تتعدد أسباب الموت ،، والفقد واحد!. بقلم: حسن الجزولي
حسن الجزولي
6 April, 2022
6 April, 2022
ما وراء الخبر
يكتبه اليوم: حسن الجزولي
* الجمعة الماضية هزً خبر حزين مجتمعات ولاية سنار بغرق المركب الذي كان ينقل 29 مزارعاً، ليغرق منهم نحو 23 جلهم من صغار الفتيات العاملات في حصاد الطماطم. وبينهن 17 من أسرة واحدة.
* 29 مزارعاً ومزارعة تزاحموا على مراكب بدائية صغيرة ومحدودة العدد، وكل راكب من هؤلاء الضحايا يحرص على البكور لمكان عمله بالحواشات!.
* تخرج أولئك الصبايا الصغيرات في صبيحة الجمعة الجامعة وهن يودعن ذويهن وفلذات أكبادهن والأمل بسام يداعب أخيلتهن الصغيرة بالعودة الظافرة من حقول الحصاد بعد جني المحصول والمال الذي بالكاد سيسد الرمق، فتعود جثامينهن محمولة لقرية تريرة بمنطقة السو كي التي غادروها والجمع يغذ سيره نحو حواشات عمله.
* ما يؤسف له أن تلك المراكب لا توفر الحد الأدنى من السلامة النهرية، التي تضمن وصولاً آمناً للشط الآخر!.
* وما يؤسف له أن تقارير آليات الانقاذ أشارت لازدياد أعداد الضحايا والمفقودين بسبب تأخر وصول فرق الانقاذ النهرية.
* وما يؤسف له أن المسؤولين بالولاية لم يحرصوا في الأساس على توفير طواقم وآليات الانقاذ بجانب نهر شهد ويشهد في كل حين تكرار مثل هذه الحوادث في مناطق متفرقة بالبلاد. وذاكرة الناس تتجه نحو غرق 22 طالباً بسد مروي بولاية نهر النيل قبل سنوات قليلة، والذين مات ضمنهم خمسة أطفال من أسرة واحدة!.
* وما يؤسف له غياب وسائل متعددة وحديثة للنقل النهري توفر خدمات تعد من أهم ضروريات الحياة التي كان يجب أن تقوم بها الولايات تجاه مواطنين من حقهم الاستمتاع بعوائد ما يدفعوه من ضرائب بشق الأنفس من عرق جباههم ومستقطعات لقمة عيش أطفالهم.
* وما يؤسف له هو الغياب الكامل لضرورة توفير مثل هذه الخدمات من قبل المسؤولين، وما كانت الصعوبة بمكان في مسألة توفير ناقل نهري حديث لكل منطقة بالبلاد، إن كانت للولايات همة وعزيمة وطنية خالصة لتوجيه ميزانيات الدولة المتوفرة فيما هو أهم، وحتى لا يدخل الناس في مغالطات مع المسؤلين حول محدودية الميزانية في ظل ظروف الدولة الاقتصادية، أما كان من الممكن جداً تجنيب بعض المال (الوفير) الذي انتزعته لجنة إزالة التمكين من حرامية ولصوص الانقاذ لمثل الصرف على مثل هذا العمل؟!.
* أسفنا أنه بينما نرى في دول أخرى كالمغرب مثلاً كيف يتم توظيف إمكانيات الدولة بما فيها الديوان الملكي، أولئك الذين وقفوا وهبوا من أجل إنقاذ طفل واحد (ريان) الذي سقط في بئر، تتجاهل عندنا السلطات مجرد الاهتمام الفائق بحادث يعتبر صادم على المستوى الوطني!.
* وآخر أسفنا فإن الدول التي يقع فيها مثل هذا الحادث، تحرص على إعلان الحداد الوطني وتنكيس الأعلام!.
* لقد أصبح الموت عند السودانيين متعدد ،، بينما الفقد واحد!. فالرحمة للضحايا.
ـــــــــــــــــــــــ
* لجنة التمثيل كانت تمثلني وستمثلني لاحقاً أيضاً.
hassanelgizuli3@gmail.com
يكتبه اليوم: حسن الجزولي
* الجمعة الماضية هزً خبر حزين مجتمعات ولاية سنار بغرق المركب الذي كان ينقل 29 مزارعاً، ليغرق منهم نحو 23 جلهم من صغار الفتيات العاملات في حصاد الطماطم. وبينهن 17 من أسرة واحدة.
* 29 مزارعاً ومزارعة تزاحموا على مراكب بدائية صغيرة ومحدودة العدد، وكل راكب من هؤلاء الضحايا يحرص على البكور لمكان عمله بالحواشات!.
* تخرج أولئك الصبايا الصغيرات في صبيحة الجمعة الجامعة وهن يودعن ذويهن وفلذات أكبادهن والأمل بسام يداعب أخيلتهن الصغيرة بالعودة الظافرة من حقول الحصاد بعد جني المحصول والمال الذي بالكاد سيسد الرمق، فتعود جثامينهن محمولة لقرية تريرة بمنطقة السو كي التي غادروها والجمع يغذ سيره نحو حواشات عمله.
* ما يؤسف له أن تلك المراكب لا توفر الحد الأدنى من السلامة النهرية، التي تضمن وصولاً آمناً للشط الآخر!.
* وما يؤسف له أن تقارير آليات الانقاذ أشارت لازدياد أعداد الضحايا والمفقودين بسبب تأخر وصول فرق الانقاذ النهرية.
* وما يؤسف له أن المسؤولين بالولاية لم يحرصوا في الأساس على توفير طواقم وآليات الانقاذ بجانب نهر شهد ويشهد في كل حين تكرار مثل هذه الحوادث في مناطق متفرقة بالبلاد. وذاكرة الناس تتجه نحو غرق 22 طالباً بسد مروي بولاية نهر النيل قبل سنوات قليلة، والذين مات ضمنهم خمسة أطفال من أسرة واحدة!.
* وما يؤسف له غياب وسائل متعددة وحديثة للنقل النهري توفر خدمات تعد من أهم ضروريات الحياة التي كان يجب أن تقوم بها الولايات تجاه مواطنين من حقهم الاستمتاع بعوائد ما يدفعوه من ضرائب بشق الأنفس من عرق جباههم ومستقطعات لقمة عيش أطفالهم.
* وما يؤسف له هو الغياب الكامل لضرورة توفير مثل هذه الخدمات من قبل المسؤولين، وما كانت الصعوبة بمكان في مسألة توفير ناقل نهري حديث لكل منطقة بالبلاد، إن كانت للولايات همة وعزيمة وطنية خالصة لتوجيه ميزانيات الدولة المتوفرة فيما هو أهم، وحتى لا يدخل الناس في مغالطات مع المسؤلين حول محدودية الميزانية في ظل ظروف الدولة الاقتصادية، أما كان من الممكن جداً تجنيب بعض المال (الوفير) الذي انتزعته لجنة إزالة التمكين من حرامية ولصوص الانقاذ لمثل الصرف على مثل هذا العمل؟!.
* أسفنا أنه بينما نرى في دول أخرى كالمغرب مثلاً كيف يتم توظيف إمكانيات الدولة بما فيها الديوان الملكي، أولئك الذين وقفوا وهبوا من أجل إنقاذ طفل واحد (ريان) الذي سقط في بئر، تتجاهل عندنا السلطات مجرد الاهتمام الفائق بحادث يعتبر صادم على المستوى الوطني!.
* وآخر أسفنا فإن الدول التي يقع فيها مثل هذا الحادث، تحرص على إعلان الحداد الوطني وتنكيس الأعلام!.
* لقد أصبح الموت عند السودانيين متعدد ،، بينما الفقد واحد!. فالرحمة للضحايا.
ـــــــــــــــــــــــ
* لجنة التمثيل كانت تمثلني وستمثلني لاحقاً أيضاً.
hassanelgizuli3@gmail.com