تبرئة”الكج” من الفشل

 


 

 


كلام الناس

عندما تتفاقم الأزمات في بلادنا وتتجاوز حدود المنطق يلجأ بعض المغلوب على أمرهم إلى التفسيرات غير المنطقية مثل القول بوجود"كج" في السودان.
*نقول هذا بمناسبة الفشل المزري في معالجة أزمة تراكم أرتال القمامة في العاصمة المثلثة بمدنها الثلاث‘ تذكرت المحاولات القديمة والجديدة إبتداء من محاولة طيب الذكر محافظ الخرطوم الأسبق في العهد المايوي المرحوم لواء طبيب عبدالله احمد قلندر طيب الله ثراه وحتى المحاولات الانية التي باءت بالفشل.
*من المضحك المبكي في محاولة قلندر أن الاليات والمعدات التي أستجلبت لمشروع نظافة الخرطوم تحول بعضها إلى مكبات للقمامة ذاتها قبل أن تختفي فيما بقيت أزمة القمامة قائمة.
*في العهد الحالي نشطت بعض المبادرات الرامية لنظافة الخرطوم‘ وسمعنا لأول مرة عن شركات خاصة لنقل النفايات ورسوم تجمع من المواطنين نظير هذه الخدمة لكنهاتراجعت وظلت القمامة تمد لسانها للمسؤولين التنفيذين.
* قبل أيام فاجأنا رئيس المجلس الأعلى للبيئة عمر نمر بإعلان فشل مشروع نظافة الخرطوم بعد ان سمعنا عن إتفاقيات دولية عقدت وشركات محلية أعتمدت واموال دفعت لإنجاح هذا المشروع.
*تعالوا نسمع المفاجأة المضحكة المبكية في قول رئيس المجلس الأعلى للبيئة‘ فقد قال بعد كل هذه الجهود والإتفاقيات الدولية والمحلية أن أسباب الفشل يرجع إلى ان اللجان الشعبية هي التي تتحصل رسوم نقل النفايات وليس الدولة.
* السؤال المهم هنا هو من الذي تبنى نظام اللجان الشعبية ولماذا استمرت هذه اللجان حتى الان بعد ان تأكد فشلها في دفع المحليات للقيام بواجباتها الأساسية في الاحياء السكنية ومواقع العمل؟.
* السؤال التالي الذي لايقل أهمية عن السؤال الأول هو ماعلاقة هذه اللجان الشعبية بالمحليات التي هي جزء لايتجزأعن الدولة التي يتحدث عنها رئيس المجلس الأعلى للبيئة؟!!.
* لن نعود للمبررات غير المنطقية ونتهم"الكج" ذلك الكائن الهلامي غير العقلاني الذي ابتدعته العبقرية السودانية للتندر على الفشل الإداري والتنفيذي لان المسائل أصبحت واضحة في تردي الخدمة المدنية التي دمرتها الأجندة الحزبية الفاشلة.
*ان الاوان للإعتراف بالاخطاء ومواجهتها عملياً بدلاً من إطلاق التصريحات التبريرية المضحكة المبكية التي لن تجدي في معالجة أسباب الفشل الإداري والتنفيذي.
noradin@msn.com

 

آراء