بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ليس كافياً
الطيب الزين
13 March, 2023
13 March, 2023
صحيح قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، رحبت بالبيان الذي تلاه الناطق الرسمي بأسم القوات المسلحة الذي أكد الإلتزام بالإتفاق الإطاري كمخرج من نفق الأزمة.
لكن البيان ليس كافياً لغسل العار الذي جلبته لنا الإنقلابات العسكرية.
منذ أول إنقلاب عسكري نفذه الفريق إبراهيم عبود في عام 1958ضد الحكم المدني الديمقراطي الذي كان قائماً وقتها.
من يومها وحتى اليوم الذي صدر فيه البيان مازال السودان رازخاً تحت سطوة الإنقلابات العسكرية!
والإنقلاب الجاثم على صدور على الشعب الآن جاء نتيجة لتعليمات من الخارج ضد حكومة الثورة!
رغم أن حصاد تجارب الحكم العسكري، أثبتت بكل جلاء أنها مصدر الداء والبلاء.
والسودانيين يقولون: " المعضيه دابي بخاف من مجر الحبل"
أي من لدغه ثعباناً يوما ما يخشى من أثر جر الحبل.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، خلال سنوات الست عقود المنصرمة من تاريخ إستقلال السودان في عام 1956، كم من ثعابين سامة لدغت الشعب؟
وكم من وحوش كاسرة نهشت في جسد الوطن لصالح جهات خارجية؟
وكم من طاغية وعميل طأطأ رأسه لتلك الجهات؟
وكم من فاسد فرط في ثروات البلد؟
وكم من حرامي سرق من المال العام بلا رغيب أو حسيب؟
وكم من الأبرياء قتلوا بلا ذنب؟
وكم من بنات وأبناء الشرفاء السودان تعرضوا للتعذيب فقط لأنهم طالبوا بحقهم في أن يحيوا أحراراً في وطنهم؟
وكم من فاسدين نافقوا وزروا من أجل وسخ الدنيا؟
وكم من أرتشى؟ وكم بنى عمارة وإمتطى سيارة فارهة من خلال مد يده للمال العام؟
وكم من القرى تعرضت للإبادة؟
وكم من حرائر السودان تعرضن للإذلال والإهانة في عهد الطاغية الضلالي عمر البشير ؟
وكم من الرجال الذين فقدوا كرامتهم وطأطئوا رؤوسهم للطاغية عمر البشير الذي فرط في وحدة البلد وأفرط في الفساد؟
أعرف تماماً، لا أحداً ممن وقفوا وراء إنقلاب 2021/10/25. وإنقلاب 1989، سيجرؤ على الأجابة على هذه التساؤلات، لكن مع ذلك أطرحها حتى أبيّن الصورة لهم حتى يروا وجوههم الملطخة بالعار، الذي لطخ سمعة بلادنا وشوه تاريخها المشرق الذي سطره الرجال الأبطال والنساء الباسلات.
منذ الثورة المهدية وحتى يومنا الحاضر الذي يقف فيه الوطن من أقصاه إلى أقصاه بكل عنفوان ضد المؤامرات التي تحاك في الداخل والخارج ضد الثورة للحيلولة دون بلوغها مداها وتحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والسلام.
إنطلاقاً من تلك التساؤلات أقول أن بيان القوات المسلحة ليس كافياً،
لأنه خلى من الإشارة إلى السبب الأساسي من وراء الأزمة التي جلبت لنا العار كما حدث في عهد نظام الإنقاذ المجرم الذي كرس الإستبداد ووطن الفساد في مؤسسات الدولة المختلفة، وفرط في وحدة السودان، ولاذ بالصمت تجاه إحتلال حلايب وشلاتين!
السودانيين والسودانيات، قلوبهم حارة لا يقبلون بالذل والعار، ولا بأساليب اللف والدروان وحركات الإستهبال، التي يمارسها البعض بأسم القوات المسلحة.
السودانيين الشرفاء والسودانيات الشريفات قدموا الشهيد تلو الشهيد من أجل واقع جديد خالي من الطغاة الذين جلبوا لنا الذل والعار.
الحكام الطغاة الفاسدين يريدون من الشعب أن يكف عن التحديق في الشمس لرؤية الواقع كما هو بكل بشاعاته وخساساته وتفاهاته!
يريدون أن يجعلوا من الشعب مجموعة من الطراطير والصراصير والبراغيث التي تعيش في شقوق الأرض وزوايا الغرف المعتمة!
يريدون أن يجعلوا الشعب مجموعة من القطيع يهشها وينشها حاكم طاغية صرصور!
تتحكم فيه جهات خارجية من بعيد بالريموت كنترول لنهب خيرات وثروات البلد!
لكن هذا لن يحدث بعد الثورة العظيمة التي ملكت الشعب مفاتيح الوعي وفتحت عيونه لرؤية الواقع السياسي والإقتصادي والأمني كما هو بلا روتش.
السودانيين والسودانيات في الداخل والخارج يريدون من قوات الشعب المسلحة بياناً قوياً ينتصر لشرف المؤسسة العسكرية أولاً ويغسل عنها العار الذي ألحقه بها الطاغية عمر البشير وحاشيته الفاسدة، ويوفوا بقسم الدفاع عن الوطن براً وبحراً وجواً بالأفعال والمواقف.
بيان يعبر عن أسف القوات المسحلة التي كانت مجرد أداة في أيدي الطغاة لقهر إرادة الشعب.
بيان يساهم بحق وحقيقة في دعم نضال الشعب السوداني لغسل العار الذي لطخ الوجوه وشوه الأشياء!
بعد الثورة العظيمة كنا وما زلنا نأمل أن تثور المؤسسة العسكرية لشرفها الذي دنسه الحكام الطغاة، الذين جعلوا من السودان البلد الغني بالموارد الطبيعية والمعادن، دولة فقيرة تستجدي الدعم والعون من الآخرين!
بعد الثورة نريد من القوات المسلحة بياناً قوياً يدعم الثورة وأهدافها النبيلة في الحرية والعدالة والسلام وإصراراً وإيماناً منها بضرورة تحول مدني ديمقراطي قائم على التداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة بين جميع أبناء وبنات الشعب السوداني، وبناء جيش وطني قادر على تحرير حلايب وشلاتين وبسط سيطرته على كامل ترابه الوطني.
كلمة أخيرة، على المستوى السياسي والمعرفي والثقافي، ثمة ذاكرة عميقة حية في أذهان السودانيين، ملئ بجرائم النظام السابق، وبقاياه الذين هم على إستعداد للخضوع للإرادة الخارجية والتفريط في ثروات البلد لصالح المافيا العالمية التي تتشكل من مجموعة دول وشركات متوحشة لنهب ثروات الدول والشعوب الضعيفة تحت لافتة العولمة، في ظل النظام العالمي الحالي القائم على إزدواجية المعايير
عاش السودان حراً ديمقراطياً.
لكن البيان ليس كافياً لغسل العار الذي جلبته لنا الإنقلابات العسكرية.
منذ أول إنقلاب عسكري نفذه الفريق إبراهيم عبود في عام 1958ضد الحكم المدني الديمقراطي الذي كان قائماً وقتها.
من يومها وحتى اليوم الذي صدر فيه البيان مازال السودان رازخاً تحت سطوة الإنقلابات العسكرية!
والإنقلاب الجاثم على صدور على الشعب الآن جاء نتيجة لتعليمات من الخارج ضد حكومة الثورة!
رغم أن حصاد تجارب الحكم العسكري، أثبتت بكل جلاء أنها مصدر الداء والبلاء.
والسودانيين يقولون: " المعضيه دابي بخاف من مجر الحبل"
أي من لدغه ثعباناً يوما ما يخشى من أثر جر الحبل.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، خلال سنوات الست عقود المنصرمة من تاريخ إستقلال السودان في عام 1956، كم من ثعابين سامة لدغت الشعب؟
وكم من وحوش كاسرة نهشت في جسد الوطن لصالح جهات خارجية؟
وكم من طاغية وعميل طأطأ رأسه لتلك الجهات؟
وكم من فاسد فرط في ثروات البلد؟
وكم من حرامي سرق من المال العام بلا رغيب أو حسيب؟
وكم من الأبرياء قتلوا بلا ذنب؟
وكم من بنات وأبناء الشرفاء السودان تعرضوا للتعذيب فقط لأنهم طالبوا بحقهم في أن يحيوا أحراراً في وطنهم؟
وكم من فاسدين نافقوا وزروا من أجل وسخ الدنيا؟
وكم من أرتشى؟ وكم بنى عمارة وإمتطى سيارة فارهة من خلال مد يده للمال العام؟
وكم من القرى تعرضت للإبادة؟
وكم من حرائر السودان تعرضن للإذلال والإهانة في عهد الطاغية الضلالي عمر البشير ؟
وكم من الرجال الذين فقدوا كرامتهم وطأطئوا رؤوسهم للطاغية عمر البشير الذي فرط في وحدة البلد وأفرط في الفساد؟
أعرف تماماً، لا أحداً ممن وقفوا وراء إنقلاب 2021/10/25. وإنقلاب 1989، سيجرؤ على الأجابة على هذه التساؤلات، لكن مع ذلك أطرحها حتى أبيّن الصورة لهم حتى يروا وجوههم الملطخة بالعار، الذي لطخ سمعة بلادنا وشوه تاريخها المشرق الذي سطره الرجال الأبطال والنساء الباسلات.
منذ الثورة المهدية وحتى يومنا الحاضر الذي يقف فيه الوطن من أقصاه إلى أقصاه بكل عنفوان ضد المؤامرات التي تحاك في الداخل والخارج ضد الثورة للحيلولة دون بلوغها مداها وتحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والسلام.
إنطلاقاً من تلك التساؤلات أقول أن بيان القوات المسلحة ليس كافياً،
لأنه خلى من الإشارة إلى السبب الأساسي من وراء الأزمة التي جلبت لنا العار كما حدث في عهد نظام الإنقاذ المجرم الذي كرس الإستبداد ووطن الفساد في مؤسسات الدولة المختلفة، وفرط في وحدة السودان، ولاذ بالصمت تجاه إحتلال حلايب وشلاتين!
السودانيين والسودانيات، قلوبهم حارة لا يقبلون بالذل والعار، ولا بأساليب اللف والدروان وحركات الإستهبال، التي يمارسها البعض بأسم القوات المسلحة.
السودانيين الشرفاء والسودانيات الشريفات قدموا الشهيد تلو الشهيد من أجل واقع جديد خالي من الطغاة الذين جلبوا لنا الذل والعار.
الحكام الطغاة الفاسدين يريدون من الشعب أن يكف عن التحديق في الشمس لرؤية الواقع كما هو بكل بشاعاته وخساساته وتفاهاته!
يريدون أن يجعلوا من الشعب مجموعة من الطراطير والصراصير والبراغيث التي تعيش في شقوق الأرض وزوايا الغرف المعتمة!
يريدون أن يجعلوا الشعب مجموعة من القطيع يهشها وينشها حاكم طاغية صرصور!
تتحكم فيه جهات خارجية من بعيد بالريموت كنترول لنهب خيرات وثروات البلد!
لكن هذا لن يحدث بعد الثورة العظيمة التي ملكت الشعب مفاتيح الوعي وفتحت عيونه لرؤية الواقع السياسي والإقتصادي والأمني كما هو بلا روتش.
السودانيين والسودانيات في الداخل والخارج يريدون من قوات الشعب المسلحة بياناً قوياً ينتصر لشرف المؤسسة العسكرية أولاً ويغسل عنها العار الذي ألحقه بها الطاغية عمر البشير وحاشيته الفاسدة، ويوفوا بقسم الدفاع عن الوطن براً وبحراً وجواً بالأفعال والمواقف.
بيان يعبر عن أسف القوات المسحلة التي كانت مجرد أداة في أيدي الطغاة لقهر إرادة الشعب.
بيان يساهم بحق وحقيقة في دعم نضال الشعب السوداني لغسل العار الذي لطخ الوجوه وشوه الأشياء!
بعد الثورة العظيمة كنا وما زلنا نأمل أن تثور المؤسسة العسكرية لشرفها الذي دنسه الحكام الطغاة، الذين جعلوا من السودان البلد الغني بالموارد الطبيعية والمعادن، دولة فقيرة تستجدي الدعم والعون من الآخرين!
بعد الثورة نريد من القوات المسلحة بياناً قوياً يدعم الثورة وأهدافها النبيلة في الحرية والعدالة والسلام وإصراراً وإيماناً منها بضرورة تحول مدني ديمقراطي قائم على التداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة بين جميع أبناء وبنات الشعب السوداني، وبناء جيش وطني قادر على تحرير حلايب وشلاتين وبسط سيطرته على كامل ترابه الوطني.
كلمة أخيرة، على المستوى السياسي والمعرفي والثقافي، ثمة ذاكرة عميقة حية في أذهان السودانيين، ملئ بجرائم النظام السابق، وبقاياه الذين هم على إستعداد للخضوع للإرادة الخارجية والتفريط في ثروات البلد لصالح المافيا العالمية التي تتشكل من مجموعة دول وشركات متوحشة لنهب ثروات الدول والشعوب الضعيفة تحت لافتة العولمة، في ظل النظام العالمي الحالي القائم على إزدواجية المعايير
عاش السودان حراً ديمقراطياً.