بيان قيادة الشرطة وسيناريو أفلام الآكشن الهوليودية .. بقلم/ عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
29 October, 2022

 

كبسولة:-
البرهان : يفهم السياسة من فوهة متاهته
حميدتي: يفهم السياسة من فوهة بندقيته
مناوي: يفهم السياسة من فوهة نرجسيته
جبريل: يفهم السياسة من فوهة إسلامويته
أردول: يفهم السياسة من فوهة ذهب ثروته
هجو : يفهم السياسة من فوهة تقمص لمبيته
***
أبشركم بهم وبما فيهم ، حتى لاتشغلوا أنفسكم بهذه الترهات والخزعبلات ، ألتي أصبح يفرزها العقل الإسلاموي المغيب الظلامي ، فما أصدرته قيادات الشرطة ذات العقل الكيزاني ، في البيان الأُعجوبة المسلوبة ، الذي لا يخضع في حيثياته حتى للمنطق البسيط الذي يتعامل به الطفل مع الموجودات الحيوية من حوله ، و حتى لانخدش سوية وعقلانية ، هذا الطفل المسكين ، ونتهمه بما ليس فيه ، فلنمد بصرنا إلى ذلك العقل البدائي ، في منشائه الأول ، حين بدأ يدب في الأرض ، ربما على أربعاته ، ومع ذلك ، كان يفكر بالعقل الكامل والمنطق السليم ذلك الفعال ، حيث أوصله أول ما أوصله لإكتشاف النار الذي تطور بعدها ، حتى وصل إلى ابتداع مبتكرات الخيال العلمي ، الذي نافسه حتى بل زاحمه ، عقل الخيال الغيبي ، وكان النصر دائماً للأول ، ومثاله ما استدعاه خيال بيان قيادات الشرطة ، من مرقده ، المأخوذ من أفلام الآكشن الهوليودية ، وإن مال بها كثيراً إلى أفلام الآكشن البوليودية ، ولن أكرر لكم كل ما قدمه البيان من حكي مفصل ودقيق ، إنما اجتزئ منه بعضه ، فقليله يكفي لسيناريو الفيلم السينمائي المعروض حديثاً في دور العرض التي سبق وهدموها ( يقول البيان ، أننا نتعامل مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة تتبنى العنف والتخريب ، بزي موحد ، يلبسون خوز ، كمامات، نظارات ويحملون ، أدوات كسر وقطع ، تتبعهم دراجات نارية ، بتسليح كامل وموحد بالدرق والغاز والملوتوف والخوازيق الخ....) من نص بيانهم بالحرف الواحد . يؤكدون كل هذا كان موجوداً ومرصوداً من جانبهم ، في مواكب مليونية 25 اكتوبر الماضي ، وبما أني لا أريد التشويش عليهم في هذا البيان الغرائبي ، وأقول لهم لماذا لم تلقوا القبض عليهم ، وهذا دوركم ومناط حكمكم ، ومنشأ وجودكم ، ومصدر أجوركم ، ولكني أريد مواصلة قراءة ما تحت سطور سيناريو هذا الفيلم ، المنتج بكفاءة متدنية ، عن عقل الخيال الغيبي ، لما كان في مواكب النصر السلمية المتواصلة سلميتها لأربع سنوات مضت ، وبالإصرار حتى الآن وإلى أخريات قادمات وأكثر ، وثوارنا جاهزون إلى الذهاب حتي آخر المشوار وحتى النصر ، ولهم بالمرصاد وتطبيق مقولة ، إن عدتم عدنا إذا لزم أمرهم ومن يواليهم من التسونجية . وقد رأوا كل مواكب السنوات الأربعة السلمية بنهاراتها ولياليها ، والتى لم يرى فيها أحداً من الداخل أو الخارج ، إلا الدروع الخشبية المقتطعة من بعض "ضلف" الشبابيك الخربة وأبواب المنازل الآيلة للسقوط ، وذلك لحماية هؤلاء السلميين لأنفسهم ، من قذف القنابل الدخانية والصوتية ، وإن فشلت دروعهم الحربية البدائية في حمايتهم من رصاص الشرطة ، كما السيل المنهمر أو المنحدر كما يردد مغنينا ، فقد استشهد المئات ، والذي تسبب فيه هذا الخلل الحربي الكبير ، بفعل السلمية ومدرعات الحماية البدائية ، التي أتى بها هؤلاء السلميين من بيوتهم حين شلعوها من منازلهم والبيوت الخربة ، ولم يستوردوها من مصانع الأسلحة الحربية الخارجية ، لتحميهم من الموت ، ولكن هيهات ، فظل الرصاص يجندلهم واحداً بعد الآخر ، ليحمله البواسل في يوم غدهم الباكر صورة معلقة على صدورهم يعلنون بها شهدائهم ، ويجعلونها ، حافزاً ودافعاً واصراراً لمواصلة معارك النصر غير المتكافئة ، ولا عاصم لهم رغم درقاتهم ( المسماة دروعهم في بيان الشرطة) التي يحسبونها مدرعات مستورده خصيصاً من مصانع الأسلحة المتخصصة عالمياً ، ولا تدري الشرطة أنها صناعة غاية في البساطة والمحلية ، وإن كانت مصنوعة لاغراضها كأبواب للبيوت الهرمة ونوافذها الخربة ، فحولوها لأغراضهم السلمية لحمايتهم من بطش الشرطة لحماية شبابهم المستهان به ، من قبل من لا يرحم .
أقول لكاتب هذا البيان الآكشني الهوليودي المطعم ببهارات الشطح البوليودي ، أن ما أفرزته الحداثة من وسائل ، لاكتشاف الحقيقة المعقدة ، دعك من الحقيقة البسيطة التي فشلت الشرطة ، بقيادتها الكيزانية ، ذات العقل المغيب ، أن تراها ، فقد أوجدت ما ينقل لكل ما يحدث على أرض الواقع في لحظته ، وتحويله إلى صور وأحداث وفيديوهات وفضائيات ، تنقله طبق الأصل ، تصل حد نقل ، حتى دبيب النمل على الأرض ياهذا المغيب عن العالم ، لكي يراه كل ذي عقل وأذنين وعينين ، مجسدا أمام ناظريه وناظريك ، أين هذا من البيان الذي رأت فيه قيادة الشرطة ما صوره لها عقلها المريض ، من خيالات وأوهام لا يتصورها ، حتى ذلك المغيب بذاته أو المدمن لكل أنواع المخدرات ، في الدنيا ، مَن كتب هذا البيان يا ترى ، ومَن صاغه ، هل هو من بني الإنسان وليس من بني الجان أو الحيوان فقد فاق هؤلاء جميعهم في القدرات الخارقات . أظن أنه الشخص الثالث الذي يتهمونه دائما بعظائم الأمور ، وجلايلها ، إنه قطعاً ذلك الكائن الهوليودي أو البوليودي الذي شكلته العبقرية السينمائة وأطلقته من عقاله وعصره ، الضاربة في القدم الظلامية والعدمية ، حيث انقرضت ثم أحيوها من وحيهم . كيف لقيادات الشرطة النظر لهذه المواكب ، بهذه العين المتفردة ، "كما رأى قوش تلك الفتاة التي أخرجت كلاشنكوفاً من شنطتها وقتلت به الشهيد الطبيب بابكر معالج جرحى المواكب يومها" ، تلك العين التي رأت ما لم تره أعين الملايين داخل أجيج المواكب ، وضجيجها ، المشغولة ،حناجرها بهتافات الوعي الجديد وبالأناشيد التقدمية ، والقصائد الثورية ، مصحوبة بالأغاني السندسية ، والمشغولة قبضة أياديها المرفوعة ، بعلامات نصرها القادم ، مهره دماء شبابها شاباتها ، أطفالها وصباياها ، التي تهدرها الشرطة برصاصها وشظايا قنابلها الصوتية ، وتلك المبعثرة دخانها في رئات الناس أجمعين ، من هو داخل الموكب أو خارجه ، وحتى من هو لا زال جنيناً في بطن أمه .
وياقاريئ العزيز والآخرين قد قلت في بداية المقال أن لا تشغلوا أنفسكم بهذا البيان ، الآكشني الهوليودي المطعم ببهارات الفيلم البوليودي ، اقول الآن خذوا حذركم ، فقد عودونا أصحاب الفكر الظلامي الدموي الإسلاموي ، على كل جديد ما كان على بال ، انظروا لكل ألاعيبهم ومؤامراتهم الخبيثة ، منذ أن مرروا على الشعب كلما أرادوا تحقيقه ، منذ تمريرهم لإنقلابهم ، المسمى انحيازاً للثورة ، حتى إنقلابهم كامل الدسم ، الذي سلمهم السلطة من جديد ، بلا وازع من حياء أو خجل أو ضمير ، استردوا به كل ما سلبوه ونهبوه وسرقوه ، من أموال الشعب ، وأنقذوا رقاب مجرميهم من المحاكمات العادلة ، ولم يكتفوا ، بالمسح الإستيكي والدوشكا والبمبان ، كل شعارات الثورة ، إنما دلفوا دون حياء ، الى العودة لتطبيق كل ممارساتهم المتدثرة نفاقاً بما"هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه" ، أنظروا حولكم ألم يعيدوا قانون النظام العام من جديد ، في شكل الشرطة المجتمعية ، ألم يصدر منسوبيهم في الجهاز التنفيذي ومختلف مؤسسات الدولة ، ما يروقهم من قرارات تعيد للدين مجده أو تُرق كل الدماء ، دينهم ذلك القطاع الخاص المقطتع من نزواتهم ، وليس دين الله ورسوله ، الذي يعرفه ويعتنقه المسلم اياً كان موقعه .ألم يصدر مدراء الجامعات فرماناتهم القرقوشية بمواصفات مكشوفة مقاصدها وأغراضها ، منها ما يحق لبسه وما لايحق لبسه ، وهذه المرة "زودها حبتين" ولم كتفوا بحجاب الطالبات ومنعهن من لبس البنطال وما شابهه ، وإنما ذهبوا لحجاب الطالب وهو شعره الرباني ، وأجبروه بقصه وإزالته من جذوره ، أما زيه وطريقة ارتدائه لملابسه ، فحدث ولا حرج ، وقليلاً قليلاً يخططون للدخول بهذه الطريقة النمرودية للمجتمع عن طريق دينهم المبتدع ، وبعدها يعودون بنا للنهب المنظم ، والتخريب الممنهج ، وتعود حليمة لي قديمها ، وكأننا ياعمرو ، لا شبابك ولا شاباتك ، لا شفاتتك لا كنداكاتك قد انجب وعيهم وصمودهم وبسالتهم ، حين نجحوا في صنع أعظم ثورة في القرن الجديد وما سبقه ، حيث كانوا يأملون من ورائها بناء سودانهم الجديد الذي يحلمون .
أقول في الختام تذكروا بيانهم ، وأحذروه ، فهم وضعوه سيناريو في خيالهم المريض ، ولكن لن يكون بعيداً ، أن يتحول إلى فيلم كامل الدسم ، فلازالت لديهم ، كامل أدوات إخراج الفيلم ، من كتاب وكتائب ظل ودفاع شعبي وتسعة طويلة وغيرها من التشكيلات المليشية المسلحة ، جاهزة لتكون الكمبارس داخل المواكب ، لا ليمثلوا ، وإنما ليطبقوا على الواقع سيناريو قيادة الشرطة المطلوب منهم من داخل المواكب ، وينسبونها للثوار ، أحذروهم ينتظرون الموسم والتوقيت ، المناسب لعرض الفيلم على الجمهور ، وعلى صالات العرض ، في مواكب الشوارع التي لاتخون ، وهيهات لهم ، ترقبوا حيث يرد لهم الصاع صاعين ، هذا الجيل الراكب رأس ، ويصرخ في وجوههم المتآمرة كما كنا نصرخ أمام أصحاب السينمات في زماننا الفات( سينما أوطنة أدونا فلوسنا) والثورة مستمرة والردة مستحيلة والنصر آتِِ آت .

omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////////

 

آراء