كلام الناس
أثار اللقاء غير المعلن بين رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عينتبي اليوغندية ردود فعل متباينة داخل السودان وخارجه.
تفاوتت ردود الفعل مابين مؤيد ومعارض وسط قراءات مختلة استغلها البعض للهجوم على الحكومة الإنتقالية مع التركيز على تناقض المواقف والتصريحات ،كما استغلها البعض في إحياء اللقاءات القديمة التي تمت بين رموز سياسية سودانية ومسؤولين إسرائيلين ضمن الحملة المسمومة التي لم تهدأ ضد بعض الأحزاب والرموز السياسية.
من ناحية أخرى وجدها البعض فرصة للهجوم على الدول العربية والإسلامية التي طبعت علاقتها مع إسرائيل إضافة لتنبؤات مغرضة باتجاه دول عربية وإسلامية نحو التطبيع مع إسرائيل.
إنتشرت النكات والكاريكاتيرات الساخرة من قيادات الحكومة الإنتقالية ومن الدول العربية والإسلامية المطبعة علاقتها مع إسرائيل وتلك التي في طريقها للتطبيع حسب تقديراتهم.
بل اجتهد البعض في نشر معلومات غير مؤكدة كانت قد ذكرت من قبل في الوسائط المختلفة عن علاقة أسرة نتنيايو بالسودان وأن نتنيايو شخصياً ولد في قرية بشمال السودان على يد قابلتين سودانيتين هما ام الحسن وفاطمة.
نعم كانت هناك أسر سودانية موجودة في السودان، وجاءت دعوة وزير الاوقاف الحالي لليهود السودانيين بالعودة للسودان معززة للتوجه الجديد للحكومة الإنتقالية لإحياء قيم وممارسات التسامح الديني والتعايش الإيجابي بين كل مكونات الامة السودانية قبل سطوة الحركة المتأسلمة المسيسة على الحكم.
بعيداً عن الأحكام القيمية المطلقة والسموم السياسية التي تهدف لتعميق الخلافات وسط منظومة الحكومة الإنتقالية بشقيها المدني والعسكري لابد من توضيح أن مثل هذه اللقاءات وإن تمت بعفوية تعطي مؤشرات سالبة بوجود نية من الشريك العسكري في الحكم للهيمنة وتهميش مجلس الوزراء الإنتقالي والإنفراد بمواقف وقرارات لا تراعي المبادئ والقيم اكلام الناس الصدىلتي تأسست عليها المرحلة الإنتقالية التي لاتحتمل المزايدة واستغلال القوات النظامية في الضغط لتبديل المواقف على حساب المبادئ.