تحالف السلطة والثروة في الهلال (2)
اصل الحكاية
الحاج عطا المنان رئيس لجنة التسيير الحكومية بنادي الهلال طرح نفسه رجل (حقاني) ، بداية هذا الطرح كانت بنادي الهلال ، في قضية الدكاكين الشهيرة التي طعن فيها بعض أنصار صلاح إدريس ، في فترة رئاسة نادي الهلال السابق الامين البرير ، بدعوي أنها غير قانونية ويجب إزالتها ، وفشلت محاولات الازالة طوال فترة حكم البرير ، ولكن الازالة حدثت بسرعة خيالية في فترة اللجنة الحكومية لتسيير نادي الهلال ، و مثلت اللجنة الحكومية في أحد لجان قرار قانونية الدكاكين الفنية بالعضو الطيب العباسي وهو من المقربين لصلاح إدريس ، سيعيدنا (القرار) للتحالف غير المعلن ،بين الحاج عطا المنان رجل السلطة وصلاح إدريس رجل المال ، الاقرب للمؤتمر الوطني حسب تصريحات شهيرة لجمال الوالي قال فيها : (صلاح إدريس أقرب للمؤتمر الوطني مني) ، هذا التحالف الذي قدمه ببراءة يحسد عليها الرجلين في صورة (توكيل تجديد عضوية) من صلاح للحاج عطا المنان ، وهي كما نعلم عضوية باطلة قانونا لأن التوكيل المنشور في الصحف إعترف فيه صلاح إدريس بإقامته في السعودية ، وهذا ينسف أي آمال مستقبلية للرجل في ترشيح نفسه للرئاسة في حال فكر في ذلك ، ومع ذلك تم التجديد ، كيف؟ وتحت أي بند قانوني؟ لا أحد يدري .
مايهم في (حقانية) الحاج عطا المنان أنه حتي الآن يسير بخطي واثقة في تنفيذ كل مافشل فيه صلاح إدريس ، فإذا ذهبنا مع صحة قرار الإزالة ، وعدم قانونية الدكاكين المذكور ، كنت سأستوعب هذه الجزئية في حال وجود متضرر تقدم بهذه الشكوي ، خاصة وأن المباني المخالفة في السودان بصفة عامة والعاصمة علي وجه الخصوص يصعب حصرها سواء كانت سكنية أو تجارية ، في المدارس والمساجد والمستشفيات والمنازل ، نسمع يوميا عن تجاوزات ، فلماذا تم التنفيذ بهذه السرعة في الهلال ، وإذا عدنا لتصريح العباسي الاقرب لصلاح إدريس بأن الإزالة تمت بعلمهم ، وراجعنا المؤتمر الصحفي لرئيس اللجنة الحكومية والذي أقر فيه بوجود تجاوزات في الدكاكين سنجد ببساطة أن اللجنة الحكومية هي التي دعمت وساندت وربما عجلت بالتنفيذ ، خاصة وأن أحد اعضاءها ( الطيب العباسي) عضو في اللجنة ولم يخرج منه مايفيد بمعارضته لقرار الازالة أو إستئناف القرار .
وهذه (حقانية) نادرة في هذا الزمن ، أن تضحي ب60 دكان مرة واحدة ، وتتم الازالة بعجلة لم تراع وجود متضررين حقيقيين هم المستأجرين ، من سيعوضهم؟ كيف؟ ومتي؟ أم أن الجانب الانساني لايفرق كثيرا ولايحتاج للتوقف عنده.
أفهم أن تجد الازالة سند من صلاح إدريس ومجموعته وهو الذي فشل طوال فترة حكمه في إنشاء (طبلية) لنادي الهلال ، ولكن عندما تتبني اللجنة الحكومية لتسيير نادي الهلال هذا القرار وتشارك فيه ، فإن أمام تحالف لم يعد إخفاءه ممكنا .
فالحاج عطا المنان الذي أعلن في ذات المؤتمر الصحفي أنه سيعتمد علي النفوذ السياسي لإستعادة شعار الهلال ، وليس القانون ، لن أستوعب (حقانيته) التي ظهرت في إزالة دكاكين الهلال .
وإذا بحثنا أكثر سنجد أن حالة التناغم والإنسجام بين الحاج عطا المنان وصلاح إدريس (تحالف السلطة والثروة) وصلت مراحل بعيدة ، فقد أحيت اللجنة الحكومية لتسيير نادي الهلال فكرة صلاح القديمة ببيع أستاد ونادي الهلال ، وإنشاء مدينة رياضية في الصالحة ،لتؤكد لجنة الحكومة أنها في طريق صلاح إدريس بإستسلام فاق توقعات الرجل ، تخيلوا معي لو أن الرجل نجح في بيع النادي والاستاد في ذلك الوقت ، مع حجم الديون والدمار الذي خلفه قبل الهروب؟ تخيلوا.
أواصل
hassanfaroog@gmail.com
/////