بين الجنائية وغزة والفرز بين معسكري الفائزين والخاسرين !!!!

 


 

 

زفرات حرى
الطيب مصطفى

سؤال برئ أبدأ به مقالي لهذا اليوم هل كانت أمريكا وأوربا ممثلة في دولتيها الاستعماريتين فرنسا وبريطانيا سينبسون ببنت شفة أو لو كانت الحكومة السودانية معترفة باسرائيل أو لو كان السودان به قاعدة أمريكية حتى لو قام البشير بإبادة شعب دارفور عن بكرة أبيه أو قل كل شعب السودان؟!
بربكم أي عدالة تلك التي تخضع تماماً لأمريكا والدول الاستعمارية عبر آليتهم محكمة الجنايات الدولية وتحاكم السودان بالرغم من أنه ليس عضواً في تلك المحكمة وعندما تجد أمريكا أن النظام الأساسي للمحكمة لا يتيح لها أن تحاكم شخصاً تبغضه تستخدم آليتها الأخرى (مجلس الأمن) المصمم في هذه الخالة لإحالة الناشوين الخارجين على سلطانها ..تستخدمه لإحالة ذلك الشخص أو تلك الدولة إلى المحكمة الجنائية؟!
إنها العدالة الأمريكية العرجاء التي تحاكم رؤساء الدول رغم أنف شعوبهم وترفض محاكمة مجرد جندي لأنه أمريكي !! العدالة الظالمة التي هوت بأمريكا وتهوى بها الآن إلى القاع تماماً كما فعلت بعاد وثمود وغيرهما من الحضارات والأمم الظالمة التي حكى عنها القرآن الكريم وقال عنها رب العزة سبحانه (وتلك القرى اهلكناها لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) لذلك فانني أقسم بأن أمريكا استحقت العقاب الإلهى بما ظلمت وعربدت وطغت وبغت وتطاولت وقالت بلسان الحال والمقال ما قالته عاد من قبل (من أشد منا قوة) وعندما تجاوزت كل مبادئ العدالة واستعبدت العالم وصبت عليه حماً من جورها وطغيانها وجبروتها
لذلك لا غرو أن يعلن الشيطان بوش عن الأزمة المالية التي ضربت أمريكا ثم العالم ن بعد في ليلة وترية من ليالي شهر رمضان المبارك حيث ليلة القدر التي أجزم بأن هناك الكثير من من الأيدى المتوضئة قد ارتفعت تدعو خلالها على أمريكا بأن ينزل عليها بأسه كما انزله على فرعون وقارون وعاد وثمود.
ما أصح قول أهلنا في مثلهم الشعبي (الأختشوا ماتوا) فقد ضحكت عندما شاهدت الناطق الرسمي الأمريكي يتحدث من خلال قناة الجزيرة عن (ضرورة محاكمة من ارتكبوا جرائم ضد الانسانية) إنها والله مهزلة العدالة العرجاء التي تجعل البعض يرى القذي في العيون الحوراء النظيفة ولا يرى الاشجار في عينيه !!
بربكم هل يسئ إلى البشير عند الله أن يكون عدوة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل ؟! وهل أساء إلى الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أن اليهود والنصاري والمشركين والفرس والروم كانوا يناصبونه العداء؟!
هل كانت حركة حماس على الباطل عندما وق ضدها الاسرائليين والبريطانيين والفرنسيين والدول العربية الخائفة المستسلمة لأعداء الأمة ؟ أيهما يا تري أقرب إلى الله وإلى مرضاته سبحانه حماس والمقاومة أن أبي مازن وسلطته المتحالة مع العدو الصهيوني؟!
نعم.. لقد أحدثت قضية المحكمة النائية فرزاً وتمييزاً واضحاً بين معسكرين وهو ذات الفرز الذي أحدثته قضية العدوان على غزة رغم أن غزة شهدت مولد حور مؤتمر الدوحة الذي كانت مواقفه إزاء العدوان على غزة أكثر قوة من الموقف تجاه قضية الجنائية خاصة فيما يتعلق بالموقف الشعبي العربي والاسلامي خارج السودان.. اقراوا بربكم قول الله تعالى وهو يحكي سبحانه عن الفرز والتمييز بين  معسكري الناجحين والخاسرين (ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض قيركمه جميعاً قيجعله في جنهم أولئك هم الخاسرون).
وها هو عمرو موسى أمين عام "المرحومة" الجامعة العربية الذي اشعر بالغثيان عندما آراه يتحدث في الشأن السوداني والعربي ..ها هو يقول إنهم بصدد اليام بمحاولة لاقناع مجلس الأمن بتعليق _مجرد تعليق_ توقيف البشير وقال بعد ذلك لقناة الجزيرة .زأي أن مجرد تعليق قرار الجنائية صعب!!! يا سبحان الله!! لماذا تفوه الرجل بهذه العبارة الأخيرة ؟! أما كان من الممكن ان يسكت عنها ليواري موقفه ومواقفه المخزية التي حطم بها الجامعة العربية أو كاد.
والله لو كان الأمر بيدي لطلبت من عمرو موسى أن يكف عن التدخل في الشأن السوداني.
أواصل

 

آراء