بين مائدة الكرام ومائدة للئام
عمر العمر
18 August, 2022
18 August, 2022
بما أنهم لصوص مجردون من الحد الأدنى من الاخلاقيات يحترفون السطو بغية بلوغ مآربهم ،لم يتورعوا عن سرقة واحدة من اجمل باكوراتنا الرائدة على درب البناء الديمقراطي .كعادتهم أعادوا ا تدوير المناسبة المميزة على طريقتهم الخرقاء العجفاء الفاشلة. تلك هي فضيحة تزروير وسم(المائدة المستديرة).تلك المبادرة المبتكرة ضحى ثورة اكتوبر بغية تراضي القوى السياسية في الشمال والجنوب على صوغ حلول عملية لقضايا وطنية ملحّة . رغم تشابه القضايا العالقة فوق أعناق الجماهير في الحالتين إذ هي ترتبط بالتداول السلمي للسلطة ، الحرية ، العدل و السلام ،إلا أن لا تشابه بين المائدتين . الاولى جمعت نخب يحدوها آمال في اقتسام السلطة والثروة.الثاتية هي مائدة متآمرين على الشعب والثورة غايتهم فقط احتكار الثروة.
*****
قوام مائدة اكتوبر احزاب السودان كافة، الهيئة القضائية،جامعة الخرطوم النقابات . أما مائدتهم فجمّعت بعض قطاع الطرق على الثورة في محاولة بائسة تستنسخ تجربة المؤتمر الوطني وأتباعه المنتفعين بفتات أهل الحل والعقد وقتذاك. هذا فرز إيجابي يقطع الشك باليقين على الثوار .هولاء هم إذاً شركاء الثلاثين العجاف السود الطوال يحاولون عبثا إعادة بناء بيت العنكبوت بعدما قصفته رياح الثورة الفتية لانهم لايدركون الحاضر مثلما لا يقرأون التاريخ.هزوأت رؤوس تحبل أعناقها على الإنكسار أمام الإغراءات الزائفة. كما هزوأت نفوس تسترخص مقاماتها أمام مصالح عابرة وهي تزعم لذاتها الشرف الرفيع .صغرت عقول تتو هم امتلاك الحكمة بينما هي خاوية تفتقد الحد الأدنى من الرشد إذ تستنزف قواها المهيضة في محاولة ركض مضاد لرياح الثورة العارمة .
*****
لأن هؤلاء أرازل بقايا الإنقاذ فإن ردتهم تتجاوز عقوده الثلاثة إلى عهد (السلطنة الزرقاء) إذ غابت شمس مفهوم (الدولة) هنا كما حاليا حيث يغلب على المشهد الوطني في الحالتين مفهوم المشيخات القبلية المتصارعة المتربصة بعضعها بالبعض الآخر. فالحكومة حاليا كما إبان السلطنة الزرقاء وغروبها عاجزة عن الهيمنة على الشرق ، جنوب كردفان و دارفور ،حتى سواكن ، ياللمفارقة ،واقعة تحت ظل الأتراك !هؤلاء لم يستوعبوا ، بل ربما لم يقرأوا قول مبارك زروق في جلسة البرلمان التاريخية في ديسمبر ١٩٥٥:
(السودان وحدةجغرافية،اقتصادية،ثقافية متكاملة تضم اجزاء متفاوتة ومتناقضة تربطها دائما خيوط دقيقة خفية لكنهامتينة قوية).
*****
صحيح. لم ينته. مؤتمر المائدة المستديرة الاكتوبرية إلى النهايات السياسية السعيدة المرتجاة لكنه. شكّل أول منصة وطنية ،ربما اليتيمة، تداولت فيها كل القيادات السودانية الآراء في شأن أخطر المشاكل الوطنية في حرية تجاوزت اللياقة احيانا ، شجاعة ربما بلغت الوقاحة احيانا لكن عرّت الأزمة حتى العظم.لذلك تبقى تلك المائدة احدى جوهرات تراثنا السياسي النادرة.ذلك التقييم ينطبق حتى على صعيد القارة الإفريقية بأسر ها . بها كتبنا كيفية معلجةالقيادات السياسية قضايا الوطن.أحد أبرز دروس تلك التجربة يتمثل في جرأة القيادات على ممارسة النقد حد الاعتراف. بالخطايا تحمل الإنتقادمهما بلغت درجة شراسته وسمو الذات من اجل الوطن.
*****
فأين مائدة هؤلاء من تلك القيم والممارسات والغايات!!!تلك كانت مائدة الكرام وهذه مائدة اللئام . فمن معاني اللؤم الشح ،دناءة النفس ،إيثار الذات على الآخرين، المماطلة وخلف المواعيد. في تراثنا العربي إشارة إلى اللؤم تحت العمائم!
*****
aloomar@gmail.com
*****
قوام مائدة اكتوبر احزاب السودان كافة، الهيئة القضائية،جامعة الخرطوم النقابات . أما مائدتهم فجمّعت بعض قطاع الطرق على الثورة في محاولة بائسة تستنسخ تجربة المؤتمر الوطني وأتباعه المنتفعين بفتات أهل الحل والعقد وقتذاك. هذا فرز إيجابي يقطع الشك باليقين على الثوار .هولاء هم إذاً شركاء الثلاثين العجاف السود الطوال يحاولون عبثا إعادة بناء بيت العنكبوت بعدما قصفته رياح الثورة الفتية لانهم لايدركون الحاضر مثلما لا يقرأون التاريخ.هزوأت رؤوس تحبل أعناقها على الإنكسار أمام الإغراءات الزائفة. كما هزوأت نفوس تسترخص مقاماتها أمام مصالح عابرة وهي تزعم لذاتها الشرف الرفيع .صغرت عقول تتو هم امتلاك الحكمة بينما هي خاوية تفتقد الحد الأدنى من الرشد إذ تستنزف قواها المهيضة في محاولة ركض مضاد لرياح الثورة العارمة .
*****
لأن هؤلاء أرازل بقايا الإنقاذ فإن ردتهم تتجاوز عقوده الثلاثة إلى عهد (السلطنة الزرقاء) إذ غابت شمس مفهوم (الدولة) هنا كما حاليا حيث يغلب على المشهد الوطني في الحالتين مفهوم المشيخات القبلية المتصارعة المتربصة بعضعها بالبعض الآخر. فالحكومة حاليا كما إبان السلطنة الزرقاء وغروبها عاجزة عن الهيمنة على الشرق ، جنوب كردفان و دارفور ،حتى سواكن ، ياللمفارقة ،واقعة تحت ظل الأتراك !هؤلاء لم يستوعبوا ، بل ربما لم يقرأوا قول مبارك زروق في جلسة البرلمان التاريخية في ديسمبر ١٩٥٥:
(السودان وحدةجغرافية،اقتصادية،ثقافية متكاملة تضم اجزاء متفاوتة ومتناقضة تربطها دائما خيوط دقيقة خفية لكنهامتينة قوية).
*****
صحيح. لم ينته. مؤتمر المائدة المستديرة الاكتوبرية إلى النهايات السياسية السعيدة المرتجاة لكنه. شكّل أول منصة وطنية ،ربما اليتيمة، تداولت فيها كل القيادات السودانية الآراء في شأن أخطر المشاكل الوطنية في حرية تجاوزت اللياقة احيانا ، شجاعة ربما بلغت الوقاحة احيانا لكن عرّت الأزمة حتى العظم.لذلك تبقى تلك المائدة احدى جوهرات تراثنا السياسي النادرة.ذلك التقييم ينطبق حتى على صعيد القارة الإفريقية بأسر ها . بها كتبنا كيفية معلجةالقيادات السياسية قضايا الوطن.أحد أبرز دروس تلك التجربة يتمثل في جرأة القيادات على ممارسة النقد حد الاعتراف. بالخطايا تحمل الإنتقادمهما بلغت درجة شراسته وسمو الذات من اجل الوطن.
*****
فأين مائدة هؤلاء من تلك القيم والممارسات والغايات!!!تلك كانت مائدة الكرام وهذه مائدة اللئام . فمن معاني اللؤم الشح ،دناءة النفس ،إيثار الذات على الآخرين، المماطلة وخلف المواعيد. في تراثنا العربي إشارة إلى اللؤم تحت العمائم!
*****
aloomar@gmail.com