تحتاج للدعم والمساندة والحسم التنفيذي

 


 

 

 

كلام الناس


يعلم القاصي والداني أن ثورة ديسمبر الشعبية مجابهة بتحديات وصعوبات ناجمة من تعقيدات فترة الإنتقال وإستمرار الخلافات الحزبية والمهنية المتعجلة قطف الثمار قبل أن "تنجض".
لن أرجع للملابسات المعروفة في دهاليز قوى الحرية التغيير الحاضنة السياسية للثورة وحكومة المرحلة الإنتقالية التي أنهكت قواها وأضعفت شوكتها ولم تعد بذات الثقل السياسي الذي كان.
تشكل واقع سياسي عبر تحالفات جديدة عادت بالثورة لمرحلة أولية أشبه بمرحلة نمو الأطفال من تسنين وحبو وتعلم السير مؤملين على أن العترة بتعلم المشي.
إضافة لمعضلة التكوين الملتبسة لأجهزة الحكم الإنتقالية التي أنجبت مولوداً برأسين مازال يعاني من من التداخلات المربكة في الإدارة واتخاذ القرار والعمل التنفيذي.
مع ذلك يزداد يقيننا بأن الثورة باقية ومستمرة لأنها ثورة وعي شعبي قادها الشباب والنساء و مازالوا يضغطون بجسارة من أجل تحقيق تطلعات المواطنين في السلام الشامل العادل وبسط العدل ومحاكمة المجرمين والفاسدين وتامين الحياة الحرة الكريمة لهم.
وسط هذه المتغيرات المتلاحقة إنتشرت على سطح السودان "حركات الكفاح المسلح" التي عادت بأسلحتها عقب إتفاق جوبا للسلام و تسببت في إختلالات أمنية نتيجة لوجود السلاح خارج منظومة القوات النظامية.
لذلك تفاءلنا خيراً بالقرار الذي إتخذه مجلس الأمن والدفاع بإنهاء جميع أشكال الوجود المسلح في كل أنحاء السودان، وبتوجيه عضو مجلس السيادة الإنتقالي الهداي إدريس باعتقال ومحاكمة أي شخص يثبت أنه يجند المواطنين باسم "حركات الكفاح المسلح".
مع تأييدنا ومباركتنا لهذا القرار المهم نرى أنه في حاجة لدعم ومساندة وإرادة سياسية وعمل مشترك من كل مكونات الحكومة الإنتقالية الحزبية والمهنية والمجتمعية بما فيها "حركات الكفاح المسلح" التي جنحت للسلم، لجمع السلاح وتسليمه للقوات النظامية، وتيسير عمليات التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين التي تحكم القوات النظامية وبالتراتبية النظامية المعروفة.
خاصة وأن هناك تفلتات أمنية مازالت موجودة في أكثر من منطقة في السودان كما في شمال دارفور على سبيل المثال لا الحصر.
كما وجه عضو مجلس السيادة الإنتقالي الهادي إدريس الجهات الأمنية في الولاية الشمالية بإلقاء القبض ومحاكمة كل من يثبت أنه يجند المواطنين باسم حركات الكفاح المسلح، دون إتهام لحركة ما أو إستثنائها من عملية جمع السلاح حتى تتفرغ الحكومة عملياً لتنفيذ مهامها لإستكمال عملية السلام الشامل العادل في كل ربوع البلاد ومكافحة التفلتات الأمنية وعمليات السلب والنهب وكل المهام الأخرى التي ينتظرها المواطنون بلا تسويف أوجرجرة أو مماطلة لاتخدم سوى أعداء الثورة المتربصين بها عبر محاولاتهم البائسة واليائسة التي لن تفلح ولن تستطيع إعادة عجلة التاريخ للوراء.
////////////////

 

آراء