بين القاسم والوليد والدفينة واب حرفين تنعدم المعايير 

 


 

 


 

رغم إيماني التام بقوة الكلمة وقوة الحجة في نشر الحق وإحلال السلام. لكن لايمكنك مد كتاب أو طرح فكرة أو نشر معرفة أمام من يهددك ببيوت الأشباح والتعذيب. بل ينتقل من مرحلة التهديد بالكلمات إلى التنفيذ وهاهم الدفينة والقاسم والامام يحبسون لأنهم نشروا كلمات عبروا فيهم عن أفكارهم ومعارضتهم للنظام القائم ودعوا فيها للعصيان المدني!!!    

وهي دعوة يمكن أن تلقى القبول أو الرفض من النظام أو من آخرين. لكن تظل تلك الدعوة هي كلمات تحمل أفكارا يمكن ان يرد عليها بالكلمات ويبين من خلالها خطل تلك الأفكار  أو عدم جدواها. خاصة أن النظام يملك كل أجهزة الدولة الإعلامية ويسخرها لخدمته والدفاع عن ارائه!!! 
ولكن لما علم النظام الحاكم بقوة حجة دعاة العصيان وعجزه هو بكل إمكانياته الإعلامية في الرد على الرأي بالرأي الآخر وعجز عن  إقناع المواطن عبر القول الطيب والعمل الصالح وأعطاء القدوة بسلوك أصحاب النظام الحاكم .لم يجد للنظام المستبد سوى اللجوء للبطش لاسكات صوت الدعاة للعصيان المدني فتأمر كعادته ضد كل مواطن شريف يرى الظلم ولا يسكت عليه!!  نعم تأمر النظام ليغيب القاسم والوليد  والدفينة في غياهب الجب ويرمي بهم في السجون السعودية لقرابة الستة أشهر. ويتسبب في فصل زوجة القاسم وهي طبيبة من عملها بدون ذنب سوى أنها زوجة القاسم!!!  

ثم تأمر النظام ليحرمهم من حق اللجؤ إلى بلد آخر يجدون فيه متسع من العيش لإعالة  أسرهم ورعاية اطفالهم الصغار السن وبينهم مرضى. وقام بترحيلهم إلى السودان وايداعهم السجون وعمل على حرمان أهاليهم من التواصل معهم لأطول فترة ممكنة و لولا بقية خوف من عدم رفع العقوبات الأمريكية لما سمح بالزيارة التي تمت في الاسبوع الماضي.    
خاصة انه من بين شروط رفع العقوبات الامربكية اطلاق الحريات. يخشون الامريكان ولا يخشون الله!!! 

أما طه الذي سماه اصحابه اب حرفين فهو مرتكب جريمة الخيانة الوطنية العظمى ورغم ذاك  يغض النظام الحاكم النظر عما قام به طه عثمان.رغم أن ماقام به  هو جريمة ضد الدولة والسودان وخيانة عظمى لشعبه. ولكن لأن النظام الحاكم كله "خونة" من اكبرهم إلى أصغرهم فهم يسكتون عن زميلهم في الخيانة"ودت الزانيات لو أن النساء كلهن زواني!!!        

وكذلك بعض النظام الحاكم النظر عن طه لجبن المسؤولين من رئيس النظام وزرائه ونوابه في البرلمان وكل مسؤوليه فأن كانت لهم كرامة أو رجولة فليطالبوا بفتح ملف طه عثمان وليتجراؤا على مطالبة الدولة السعودية بتسليمه لمحاكمته أمام المحاكم السودانية!!! ولكنهم يخشون أن تحرمهم المملكة السعودية من الأموال!!!وان تحرض عليهم الأمريكان فلا يرفعون العقوبات.       

يتحسر صديقي الباشمهندس الطبجي في ألم بأن الشعب السوداني كان يعاني في السابق  من غطرسة الساسة المصريين وإعتقادهم بإن السودان هو الحديقة الخلفية لمصر!!!     

اما الان فإن الشعب السوداني  اصبح يشعر إن السودان صار (مراح) للسعوديةتباع لها أراضيه ويذبح لها ابنائه في اليمن قربانا للريال السعودي الذي يذهب إلى جيوب النظام الحاكم  "الكيزان"
يقول الكاتب برنارد شو "السلطة لاتفسد الرجال ؛إنما الأغبياء اذا وضعوا في السلطة فإنهم يفسدونها"!!!

نقول لكل من تسبب في إيقاف القاسم والوليد والدفينة انهم بتسببهم في سجن أولئك الشباب وفي ايذائهم وأسرهم قد عرضوا أنفسهم لخطر عظيم يوم الموقف العظيم فأين هم من قول الرسول الكريم (من رمى مسلما بريد شينه به،حبسه الله على جسر جهنما حتى يخرجا أو حتى يخرج مما قال)؛ وقوله "ص" (من ذكر أمرا بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه ).

قال الشاعر الشريف الحامدابي  
"
" قبل إنت تمش عليهم   
وتكسب الذُّل والإهانة   
حقو إنت براكا تفهم     
إنت أصلاً ماك معانا    
إنت رقِّيت اللقاتل        
راجل  السكنت دمانا    
وجيت تعزِّي حقارة منك         
وجاهل  الغضب العمانا          
يا الطردتنا من حقوقنا   
وفي السجون كتّف خطانا        
وإنت شان تطرأ القبلنا  
المات وسلّمنا  الأمانة   
محل تجينا نقيف  نطردك        
وتعرف إنت  بعد لقانا  
في بيوت  الشعب كلها                     
تاني  ماعندك  مكانة" . 

Wadrawda@hotmail.fr

 

آراء