بين الصمت الانتخابي والصمت الإطاري هناك حكايات .. بقلم / عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
18 January, 2023

 

المخابرات المصرية : يسألكم المواطن السوداني بندية أين وزارة الخارجية يامصر أخت بلادي .
المخابرات المصرية : سيأتي وزير الخارجية سامح شكري متأبطاً بيمينه ذات ملفكم الأمني .
المخابرات المصرية : نحن لا نعني الوزير بشخصه بل أن تكون العلاقات بملف دبلوماسي لا أمني .
***
بين الصمت الإنتخابي والصمت الإطاري هناك حكايات :
سأحكي لكم حكايتين وأنا أتوجه بالحديث لأعزائنا في "قحت" فحبل الود بيننا لازال فيه عشم ، وإن كان قصيراً وليس طويلاُ .
الحكاية الأولى :-
عن كائن اسطوري ، وهو من فصيلة الزواحف السبتية وهو( يوم من أيام الأسبوع تتجمع فيه هذه الزواحف ، تشكي حال كونها منقرضة) .. وحجيتكم ما بجيتكم .
هناك "تنين" من الأساطير الشعبية موجود أثره في كل ثقافات شعوب العالم ، يحكي عنه في بعض الثقافات أنه ينفت من خياشيمه نارأ من اللهب حارقة وخارقة ، وفي بعض الثقافات الآخرى ، يطير لينفث سمومه القاتلة والمدمرة ، بحكم أنه ينتمي لفصيلة الزواحف . إلا أن الذي سوف أحكي عنه هنا ، به كل مجموع هذه الخصائل مجتمعة ، لكنه يزيد عليها بخصلة زميمة أخرى ، فهو من النوع الذي يستبدل رأسه ، بآخر ، يكون دائماً أكثر شراسة من الرأس الأول ، المنزوع عنه الدسم ، فإذا فقد رأسه الأول المسمى ، بالمؤتمر الوطني ، فإنه لا يبحث كثيراً ، فسريعاً ما يستبدله ، بالرأس الثاني الذي تسميته في أساطير الأولين وليس الأقدمين ، بالتحالف الإسلامي العريض ، ومتى تم نزعه ، فالرأس الجديد جاهز ، لمواصلة العمل والعودة من جديد لإثبات وجوده المنعدم ، وهو عند أساطير بعض الثقافات ، يسمونه نداء أهل السودان ، وهناك في ثقافات بلدان أخرى يوجد عند (تنينهم) عدة رؤوس ، إحتياطي ، لزوم الخوف والحذر ، من الإنقراض نهائيأً من بيئته التي "قنعت منه ظاهراً وباطناً" وهو من الزواحف النادرة التي يعافها ويخافها العالم المسالم ، حتى في أساطيره الشعبية ، فهو لذلك يواصل التحايل على وجوده ليجد مقبولية ما ، من أي جهة كانت ، حتى ولو من إبليس نفسه ، وبكل الوسائل والأساليب الملتوية التي تربى عليها وهو فطيم ، ومن شاكلة رؤوسه في بعض أساطير الثقافات المتعددة ، ما يعرف بالمؤتمر الشعبي ، ومعروف أنه ظل رأساً نادماً بقية حياته ، حين شارك التنين الأكبر والأشرس في حكومته الثلاثينية وهي تحتضر ، وآخر بإسم الإتحادي الأصل ، وسمي هكذا خوفاُ من دمجه برؤوس إحتياطية أقل شراً منه ، وهلعاً من الإنقراض هو الآخر ، حيث أنه يتغذي من ثدي أم غير أمه الأصل . كما يوجد ، مايسمى بالحركات المصلحة ، لأنها أصلحت نفسها ، بكل ما خف وزنه ، وغلا ثمنه ، بدءاً من الكرسي الدوار ، حتى تخليص سيارات العيال من الجمارك عصية المنال ، أما الأخريات "أسكت كِب ما تعد" بدءاً مِن مَن إسمه تِرك مَرق وليس مِرق ، والأرادلة الأبرار ، جامعي ذهب المعز ، وسيفه في جفيره جاهز لحرب الأحراش ، وهجو وعسكوري وجوقتهم فهؤلاء جماعة يا فيها يا نطفيها .
فقط ما يقلق في الأمر ، أن هناك ، رأس متردد ، يعيش بين البينين ، "كراع بره وكراع جوه" ويسمى (قحت) وينتحل إسم الحرية والتغيير ، جرت محاولات حثيثة لضمه لنادي (التنين) الزواحفي ، ذو الرؤوس المتعددة ، ولكن تتجاذبه ، جزرة من هنا وعصا ، من هناك ، ومن جهات متنفذة في السلطة ، ومن خارجها ، يماليها لأنه ترك خلفه سنده ورأسماله الثوري ، كما هناك بعض رؤوس أساطير ثقافات الشعوب المتنوعة ، فبعضها موافق عليه ، وقابلاً بضمه اليه ، بل ومرحباً به عساه يروضه كما سابقته الإنتقالية . وجمعهم المتكتل ، وأولهم ما يسمى ، باللجنة الأمنية ، يؤازرهم بعض مسميات دول المخابرات الشقيقة ، وغير الشقيقة.
ومن الجهة المقابلة ، وبعيداً عن رؤوس التنين الشريرة ، تتجاذبه أطراف أخرى ، بعضها من داخل بيته ، وأخرى أغلبها من خارجه ، وهي جميعها أندية ثورية ، تركها خلفه ، ورغم ذلك تريد له الحفاظ على مفاصله سليمة ، لمواصلة اللعب النظيف ، في هذه المباراة الحاسمة . وإلى هنا إنتهت الحكاية الأولى.

الحكاية الثانية:-
فكما بدأنا بالأولى ، نقول "حجيتكم ما بجيتكم" ونزيد فنقول "خيراً جانا وجاكم" فهو مجرد إقتراح ، تعاوني ، لأني من المؤمنين بنظام التعاونيات !! ، أما هذا التعاون الذي إقترحه ، فأنا نفسي صاحب المقترح "ما راكب لي في رأسي" لأني من أباء وأجداد الجيل الراكب رأس"، وإلى المقترح وأمري لله .
طبعاً جميعنا على علم تام ، بما يسمى بالصمت الإنتخابي ، وهو إجراء قانوني تسنه الديمراطيات الراسخة ، في الديمقراطية ، وحتى تلك غير الراسخة في الديمقراطية تسنه وتشرعه ، بغرض ذر الرماد في العيون .
مقصود هذا القانون ، الطلب من المتصارعين المتنافسين في الوصول للسلطة ، أن "يهدُّوا" اللعِب لعدد من الأيام لا أكثر ، يتوقف فيها اللاعبون ، عن ممارسة أى نشاط دعائي ، لصالح اي جهة متنافسة . وهذا ما أود تطبيقه على إقتراحي هذا ، غير المؤسس علي يقين في إمكانية تطبيقه .
ورغم أني نفسي غير مقتع بأقتراحي هذا ، لكن نكاية في شلاقتي ، أود عرضه رغم أنفي شخصياً ، والمنطق والموروث . وهو أن نطبق قانون الصمت الإنتخابي ، غير الساري في ملاعبنا ، تلك التي تتميز باللعب الخشن ، لذلك أرغب في تشريعه وسَنِه قانوناً غير ملزم لأحد ولا حتي لنفسي ، خاصة في هذه المباراة الحامية الوطيس ، في ميدان المشهد الرياضي عندنا (أقصد المشهد السياسي) ولكن بمسمى آخر هو ( الصمت الإطاري) وعلى الجميع العمل بموجبه ، ومن جانبي اتحدث إلى فريقي الذي إنتمي إليه وأشجعه . أقول لهم أن يؤجلوا معركة شهر الجدولة القادم لمدة أسبوعين فقط لا غير ، يمكن أثناءها مواصلة التدريبات اليومية الساخنة في دافوري الأحياء والحارات ، وسهر الدجاج ولا نومه .
وبعدها يجب أن يُرِين الصمت الإطاري ، على الجميع ، دون نشر أي سيرة ، عن المباراة الجارية على قدم وساق ، بين الفرقاء ، وذلك لثلاثة اسباب :-
السبب الأول : وهو المهم ، لإبداء حسن النية في تشجيع فريقنا بالأخلاق التي تشبه ثورتنا .
السبب الثاني : وهو الأهم ، ليعطي هذا الصمت ، فرصة للاعبين ، ضد هذا الإتفاق الإطاري من جماعة الثورة المضادة الذين يلعلعون في الشاشات ليلاَ ونهاراٍ ، لكشف تهديداتهم المستمرة ، بأنهم إذا لم تشملهم هذه المباراة جميعهم دون فرز ، بما فيهم الفلول ، فإنهم سوف يسقطونه باستدعاء شارعهم، فلنعطي الفرصة الكاملة لمجموعة لاعبي الرؤوس والإحتياطي "التنيني"الذين سميتهم بعاليه ، أو من نسميهم إجمالاً بالثورة المضادة ، ليرونا كيفسيسقطون الإتفاق الإطاري بشارعهم الوهمي ، الذي يصدعون به الرؤوس ، ليل نهار ، وليقولوا لنا البيان بالعمل أين هذا الشارع .. المزعوم ؟؟!! .
مع التنبيه أني من المتوقعين وليس المتمنين سقوطه ، ولكن لأسباب أخرى ، لأني صراحة أريده جذرياً ويريدونه تسونجياً ، أما الثورة المضادة ، فتريده فلولياً .
السبب الثالث: وهو أهم المهم ، لنرى الطرف الثاني " قح إن كان فعلاً قادراَ على إنجاح هذا الإتفاق الإطاري ، بدون التشويش عليه من أي جهة خارجية ، خاصة من جانب الجيل الراكب رأس ، ورفاقهم من القوى الثورية ، وحتى لايمتطوا الشاشات الفارهات ، إذا فشلوا في اللعب السليم ، ونراهم ونسمعهم ، وهم يهتفون من داخل الإستاد يرددون بقوة عين وبأعلى ما ملكت أصواتهم "التحكيم فاشل" ويتهموا قوى الثورة بالإنحياز لخصمهم ، غير اللدود ، بقصد إفشال مباراة الإتفاق الإطاري ، ويدَّعوا إن هزموا ، أن الجذري هو الذي هزمهم ، والبادي أظلم ، ولا تذر وازرة وزر أخرى .
حينها صفر الحكم ، معلناً نهاية المباراة ، انتظاراً لإعلان النتيجة . والردة مستحيلة والثورة مستمرة .

omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////////

 

آراء