا وتعاظماً نتيجة لإقحام الانقاذ للزعامات الأهلية للسيطرة على مفاصل الحكم بالبلاد، وهاهي تعاود الكرة مجدداً بالاستفادة من ذات العناصر لتحملها مرة أخرى لكرسي الحكم ، ولكن يبدو أن (بكاسي) حميدتي قطعت الطريق على الحزب المحلول فقرر اعادة (سيارة واحدة) ولكن بقية (السيارات) لم ولن تعد فهي ذهبت من غير رجعة (وكما تدين تدان) ..أما حشود عجيب فهي موسمية وستنتهي بانتهاء تسليم (البوكسي).
الجريدة