بيعة نافع … وتهديد مندور المهدي
نقطة ... وسطر جديد
اول مرة نسمع ان البيعة عند المسلمين يمكن ان تتم لاكثر من شخص غير الحاكم وفق احكام الشريعة الاسلامية ، والتي تنص ان لا بيعة سوى للوالي – امير المؤمنين – لكن مع بدع جماعة المؤتمر الوطني ، فانه يمكن ان يبايع المواطنين اي نافذ حتى وان كان معتمد محلية .
وبالامس تمت بيعة اسموها ( بيعة كتيبة النصر ) ، وهي توازي ( الكتيبة الاستراتيجية ) التي ابتدعها الرئيس الاسبق جعفر نميري لمواجهة اضراب عمال السكك الحديدية في اوائل الثمنينات وهي التي انهت حكمه ، واليوم يعيد الدكتور نافع علي نافع ذات الهمة لمواجهة الثورة الوشيكة على حكمه ، بل تواعد بمنازلة الجماهير والقوى السياسية اذا ما رفعت عقيرتها للتغيير ، ولم تفت على نافع التدثر بكلمات الجهاد القديمة ، حيث قال ( هذه الكتيبة لا تصلي العصر الا في بني قريظة ) - المصدر صحيفة الراي العام الصادرة في 23 مارس 2011- و يقصد ببني قريظة دولة اسرائيل ، ويعني نافع من قولته تلك ان كتيبة البيعة ستقوم بتحرير الاراضي الفلسطينية حتى القدس ، وسنرى كم ستأخذ هذه الرحلة حتى القدس التي يتنازع عليها العرب مع ( بني قريظة ) منذ اكثر من ستين عاماً ، وما هي الامكانيات التي لدى دولة نافع المسلمة ليحقق حلمه ذاك ، ولماذا فشلت حكومته حتى الان من السيطرة على دارفور ؟
وقال نافع في ذلك الاحتفال ( ان الولاء لله اكبر من الولاء للتنظيم والجهة والرئيس وان القوى السياسية تعلم انه لا إله في واشنطون او لندن او باريس ولا اي موقع من مواقع الارض ولا ذلة ولا استكانة ولا خوف الا من الله ) ، على من يضحك الدكتور نافع علي نافع ؟ والم يكن هو احد الذين فاوضوا الحركة الشعبية في نيروبي باشراف المجتمع الدولي الذي يعني تلك العواصم التي ذكرها ، وسبق لنافع ان زار ( اله لندن ) في اواخر التسعينات ، ومعروف ان نائب الرئيس علي عثمان ذهب الى فجاج الارض للتفاوض مع الحركة الشعبية واخرها نيويورك العام الماضي ، كما ان نافع نفسه ذهب الى ( اله باريس ) وهو منكسر لكي تتوسط له فرنسا لحل قضية دارفور ، والمدهش ان الرجل حصل على درجة الدكتوراة من ( اله واشنطون ) ، عن اي اله يتحدث الان نافع علي نافع ، وهو من سعى لتلك الالهة منذ بواكير شبابه وحتى الان ؟
ومن جانبه توعد دكتور محمد مندور المهدي نائب رئيس المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم، القوى السياسية المعارضة بالسحق ومحوها من على وجه الأرض إن حاولت الخروج – لكنه تراجع بعض الشئ والقى اللوم على الصحف وهي الشماعة الدائمة لذلات السنتهم بانها اخرجت حديثه من السياق – ولكن هي الفكرة التي يقوم على حزب المؤتمر الوطني بسفه الاخرين والانتقاص منهم ، وقد شن مندور المهدي على المعارضة هجوماً لاذعاً ( الراي العام 23 مارس 2011 ) ، وتهديدات مندور غير عن كونها خطيرة فانها توضح درجة التوتر الذي بلغه قادة المؤتمر الوطني ، وبالطبع هي تهديدات جوفاء لا تقتل ذبابة .
والغريب ان ذات الرجل في تهديده ذاك يخاف من شبكة التواصل الاجتماعي من على الانترنت ( الفيس بوك ) ، حيث قال في تلك البيعة ( نقول لشباب الفيس بوك من اذيال الشيوعيين والشعبيين ان الكتابات التي تكتب على صفحات الانترنت لن تحرك قيد انملة في مواقفنا ولن تستطيع هز رمشة في اعيننا ) ، ويقصد بالشعبيين انصار حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الشيخ حسن الترابي الذي اودعه تلاميذه ومنهم مندور المهدي في الاعتقال منذ اكثر من شهرين ، وهو الاعتقال السادس بعد ان نشقوا عليه ، وطبعا رموش قادة المؤتمر الوطني وعيونهم تجحظ بعد الثورات التي يشاهدونها في المنطقة العربية والتي بدأت شرارتها من على الفيس بوك والانترنت ، وهذه الثورات قادمة ولن يستطع مجاهدو نافع ومندور المهدي فعل شئ لايقافها ، لان الجماهير ستطاردهم ( زنقة .. زنقة ) .
mostafa siri [mostafasiri@yahoo.com]
